ردا على مقتل 13 من جنودها في هجوم مطار كابول
غارة أمريكية على "داعش" في أفغانستان

- 616

شنت الولايات المتحدة، أمس، غارة جوية ضد هدف، قالت أنه تابع لتنظيم "الدولة الاسلامية" في أفغانستان، ردا منها على الهجوم الدامي الذي هز الخميس الفارط محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول وألحق خسائر فادحة في الأرواح في صفوف القوات الأمريكية في آخر أيام انسحابها من هذا البلد المضطرب.
وأعلن البنتاغون، أمس، أنه قتل خلال هذه الغارة هدفين من تنظيم "الدولة الاسلامية" وهما "منظم ومتعامل" مع إصابة هدف ثالث، من دون أن يقدم مزيد من التفاصيل حول أسماء هؤلاء، مشيرا إلى أن الغارة لم تتسبب في سقوط ضحايا مدنين. وتعد هذه الغارة الأمريكية التي شنت بطائرة دون طيار من خارج أفغانستان، الأولى التي ينفذها الجيش الأمريكي منذ الهجوم الدامي الذي استهدف الخميس الأخير محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول في أوج عمليات الاجلاء التي تنفذها القوات الأمريكية. وهو ما تسبب في مقتل 13 جنديا من عناصرها وعشرات الاصابات في حصيلة هي الأكبر التي تتكبدها القوات الأمريكية في أفغانستان منذ عشر سنوات كاملة. وكان لهذا الهجوم الذي أعلن ما يسمى بـ«الدولة الاسلامية في خرسان" مسؤوليته عنه، وخلف أيضا مقتل عشرات المواطنين الأفغان الذي كانوا يبحثون عن أي رحلة إجلاء تقلهم خارج أفغانستان وحتى عناصر من حركة طالبان، وقعا صادما على الإدارة الأمريكية التي أعلنت اضطرارها للتعاون مع حركة طالبان لاستكمال عمليات الاجلاء في آجالها المحددة في 31 أوت الجاري.
واتضح جليا، أمس، تعاون طالبان مع الإدارة الأمريكية في ظل العودة التدريجية للهدوء والنظام إلى مطار كابول، بعد أيام من الفوضى التي ميزته، حيث سمح مسلحو طالبان لكل الحافلات التي تتوفر على تراخيص لدخول المطار بالمرور حتى وإن كانت تقل أفغان من طالبي اللجوء. وهو ما سهل عمليات الإجلاء التي بلغت أيامها الأخيرة، رغم مخاوف من وقوع هجمات أخرى على مطار كابول، الذي لا يزال يشكل مقصدا لآلاف الأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم. وأعلنت، أمس، غالبية الدول الغربية ومن بينها فرنسا وبريطانيا عن انتهائها من عمليات الإجلاء في أفغانستان، في وقت تشير فيه إحصائيات الإدارة الأمريكية إلى إجلاء ما لا يقل عن 112 ألف شخص، ما بين أجنبي وأفغاني، منذ فتح الولايات المتحدة للجسر الجوي الضخم في 14 أوت الجاري لترحيل كل الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان المتعاونين معها، بعد أن استرجعت حركة طالبان حكمها الضائع منذ عشرين عاما.