وسط حديث ببقاء خطر فيروس "كورونا إلى غاية الصيف القادم

عجز المنظومة الصحية العالمية في تحييده، يطرح اكثر من سؤال ،،،؟

عجز المنظومة الصحية العالمية في تحييده، يطرح اكثر من سؤال ،،،؟
  • القراءات: 667
   م. مرشدي م. مرشدي

 بدأ عدد ضحايا داء "كورونا" العنيد يقترب بالتدريج من عتبة 40 ألف وفاة ضمن منحنى لا يبدو أنه مرشح للتراجع في ظل الحصيلة الكارثية التي سجلتها مختلف الدول الاوروبية في انتظار الفاجعة الامريكية المتوقع ان تحصل خلال اسبوعين.

وبقدر ما ارتفع عدد المصابين بهذا الداء الذي قارب هو الآخر عتبة 800 ألف مصاب إلا وارتفع عدد وفياته وزادت معه حيرة شعوب العالم ودوله في كيفية الخروج من نفقه المظلم وقد استشرى وازدادت درجة خطورته  في وقت بقيت فيه  مختلف الدول في حالة ترقب وكأنها تنتظر وصول منقذ يخلصها من خطر عدو موجود في كل مكان ولكنه غير بارز للعيان.

وبقي الفيروس سيد الموقف الصحي العالمي كون الكثير من الدول لم تقم بعمليات تشخيص وفحوصات استباقية للتأكد من درجة تفشي الداء  وسارعت إلى فرض الحجر على مدن ومناطق وحتى على كل البلاد لمجرد أن مواطنين ابانوا على مؤشرات مسبقة للإصابة بالوباء ضمن واقع اكد على استهانتها بخطره الفتاك، بفارق أن بعض الدول الاخرى  لا تتوفر على منظومات صحية قادرة على اتباع خطة وقائية للحد من  تبعاته الآنية.

وتجربة دول مثل إيطاليا وإسبانيا وحتى فرنسا وبريطانيا والصعوبات التي لاقتها سلطاتها في مواجهة داء ما انفك يبطش بساكنتها منذ نهاية شهر فيفري الماضي وقياس ذلك على دول فقيرة في افريقيا وأمريكا اللاتينية يجعل كل العالم  مهدد في ماهية بقائه  وسط مؤشرات قوية على خطر قادم في حال فشلت المنظومة الصحية العالمية في توفير لقاح قادر على كبح سرعة انتشاره.

وتكفي الاشارة إلى تعافي 5700 امريكي وضعوا تحت الحجر في الولايات المتحدة من أصل 164 الف مصاب  للتأكد من حقيقة مأزق المنظومة الوقائية  لأكبر قوة عالمية ضمن مثال قد يؤخذ به واسقاطه على كل النظام الصحي العالمي الذي عجز عن مواجهة الداء.

ورغم تواتر بيانات مختلف الدول المتقدمة ومخابرها الصيدلاينة المتحكمة في سوق الدواء العالمية، مؤكدة توصلها إلى نتائج مخبرية  مشجعة، كفيلة بإنتاج علاجات قادرة على وقف انتشار الفيروس وزرعت الأمل في النفوس قبل ان تحل الخيبة  بعد ان شددت الاشارة ان هذه اللقاحات السحرية سوف لن تكون عملية قبل الصيف القادم وأخرى إلى نهاية السنة.

وعندما ندرك ان الرهان والتحدي الان يحسب بالساعات و الايام فان الحديث عن اشهر وحتى اسابيع يعني ان البشرية مقبلة فعلا على كارثة وبائية ستكون حصيلة ضحاياها بمئات الالاف ان لم نقل بالملايين.

وتدفع مثل هذه الحقيقة الموغلة في التشاؤم  الى التساؤل حول مستقبل سكان العالم  وكذا تعامل القوى الكبرى مع الداء، بمنطق تجاري  محض عبر اللجوء الى  قرارات فورية لضخ الاف ملايير الدولارات لإنقاذ اقتصاداتها التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من انهيار وشيك في وقت تسرب الشك والقنوط الى نفوس مواطنيها في ظل غياب كل حديث بخصوص نهاية هذا الكابوس الذي جعل الموت يخيم على الجميع في غياب دواء كفيل بإنقاذ حياتهم.

ومهما كانت حسابات السياسيين والمصالح الخفية لدولهم فان تطور ارقام الداء ادت الى  طغيان حالة خوف بلغت حد الهستيريا  في ظل تزايد الحديث عن احباط بدا يدب في نفوس الاطقم الصحية المجندة في كل دول العالم لإنقاذ حياة المصابين  بسبب ضعف نسبة التكفل بسيول المصابين المتدفقة على كل المصالح الطبية جعلت الاطباء والممرضين يصابون باليأس دون ان يدفعهم ذلك الى رفع الراية البيضاء رغم افتقارهم  لادني اجهزة الوقاية  ووسائل العلاج الى درجة ان الكثير منهم اصبح يخشى على حياته بعد تسجيل عشرات حالات الوفيات في صفوفهم.

وزادت هذه المخاوف في ظل احصائيات يومية لأعداد اضافية من الحاملين للفيروس  الذي ينتشر وفق متتالية خوارزمية حتى بعد وضع قرابة نصف البشرية تحت الحجر بانضمام روسيا امس الى قائمة الدول المعنية بفرض حظر التجول وتقييد الحركة على سكان عدة اقاليم  في الفيدرالية.

وهي الحقيقة الكارثية التي استفاقت عليها الولايات المتحدة الامريكية التي تحولت إلى أول بؤرة للداء بعد أن تجاوز عدد المصابين فيها عتبة  165 الف شخص ضمن أمر واقع فرض على الرئيس، دونالد ترامب إعادة تكييف مواقفه ضد داء تعامل معه وفق نظرية اقتصادية رافضا فرض الحجر الصحي على بلاده كما فعلت قوى دولية اخرى ولكنه  وجد مرغما على ذلك بعد وجد ثلاثة ارباع الشعب الامريكي المقدر بحوالي 320 مليون نسمة، انفسهم تحت نظام الحجر ضمن محاولة يائسة للحد من تبعات الوباء الكارثية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس، دونالد حث الأمريكيين على الاستعداد لحجر صحي فيدرالي  بعد تحذير منسق فريق العمل في البيت الأبيض المكلف بمتابعة تطورات فيروس كورونا، من أن الوباء سيقتل ما بين 100  و 200 ألف أمريكي ضمن كارثة متوقعة للأسبوعين  القادمين بما يجعل السؤال يطرح عن الفائدة المرجوة من 2000 مليار التي خصصها لإنقاذ اقتصاد بلاده من الانهيار؟.