الأزمة الليبية

عندما يتحول المرتزقة إلى عامل لصب الزيت على نار الحرب الأهلية

عندما يتحول المرتزقة إلى عامل لصب الزيت على نار الحرب الأهلية
فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا
  • القراءات: 989
م. مرشدي م. مرشدي

انتقد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أمس، العملية العسكرية التي باشرها الاتحاد الأوروبي قبالة سواحل بلاده والمعروفة اختصارا باسم "إريني" بقناعة أنها تخدم مصالح غريمه اللواء المتقاعد، خليفة حفتر على حساب مصالح حكومته.

وقال السراج في حديث لصحيفة "كوريير دو لا سييرا" الإيطالية نشر أمس أن الهدف الظاهر من عملية "إريني" يبقى فرض احترام قرار الحظر الدولي على الأسلحة باتجاه ليبيا ولكنه يخدم ـ كما قال ـ مصالح خليفة حفتر الذي مازال يتسلم شحنات الأسلحة والذخيرة عبر الحدود البرية والبحرية والجوية الليبية.

وأضاف أن ذلك يبقى أحد أهم الأسباب التي جعلت حكومته ترفض العملية العسكرية التي بادر بها الاتحاد الأوروبي منذ بداية الشهر الجاري قبالة السواحل الليبية بعد أن تم إخضاع الموانئ والمطارات الموجودة تحت سيطرة حكومته لحصار مطبق بينما بقيت الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرة حفتر تتلقى  المساعدات والدعم الخارجي دون أية قيود تذكر.

وباشرت عملية "إريني" مهمتها الأمنية على طول السواحل الليبية منذ الرابع من الشهر الجاري بعد انتهاء عملية "صوفيا" التي اعتمدتها الدول الأوروبية سنة 2015 ولكنها فشلت في مهمتها بسبب تورط دول مشاركة فيها في عمليات إغراق متعمدة للأراضي الليبية بالأسلحة والذخيرة إما دعما لقوات خلفية حفتر أو دعما لقوات غريمه فايز السراج.

وجاءت تأكيدات رئيس حكومة الوفاق الليبية غداة تقرير نشرته لجنة خبراء أمميين، مكلفين بمراقبة الحظر الأممي على الأسلحة باتجاه ليبيا والذي كشف عن وجود عناصر روسية منذ أكتوبر سنة 2018، يتراوح عددهم ما بين 800 و1200 رجل ضمن ما يعرف بقوة "فاغنر" بالإضافة إلى مرتزقة سوريين تم الزج بهم في المستنقع الليبي لدعم قوات خليفة حفتر.

ويعد هذا التقرير تكملة لتقرير مماثل تم إنجازه من طرف نفس الخبراء نهاية ديسمبر من العام الماضي والذين اكدوا على وجود مرتزقة تشاديين وسودانيين في ليبيا.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الأمم المتحدة على وجود مرتزقة من قوة "فاغنر" الروسية بينما أكدت مصادر أمريكية على وجودهم منذ منتصف العام الماضي وهو التواجد الذي نفته السلطات الروسية في كل مرة.

وأكد خبراء الأمم المتحدة أن عناصر مجموعة "فاغنر" يقدمون دعما تقنيا متعددا لقوات خليفة حفتر يشمل مجال إصلاح المعدات والعربات العسكرية والمشاركة في المعارك وفي مجال المدفعية وعمليات المراقبة الجوية وعمليات التشويش الإلكتروني وحتى نصب قناصة في أماكن حساسة.

وأضافت لجنة الخبراء الأممية بوجود عسكريين "خواص" روس  آخرين من مجموعة " "ريسكي سيستام بيزوباسنوستي" الذين يقومون بإصلاح أعطاب الطائرات الحربية التابعة لقوات خليفة حفتر في شرق ليبيا.   

كما أكد الخبراء الأمميون أنهم يحوزون على أدلة قطعية بنقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني بدعم تركي وأخرين تم نقلهم إلى مدينة بنغازي لدعم قوات حفتر عبر 33 رحلة جوية تم خلالها نقل 2000 مقاتل.     

وندد الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيرس، في تقرير سلمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في الخامس من الشهر الجاري بلجوء دول خارجية إلى إرسال مرتزقة لدعم طرفي الحرب في ليبيا في خرق لقرار الأمم المتحدة القاضي بحظر الأسلحة باتجاه هذا البلد.    

وحاولت الإدارة الأمريكية استغلال التقرير الأممي لصالحها بعد أن اتهمت روسيا بتعميق النزاع في ليبيا حاثة طرفي الحرب إلى تسوية خلافاتهما عبر المفاوضات السياسية المباشرة.

وقال كريس روبنسون المختص في الشؤون الروسية في كتابة الخارجية أن  الدعم الروسي لقوات خليفة حفتر ساهم بشكل كبير في انزلاق الأوضاع في ليبيا وتدهور الأوضاع الإنسانية.


مقتل 15 شخصا وإصابة 50 في قصف على طرابلس

لقي 13 مدنيا ليبيا وشرطيين اثنين مصرعهم وأصيب 50 آخرون بجروح متفاوتة في عمليات قصف بالمدفعية تعرضت لها العاصمة طرابلس فجر أمس.

وأكدت حكومة الوفاق الوطني أن قذائف صاروخية سقطت فجر أمس على أحياء سكنية في العاصمة طرابلس وخاصة حي، زوية الدحماني حيث يوجد مقر وزارة الخارجية الليبية وسفارتي تركيا وإيطاليا مما أدى إلى مقتل شرطيين واحد المدنيين.   

واتهم أمين الهاشمي الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني قوات اللواء خليفة حفتر بمسؤوليتها في هذا القصف التي قال أنها تتنافى والأعراف الدبلوماسية الخاصة بحماية الممثليات الأجنبية والقوانين الإنسانية. وأضاف الهاشمي أن عمليات القصف خلفت خسائر مادية كبيرة وخاصة في حيي أبي سليم وتاجوراء في جنوب وشرق العاصمة طرابلس.