المنفي يدعو المجموعة الدولية لعقده
مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المنكوبة في ليبيا

- 580

دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، المجموعة الدولية، إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة شرقي البلاد، والتي ضربتها العاصفة "دانيال" منذ أسبوعين.
ذكرت وكالة الأنباء الليبية، أمس، أن المنفي وجّه رسالة إلى العالم من خلال الاجتماعات رفيعة المستوى التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح فيها حجم الكارثة والخسائر البشرية والمادية التي حلت بأهل المناطق المنكوبة شرق البلاد. وناشد المنفي، العالم، لتحمل مسؤولياته تجاه ليبيا، من خلال احتواء تداعيات ما بعد العاصفة، وعلى رأس ذلك الإجراءات الصحية اللازمة لحماية ما تبقى من سكان درنة، والمدن المجاورة من كارثة صحية حذر منها المختصون.
وأشاد المنفي، في رسالته، بالدول التي سارعت لتقديم المساعدة لليبيا، مؤكدا أن الكارثة أكبر من قدرات ليبيا التي "أرهقها التدخل الخارجي والانقسام السياسي".
وكانت الحكومة الليبية المكلفة، قد دعت أول أمس، من مجلس النواب، المجتمع الدولي للمشاركة في فاعليات مؤتمر "إعادة إعمار درنة" والمدن والمناطق المتضررة من الفيضانات في شرق ليبيا، والمقرر عقده في العاشر من شهر أكتوبر المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أول أمس، أن الدعوة جاءت استجابة لرغبة أهالي مدينة درنة وكل المدن والمناطق المتضررة الذين طالبوا بأن تكون عملية إعادة الإعمار تحت اشراف وتنفيذ شركات عالمية قادرة عل تحقيق أعلى المعايير الحديثة للأمان والسلامة.
وطالبت الحكومة الليبية، المشاركين في المؤتمر بتقديم الرؤى الحديثة والسريعة لإعادة إعمار المدينة والمدن والمناطق المتضررة في شرق ليبيا، بما في ذلك إعادة بناء الطرق والسدود التي تحمي المدن والمناطق من أي كوارث طبيعية، مشيرة إلى أنها اتخذت كل ما يلزم من خطوات في ظل إمكاناتها المتاحة لمعالجة التداعيات المدمرة الناتجة عن كارثة السيول والفيضانات، والتي أدت لسقوط عدد كبير من الضحايا، وتدمير غير مسبوق في البنية التحتية لمدينة درنة والمناطق المجاورة لها.
وكانت سيول وفيضانات غير مسبوقة ضربت المنطقة الشرقية من ليبيا، ما خلف آلاف الضحايا وتدمير المباني والممتلكات، وأعلنت السلطات الليبية جميع البلديات التي تعرضت للسيول والفيضانات مناطق منكوبة.
في سياق متصل، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أول أمس الجمعة، عن انتشال 245 جثة بمدينة درنة، خلال يوم واحد، مع تواصل عمليات البحث والانتشال في عدة مواقع ساحلية، عقب الإعصار الذي اجتاح شرق البلاد.
وتتواصل عمليات البحث والانتشال خاصة في المناطق البحرية للمدينة منها ميناء درنة وبين الأودية والبرك المائية بالمدينة. وأشار المركز إلى أنه تلقى العديد من البلاغات بشأن وجود مفقودين، وأن الفرق تتحرك وفق هذه البلاغات بالتعاون مع العديد من الفرق منها المحلية والدولية.
نزوح أكثر من 43 ألف شخص
من جهتها، كشفت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الانسانية، جورجيت جانيون، أن الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا، تسببت في نزوح أكثر من 43 ألف شخص، يقيم معظمهم مع أقاربهم في المناطق المجاورة. وأوضحت جانيون، في بيان وزعه مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة، بجنيف ونقلته مصادر إعلامية أول أمس، في اعقاب زيارة قامت بها لمدة يومين إلى مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، حيث التقت بالأسر التي اجتاحت الفيضانات منازلها في درنة، إثر الإعصار المدمر الذي ضرب المنطقة، أن الناجين يواجهون صدمة وعدم اليقين.
وشددت المسؤولة الأممية، على أولوية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للآلاف من المتضررين. لافتة في بيانها إلى أن وكالات الأمم المتحدة أطلقت نداء للحصول على 71,4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية لنحو 250 ألف شخص متضرر، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.