قطع الشك باليقين بشأن النزاع في الصحراء الغربية.. كريستوفر روس:

لا حل دون إشراك الشعب الصحراوي

لا حل دون إشراك الشعب الصحراوي
  • 159
ص. محمديوة ص. محمديوة

خرج المبعوث الأممي الشخصي الأسبق للأمين العام إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، عن صمته بشأن اللائحة الأممية الأخيرة التي أصدرها مجلس الأمن في 31 أكتوبر الماضي وتقضي بتمديد بعثة "المينورسو" عام إضافي وتنحاز بشكل مفضوح للطرح المغربي الواهي في بخصوص "مغربية" الصحراء الغربية على حساب مقترح البوليساريو الموسع لتسوية سلمية للنزاع.

وضع روس النقاط على الحروف بشأن طبيعة وخلفيات وتداعيات هذا النزاع في مساهمة له تحت عنوان "خطوة إلى الوراء بالنسبة للصحراء الغربية"، نشرها موقع "المركز الدولي لمبادرات الحوار"، مساء أول أمس، وتناولتها وسائل إعلام خاصة الاسبانية على نطاق واسع، في حين قوبلت بانتقاد شديد من قبل أبواق الإعلام المخزني، بعدما اعتبر روس القرار الأممي حول صراع يمتد 50 عاما بأنه "يمثل تراجعا على الرغم من ادعاءات مؤيديه".

وأشار إلى أن "كل قرار، وعلى مدار أكثر من عقد، كان يشدد على ضرورة "حلّ سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، يتيح حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية"، ولكن هذه المرة، قال إنّ القرار،  تحت إشراف الولايات المتحدة "حامل القلم"، يقدم لأول مرة لغة صريحة تشير إلى أن خطة "الحكم الذاتي" التي اقترحها المغرب عام 2007، تحت السيادة المغربية، قد تكون "الأساس الأكثر قابلية للتحقيق" للتوصل إلى اتفاق. لكنه يؤكد انه "رغم ذلك لم تصل الى حد القول بأن المغرب يتمتع بالسيادة على الاقليم".

وقدم روس قراءته للقرار الأممي وهو العليم بخبايا الصراع الصحراوي بحكمه توليه منصب المبعوث الشخصي ما بين عامي 2009 و2017، قبل أن يضطر للاستقالة بسبب صخرة الصد المغربية التي ترفض أي تسوية خارج مقترحها لـ "الحكم الذاتي" واجهضت كل مساعيه للتوصل إلى حل سلمي يقبله الطرفان وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وهي النقطة التي أكد أنه لا يبغي القفز عليها، بقناعة أنه من دون مشاركة نشطة للشعب الصحراوي سواء في المدن المحتلة او مخيمات اللجوء "لن تكون اي تسوية مستقرة ودائمة وعادلة"، مشددا على أنه "لا يمكن لأي طرف آخر ايجاد حل فوق رؤوس سكان الصحراء الغربية"، وقال "لا ينبغي أن يحدث هذا ولا يمكن أن يحدث".

وقدم روس توصية لخليفته الحالي، ستافان دي ميستورا، بضرورة "تشجيع الأطراف على التفكير حتى في هذه المرحلة المبكرة في كيفية مشاركة شريحتي سكان الصحراء الغربية في المخيمات والإقليم في تحديد مستقبلهم"، محذرا في الوقت نفسه من أن "الضغـط الانتقائي لصالـح الـمغـرب، كما حاول هـذا القرار الأممي لن يساعد، بل سيجعل الاطراف تتشبث بمواقـفهـا أكثر". 

المغرب لا يبدي أي اهتمام بمفاوضات حقيقية

وحمل روس، بطريقة ضمنية، مسؤولية فشل جولات المفاوضات السابقة للمغرب الذي قال إنه "يواصل الدفاع عن "قضيته الوطنية" بين سكانه ويبني حقائق على الأرض ويستغل موارد الإقليم ويشجع وصول المستوطنين ولا يبدي أي اهتمام بمفاوضات حقيقية دون شروط مسبقة، على الرغم من استعداده للمشاركة في اجتماعات شكلية لا تؤدي، كما في الماض، إلى مفاوضات حقيقية".

وبالمقابل يقول روس إن "جبهة البوليساريو تفتخر باعتراف المحاكم من محكمة العدل الدولية إلى محكمة الاتحاد الاوروبي بأن الصحراء الغربية كيان مفصل عن المغرب"، مشيرا إلى أن سكان الصحراء الغربية يتوقون إلى أن يكون لهم رأي في مستقبلهم ومستدلا في ذلك لما قال له طالب صحراوي لاجئ ذات مرة "بقدر ما الحياة صعبة هنا في مخيم الصحراء، فهي افضل من تقبيل يد الملك".

وبحكم تجربته السابقة على رأس "المينورسو"، أكد روس أن المغـرب سيسعى إلـى الحصول على مزيد مـن الدعـم العالمي وستشـدد جبهة البوليساريـو والجزائر معارضهما، وقال إنه "في مـثـل هـذه الحالية حـيـث لا يوجد احترام متبادل وثـقـة.. لا يوجـد ما يحفـز أي مـن الـطـرفـين عـلـى الـعـمـل مـن أجـل التوصـل إلـى حل".

ويرى أنه إذا انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلـى اسـتضافة اجتماعات ومحاولة التوسط في "اتـفـاق" تـسـويـة لإضافته إلـى قـائمـة النزاعات التي تحلها، "فإن جهودها ستقع على آذان صماء"، متسائلا عن الادوار الني سيضطلع بها المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي والولايات المتحدة وضرورة توضيحها في أي اجتماعات تستضيفها الأخيرة.

وهو يتطرق إلى موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية باعتبارها مسالة تصفية استعمار بإقرار الأمم المتحدة والشرعية الدولية، يؤكد روس أنه "يتوافـق ذلك مع مسارها نحو الاستقلال عـبر سـنوات مــن النضال ضد فرنسا ودعمها للتحرر الوطني وتقريـر المصير كمبادئ عالمية"، بل وشدد على أن "الجزائر لا تشتهر بالاستجابة للضغوط أو الانخراط في الدبلوماسية التبادلية".

وبين أطراف بقيادة الولايات المتحدة تسعى لفرض أمر واقع عبر قرار أممي رأى فيه المغرب انتصارا له، وأطراف أخرى ترفض التعدي على الشرعية الدولية وفي مقدمتها روسيا، يرى الدبلوماسي الأمريكي السابق أنه لا يكون لمجلس الأمن الدولي "فائدة كبيرة في هذه الحالة فهو منقسم للغاية بحيث لا يستطيع أن يفعل أكثر من الإعراب عن دعمه لجهود المبعوث الشخصي".