إضراب مفتوح لعمال النقل في إسبانيا

سانشيز بين مطرقة الاحتجاجات وسندان الغلاء

سانشيز بين مطرقة الاحتجاجات وسندان الغلاء
رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز
  • القراءات: 531
ص. م ص. م

تزداد متاعب رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، الذي فشلت سياسته الاقتصادية والاجتماعية في طمأنة الرأي العام الإسباني، في ظل استفحال أزمة الطاقة التي تعصف بالدول الأوروبية التي جعلت أسعار الوقود والكهرباء تسجل ارتفاعات قياسية انعكست بشكل كارثي على المجتمع الإسباني. وجاء تقاطع هذه الأزمات ليشلّ كل هامش مناورة أمام الوزير الأول الإسباني، ما يجعل أيامه معدودة على رأس الحكومة الإسبانية في سياق تململ حاد في أوساط   الجبهة الاجتماعية بدأ يتحوّل إلى غليان في قطاعات متضررة من ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والتي وجدت في شن إضرابات وسيلتها الوحيدة للضغط على السلطات التنفيذية  لحملها على الاستجابة لمطالبها خاصة فيما تعلق برفع الأجور ومواجهة موجة الغلاء.

ودخل، منذ أمس، عمال قطاع النقل في إضراب مفتوح استجابة لدعوة "المنبر الوطني لعمال النقل"، والذي يضم شركات صغيرة ومتوسطة وشركات نقل مستقلة، مع تنظيم مسيرات احتجاجية في عدة مدن إسبانية بما فيها العاصمة مدريد.وندّد المضربون بتقاعس الحكومة في مواجهة التكاليف المرتفعة للقطاع بسبب نسبة التضخم التي شلت الاقتصاد الإسباني، رغم القانون الذي تبنته الحكومة والخاص بمنع شركات النقل من العمل بخسارة.وكان "المنبر" قاد إضرابا تحذيريا شهر مارس الماضي، تسبب حينها في تعطيل إمدادات العديد من المتاجر والمحلات الكبرى لمدة 20 يوما ودفع بحكومة سانشيز إلى تخصيص مساعدة بقيمة مليار أورو لهذا القطاع الاستراتيجي خصص جزء منها لدعم أسعار البنزين. ولكن المبلغ تبيّن، أشهرا بعد ذلك، أنه غير كاف لتلبية مطالب منتسبي القطاع، ما دفع بالمنظمة النقابية إلى تجديد دعوتها للإضراب في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وعدم تقديم الحكومة أي خطط عملية كفيلة   باحتواء الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الإسباني.

وهو ما جعل شركات ومؤسسات اقتصادية إسبانية تنتظر سقوط حكومة سانشيز التي ضيقت هامش المناورة من حولها بتبنيها لمواقف سياسية خالفت الإجماع الاسباني فيما يتعلق بانحراف مدريد عن موقفها المعروف تجاه قضية النزاع في الصحراء الغربية. وهي اليوم تدفع ثمن انصياعها للطرح المغربي الواهي في "مغربية" الصحراء الغربية، ففقدت توازنها في ظل مواصلة الطبقة السياسية الاسبانية ضغطها لحمل هذه الحكومة على العدول عن هذا الموقف المخالف للشرعية الدولية من جهة ومن جهة أخرى، فشلها في إدارة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد بسبب تبعات أزمة الطاقة التي عرفت أسعار موادها  ارتفاعا في الأسواق العالمية على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية المستمرة منذ تسعة اشهر.