مع اقتراب عدد ضحايا الوباء إلى عتبة مليون شخص

صراع إنتاج اللقاحات ضد "كورونا" يعود من جديد

صراع إنتاج اللقاحات ضد "كورونا" يعود من جديد
  • القراءات: 465
ق. د ق. د

عاد التنافس حادا بين مختلف مخابر صناعة الأدوية في العالم حول من يكون له السبق في إنتاج أول لقاح ضد فيروس "كورونا" وسط تنافس محتدم لإبرام صفقات بملايير الدولارات ضمن غنيمة لم يسبق أن حققتها هذه المخابر في تاريخها.

فمن الصين إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، مرورا بروسيا ووصولا إلى الولايات المتحدة، راحت تقارير مختلف شركات صناعة الأدوية تروج للقاحات مازالت في مراحلها التجريبية.

ففي الوقت الذي أكدت فيه السلطات الروسية تجريب لقاح "سبوتنيك" على نطاق واسع، أكدت الشركة الألمانية ـ الأمريكية "بيونتيك ـ بفايزر" أنها وقعت اتفاقا مع اللجنة الأوروبية لبيعها 200 مليون لقاح مع إمكانية إضافة 100 مليون جرعة إضافية ضمن صفقة ثانية.

وهي صفقة شبيهة لتلك التي وقعتها الولايات المتحدة مع نفس الشركة للحصول على 100 مليون جرعة مقابل 1,9 مليار دولار واليابان بـ 120 مليون لقاح. وكانت اللجنة الأوروبية وقعت منتصف الشهر الماضي على صفقة مماثلة مع الشركة السويدية ـ البريطانية "استرا ـ زنيكا" لاقتناء 300 مليون جرعة مع احتمال إضافة 100 مليون جرعة لاحقا.

وإذا كان الحظ ابتسم لهذه المخابر، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لمخابر "أوكسفورد" البريطانية المتعاقدة مع مخابر "استرا ـ زنيكا" التي أعلنت أمس أنها اضطرت إلى تعليق تجاربها السريرية بشكل مفاجئ في عدة بلدان بما فيها الولايات المتحددة وبريطانيا مباشرة بعد تسجيل أعراض جانبية خطيرة على أحد المتطوعين إلى حين التأكد من أسباب ظهور هذه الأعراض. وشكل ذلك أكبر ضربة لهذا المخبر العالمي المعروف ولكل الدول الأوروبية التي علقت عليه آمالا كبيرة من أجل احتواء الوباء في أقرب وقت ممكن قبل أن تخلط عليها هذه الحالة كل حساباتها.

وكانت شركة أوكسفورد أكدت شهر جويلية الماضي أنها على وشك إنتاج لقاحها تماما كما هو الأمر بالنسبة لشركة بفايزر ـ وموديرنا الأمريكية التي أكدت أن لقاحها سينزل إلى السوق قبل نهاية العام، وهو تأخر سيخدم بطريقة آلية اللقاح الروسي.

وتكون حادثة ظهور الأعراض الجانبية على لقاح معاهد أوكسفورد هي التي جلعت وزارة الصحة الروسية تتفادى الوقوع في نفس الفخ عندما سارعت أمس، إلى وضع منظومة دقيقة لمتابعة كل الأشخاص الذين تم تلقيحهم  بلقاح "سبوتنيك ـ من خلال جمع البيانات الخاصة بكل شخص على حدى ومعالجتها ومراقبتها، 40 ألف من بينهم من سكان العاصمة موسكو وحدها.

والمؤكد أن الانتكاسة المخبرية التي أصابت نموذج لقاح استرا ـ زنيكا أخلط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حساباته الانتخابية، وهو الذي كان يأمل في التوصل إلى إنتاج لقاح معد للاستخدام الموسع بحلول فصل الخريف ضمن ورقة انتخابية تمكنه على الأقل من التخفيف من تداعيات سوء تسييره لأزمة فيروس كوفيد ـ19 في بدايات انتشاره في الولايات المتحدة شهر فيفري الماضي على شعبيته إلى الحد الذي جعل متتبعين يؤكدون احتمال إعطائه الضوء الأخضر لتجريب لقاح شركة بفايزر قبل موعد الانتخابات في الثالث نوفمبر القادم. وهي الخطوة التي حذر منها منافسه الديمقراطي، جو بادين أمس، عندما أكد أن كل لقاح يجب أن يحظى بموافقة السلطات الصحية الأمريكية بناء على نتائج تجاربه العلمية.

ويتواصل التنافس المخبري في وقت يواصل فيه أيضا الفيروس حصد مئات الضحايا في كل يوم، حيث يتوقع أن يتعدى عددهم مع نهاية الأسبوع عتبة مليون ضحية وقرابة 28 مليون مصاب، وفي وقت عرفت فيه عديد دول العالم ظهور موجة تفشي ثانية للوباء بعد قرارات إلغاء قيود الحجر والدخول الاجتماعي للعام 2020 ـ 2021.