بعد أن فشلت كل المبادرات لإنهاء صراعهما

خطة الضم الإسرائيلية توحد موقفي حركتي "فتح" و"حماس"

خطة الضم الإسرائيلية توحد موقفي حركتي "فتح" و"حماس"
  • القراءات: 855

عرفت نهاية الأسبوع في الضفة الغربية وقطاع غزة زخما سياسيا قد يمهد لإعادة اللحمة بين قطبي المعادلة السياسية الفلسطينية، حركة "فتح"

و«حماس" من شأنها وضع حد لقطيعة تكرست على مدار 15 سنة من التناحر السياسي وصراع الزعامة لم تجن منه القضية الفلسطينية إلا مزيدا من الهوان والتشرذم والتقسيم.

وجاءت مؤشرات هذا التقارب في سياق الأمر الواقع الذي فرضه اعتزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ خطتها الاستيطانية بضم مزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشريف وهضبة نهر الأردن.

وهو ما جعل محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني يرحب بتقارب الإخوة ـ الأعداء على أمل توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية لمواجهة مخطط الضم الإسرائيلي والعمل على إسقاطه.

وعقد جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ندوة مشتركة عبر تقنية التواصل عن بُعد عبّرا خلاله عن رغبة ملحة في أعلى قيادتي الحركتين من أجل طي صفحة العداء بينهما وفتح أخرى للتمكن من التصدي للخطة الإسرائيلية ـ الأمريكية لقبر آخر حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية إن الحوار الذي تم بين الحركتين سمح بوضع رؤية استراتيجية، واستشعار وطني مسؤول "للمخاطر الجدية والوجودية التي تتهدد المشروع الوطني، في سياق رغبة حكومة الرأسين اليمينية المتطرفة في إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية".    

واعتبر أشتية، أن توحد موقف "فتح" وحماس "يكتسب أهمية استثنائية مستمدة من الظروف والمخاطر التي تمر بها القضية الفلسطينية"، داعيا الفصائل الفلسطينية للاستجابة لـ "نداء اللحظة التاريخية لحماية لمشروع الوطني من المخاطر المحدقة به".

وقال الرجوب إن "تفاهمات" تم التوصل إليها بين قيادتي الحركتين، للعمل على تطوير كل الآليات التي من شأنها توحيد الموقف الفلسطيني وتعزيزه في مواجهة مخطط الضم الإسرائيلي. وذكر أن الآليات ستشمل "تأكيد أننا شعب واحد ونعيش في وطن واحد وقضيتنا قضية دولة وسيادة وتقرير مصير وأن نتفق على آليات لإجراء انتخابات عامة ونحترم نتائجها وألّا نعود للماضي"، في إشارة إلى الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007.

وهي القناعة التي أكد عليها العاروري الذي وصف اللقاء بمثابة "فرصة لبدء مرحلة جديدة تمثل رافعة استراتيجية للشعب الفلسطيني في أكثر المراحل خطورة التي يمر بها. واعتبر أن "حماس" و«فتح" لا تختلفان في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لمخططاته، داعيا إلى طي الخلافات الداخلية وعدم التوقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري في التناقض الوجودي مع الاحتلال".