في انتصار تاريخي وصفعة مدوية في وجه الاحتلال الصهيوني

دولة فلسطين حقيقة راسخة بإقرار المجتمع الدولي

دولة فلسطين حقيقة راسخة بإقرار المجتمع الدولي
  • 142
ص. محمديوة ص. محمديوة

توالت الاعترافات الدولية، أمس، من كبريات العواصم العالمية بدولة فلسطين في انتصار أقل ما يقال عنه إنه "تاريخي" لعدالة قضية ظلت على مدار ثمانية عقود تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها المغتصبة. وبالمقابل وجهت تلك الاعترافات صفعة موجعة في وجه كيان صهيوني فشلت كل محاولاته في طمس الهوية والوجود الفلسطيني. 

من لندن مرورا بسيدني ووصولا إلى أوتاوا جاءت الاعترافات تباعا على لسان أعلى المسؤولين في هذه الدول لتكرس حقيقة وجود دولة فلسطينية عملت ولا تزال تعمل إسرائيل المستحيل لإنكار وجودها وتنتهج في ذلك أبشع وأفظع الأساليب من تقتيل وإعدامات واعتقالات وسلب للأراضي وضم واستيطان وتهويد للمقدسات وآخرها حرب الإبادة الجماعية التي تتواصل فصولها في قطاع غزة المنكوب.

وأعلن الوزير الاول البريطاني، كيير ستارمر، رسميا اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين من أجل "إحياء الأمل في السلام وحل الدولتين" بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال ستارمر في تصريح مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي "اليوم، ولإحياء الأمل في السلام وحل الدولتين، أعلن بوضوح كرئيس وزراء هذا البلد العظيم أنّ المملكة المتحدة تعترف رسميا بدولة فلسطين".

نفس الاعتراف جاء أيضا على لسان رئيس الوزراء الاسترالي، أنتوني ألبانيز، الذي أكد أن بلاده "تعترف رسميا بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة". وأوضح في بيان له بأنه "بهذا، تعترف أستراليا بالتطلعات المشروعة والراسخة للشعب الفلسطيني في دولة خاصة به".

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، في بيان له اعتراف كندا رسميا بدولة فلسطين، مؤكدا رغبتها في "الحفاظ على إمكانية حل الدولتين". وأضاف "تعترف كندا بدولة فلسطين، وتعرض العمل في شراكة للمضي قدما في تحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. وترى كندا هذه الخطوة جزءا من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حلّ الدولتين".واتخذ عدد متزايد من الدول الأخرى، المعروف عنها قربها من الكيان الصهيوني لفترة طويلة، هذه الخطوة الرمزية بالفعل في الأشهر الأخيرة، على الرغم من الضغوط القوية من الولايات المتحدة وإسرائيل. هذه الأخيرة التي وجدت نفسها في مواجهة عالم يتغير تدريجيا وقد بدأت حقيقة احتلالها الجائر للأراضي الفلسطينية تتكشف أمامه بكل وضوح بما جعلها تعلن رفضها لما زعمت أنه اعتراف أحادي الجانب.وتأتي هذه الاعترافات من دول غربية وازنة عشية اجتماع زعماء العالم بدءا من اليوم في أكبر محفل دولي بمقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية في إطار أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها الثمانين، والتي يتصدر جدول أعمالها الاعتراف بدولة فلسطين في إطار دعم حل الدولتين وحرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة.  

ومن المقرر أن يعقد اليوم على هامش الاجتماعات السنوية الأممية، مؤتمرا برئاسة سعودية- فرنسية، يتوقع أن يتم خلاله إعلان دول أخرى على رأسها فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين، ليرتفع بذلك العدد إلى أكثر من 145، مع العلم أن معظم الدول التي اعترفت بدولة فلسطين فعلت ذلك عام 1988، عقب إعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة من الجزائر. ثم حذت حذوها عديد الدول الأخرى غير الغربية في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن 21 والعقد الثاني.

وتدعم المجموعة الدولية حلّ الدولتين الذي ينصّ على إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية يتعايشان جنبا إلى جنب في خطوة ترمي لوضع حدّ للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي يعد أعقد وأقدم صراع في العصر الحديث.