في اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي

كوهلر يعرض خطته لمفاوضات جديدة بين المغرب والبوليزاريو

كوهلر يعرض خطته لمفاوضات جديدة بين المغرب والبوليزاريو
هورست كوهلر، المبعوث الخاص الأممي إلى الصحراء الغربية
  • القراءات: 1326
❊م. م ❊م. م

قدم، هورست كوهلر، المبعوث الخاص الأممي إلى الصحراء الغربية في ساعة متأخرة من ليلة أمس عرضا أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، حدد من خلاله الإجراءات التي يعتزم اتخاذها لإعادة إطلاق جولة جديدة في مسار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليزاريو بداية شهر مارس القادم على أمل التوصل إلى اتفاق لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

 

كما استغل الدبلوماسي الأممي هذا اللقاء لوضع الدول الأعضاء في الصورة بخصوص النتائج المتوصل إليها خلال الطاولة المستديرة التي احتضنها مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف بين وفدي طرفي هذا النزاع في السادس ديسمبر الماضي بعد 12 سنة من الجمود المفروض من طرف المحتل المغربي.

يذكر أن جولة مفاوضات جنيف جاءت تنفيذا لمنطوق لائحة مجلس الأمن الدولي 2440 التي طالبت الأمين العام للأمم  المتحدة  بإحاطة أعضاء مجلس الأمن بتطورات القضية الصحراوية ثلاثة أشهر بعد  المصادقة على اللائحة أو في كل مرة يرى ضرورة إلى ذلك.

وذكرت مصادر أممية أن مجلس الأمن اثني على نتائج محادثات جنيف وجدد دعمه للمبعوث الأممي، هورست كوهلر الذي تمكن من إعادة بعث المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا لأول مرة منذ فشل مفاوضات مانهاست الأمريكية سنة 2012 رعاية المبعوث الاممي جيمس بيكر.

كما تم التطرق خلال هذه المحادثات، الأولى من نوعها منذ انعقاد جلسة محادثات جنيف إلى مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاق التبادل التجاري الحر مع المغرب والذي شمل الصحراء الغربية المحتلة في خرق صريح لقرارات الأمم المتحدة التي لا تعترف للمغرب بأية سيادة على إقليم الصحراء.

وكانت جبهة البوليزاريو، أدانت في رسالة بعثت بها إلى  مجلس الأمن الدولي يوم 18 جانفي الجاري هذا الاتفاق واعتبرته «عائقا كبيرا أمام مسار المفاوضات المباشرة الذي تقوده منظمة الأمم المتحدة»، حيث طالبت أعضاء المجلس بحث البلدان الأوروبية على إعادة النظر في قرارهم.

كما قدم كوهلر تقييما حول الوضع في منطقة الكركرات بالمنطقة العازلة والتي انتهكتها القوات المغربية في عديد المرات بدعوى الرد على الاستفزازات الصحراوية، قبل أن تدحض المتحدة في صدقية المزاعم المغربية بوجود «انتهاك» لاتفاق وقف إطلاق النار من طرف عناصر جيش التحرير الصحراوي.

وعادت القضية الصحراوية إلى واجهة القضايا الدولية وإلى رزنامة مجلس الأمن الدولي بضغط أمريكي من أجل إنهاء هذا النزاع والذي رأت فيه عائقا أمام تنفيذ إستراتيجية الاختراق الاقتصادي في إفريقيا ووقف الزحف الصيني عليها.

وكانت البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الأمم المتحدة كشفت  شهر أكتوبر الماضي عن مقاربة جديدة اعتمدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، بهدف تسوية هذا النزاع مع إصرارها على حتمية تغيير الامم المتحدة عبر بعثها الخاصة «مينورسو» لطريقة تعاملها مع النزاع بكيفية تسمح بحلحلته وإنهاء معاناة الشعب الصحراوي وعدم السماح بعودة الصحراء الغربية إلى طي النسيان حيث عبر مستشار الأمن القومي الامريكي، جون بولتون عن انزعاجه للانسداد الذي يعرفه هذا النزاع مؤكدا أن الوقت قد حان لتضطلع «مينورسو» بالمهام الموكلة لها حتى يعود الشعب الصحراوي للعيش على أرضه.