قمة المناخ بمقر الأمم المتحدة

رهان على تحقيق ”صفر” انبعاث كاربوني العام القادم

رهان على تحقيق ”صفر” انبعاث كاربوني العام القادم
  • 611
 م. م م. م

فاجأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب، قادة الدول والحكومات المشاركين في قمة المناخ بمقر الأمم المتحدة أمس، عندما دخل قاعة الاجتماعات وهو الذي رفض قبلها بساعات كل فكرة لحضورها وقال انه يفضل حضور ندوة حول حرية الأديان على أن يشارك في قمة المناخ؟.

وحضر الرئيس الامريكي، متقلب الأطوار إلى القمة حيث تابع كلمة الوزير الأول الهندي نارندرا مودي، لعدة دقائق قبل أن يغادر القاعة دون أن يدلي بأي خطاب أو تصريح صحفي.

وانطلقت قمة المناخ أمس، بمشاركة 66 رئيس دولة تحت شعار محاربة ”الطوارئ المناخية” ضمن تحرك دولي لإعطاء نفس جديد لاتفاق باريس سنة 2015، الذي قرر الرئيس ترامب الانسحاب منه مباشرة بعد توليه مقاليد السلطة في البيت الأبيض بداية سنة 2017.

وأعلنت الأمم المتحدة أمس، ساعات قبل الافتتاح الرسمي لهذه القمة أن الهدف منها إقناع المجموعة الدولية بوضع حد لانبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكاربون بحلول سنة 2050، الى نسبة صفر والالتزام في مقابل بالقيام بحملات تشجير ضخمة لامتصاص هذه الغازات الملوثة للكرة الأرضية.

وانضمت 66 دولة جديدة الى هذه المعاهدة لتضاف الى عشر مناطق و102 مدينة و93 مؤسسة صناعية ضخمة في العالم من اجل تحقيق هذا الهدف بحلول سنة 2050.

وهي الأفق الذي حدده علماء البيئة من اجل التحكم في ظاهرة الاحتباس الحراري في الحدود التي ضبطتها قمة باريس بزائد 2 بالمائة في أسوأ الحالات وهي النسبة التي كانت في حدود 1 بالمائة نهاية القرن التاسع عشر.

وقال الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريش، أن الطوارئ المناخية أصبحت سباقا بدأت المجموعة الدولية تخسر رهانه في حال واصلت تجاهل خطره على الكون كله ودون استثناء.

وتعهدت 68 دولة على تحيين مخططاتهم الخاصة بحماية المناخ في أفق 2020، وهي السنة التي حددتها 195 دولة الأعضاء في الأمم المتحدة والموقعة على معاهدة باريس على جعلها سنة للإيفاء بالتزامات إضافية بهدف حماية طبقة الأوزون ووقف درجة ارتفاع درجة الحرارة التي بدأت نتائجها تنعكس على المناخ بدليل الكوارث الطبيعية التي تشهدها قارات العالم الخمسة.

كما تعهدت 30 دولة أخرى بالانضمام الى تحالف دولي يقوم بمنع بناء محطات لتوليد الكهرباء انطلاقا من مادة الفحم بحلول سنة 2020، والذي يبقى العامل الملوث الأول للمناخ.

وجاءت هذه التعهدات والنوايا الحسنة في سياق أضخم مظاهرات شهدتها مختلف عواصم دول العالم شارك فيها آلاف الأشخاص طالبوا خلالها بحماية ”البيت العالمي المشترك” من سياسات الدول الصناعية الكبرى التي حمّلوها مسؤولية مباشرة في ارتفاع درجة حرارة الكون، والذي أدى الى ارتفاع درجة الحرارة خلال الخمس سنوات الأخيرة في سابقة لم يسبق للكرة الأرضية أن شهدت مثيلا لها.