بين فرقاء الحرب في اليمن

رئيس الملاحظين الدوليين ينجح في عقد أول اجتماع

رئيس الملاحظين الدوليين ينجح في عقد أول اجتماع
  • 469
ق.د ق.د

تمكن رئيس وفد الملاحظين الأمميين في اليمن، الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمايرت أمس، من إجلاس ممثلي الحكومة والمتمردين وجها لوجه في اجتماع يهدف إلى إيجاد آليات إنقاذ اتفاق الهدنة المعلن عنها في مدينة الحديدة ومنع انهيارها في ظل الاتهامات المتبادلة بين المتحاربين بخرقها.

ويحاول الدبلوماسي الهولندي الذي وصل إلى اليمن قبل أيام ضمن ترتيبات اتفاق السويد المتوصل إليه في الثالث عشر من الشهر الجاري إلى تحقيق ذلك بالإضافة إلى تطبيق نقاط أخرى لتكريس هذه الهدنة التي تأمل الأمم المتحدة جعلها أول إنجاز ميداني على طريق تعميم وقف إطلاق النار في كل مناطق البلاد.

وأكد مسؤول أممي لم يشأ الكشف عن هويته أن النتائج الأولية لهذا الاجتماع الأول من نوعه منذ عودة  الفرقاء من مدينة ريمبو السويدية كانت ”جيدة” دون مزيد من التفاصيل حول ما تم التوصل إليه.

وكان الجنرال الهولندي الذي أوكلت له الأمم المتحدة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وضع لقاء أمس، ضمن أولويات مهمته بقناعة أن ذلك سيحدد مدى استعداد الحكومة اليمنية والحوثيين على تجسيد كل بنود اتفاق السويد. ويعد تمكن رئيس فريق الملاحظين الدوليين من عقد اجتماع أمس، في حد ذاته مكسبا مهما على الأقل في بداية المفاوضات خاصة أنه جاء غداة مواجهات وعمليات إطلاق نار كثيف استخدمت فيه المدفعية الثقيلة في مدينة الحديدة طيلة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء رغم أن الطرفين كانا على علم مسبق بموعد الاجتماع.

وحرصت الأمم المتحدة على تعجيل عقد الاجتماع رغم الخروقات المتواصلة ورغم تعهد الجانبين على احترامه يوم وقعا عليه في الثامن عشر من الشهر الجاري حيث اتهمت مصادر التحالف العربي بقيادة العربية السعودية، الحوثيين بخرقه لقرابة 200 مرة. وذهب مسؤول في هذا التحالف إلى تأكيد مقتل عشرة من عناصر القوات الحكومية اليمنية في مدينة الحديدة منذ سريان اتفاق الهدنة قبل أسبوع. 

وهو اتهام نفته حركة أنصار الله الحوثية التي أكدت أن القوات الحكومية ومعها قوات التحالف تتحمل أيضا مسؤولية مباشرة في خروقات متواصلة للاتفاق.

وتم تبادل هذه التهم بين الفرقاء رغم أن الجنرال الهولندي المتقاعد شدد منذ وصوله إلى اليمن نداءاته المتلاحقة من أجل احترام اتفاق الهدنة وعدم تضييع فرصة التوصل إليه والعودة بالوضع إلى نقطة البداية. وقال باتجاه طرفي معادلة الحرب ”إننا لن نحل مشاكلكم التي يتعين عليكم تسويتها بأنفسكم من خلال الجلوس إلى الطاولة وإزالة كل العقبات والسير قدما على طريق إنهاء الحرب والكف عن خرق الهدنة وتبادل التهم بقناعة أن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة عملية على طريق التسوية النهائية لخلافات مستعصية”.

ويأمل رئيس فريق الملاحظين الدوليين الذين قرر مجلس الأمن الدولي نشرهم في مدينة الحديدة، تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ضمن خطوة أولى لاستعادة الثقة قبل بحث مسألة انسحاب مقاتلي حركة الحوثيين من مينائها الاستراتيجي ضمن خطوة ثانية لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.

وتوقعت مصادر يمنية أن تتم هذه الخطوة نهاية الشهر الجاري على أن يتم انسحاب قوات الجانبين من كل المدنية في السابع جانفي من العام الجديد.