تحذير أممي من "كارثة وشيكة" بسبب نفاد الوقود
"حماس" تطالب المجتمع الدولي ومؤسساته بتحمّل المسؤولية

- 139

ارتكب جيش الاحتلال أمس، سلسلة مجازر مروّعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، راح ضحيتها حوالي 40 شهيدا جراء القصف على المنازل وخيام النّازحين.
وحذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن جيش الاحتلال لا يستهدف سوى المدنيين العزّل، وأكدت أنه يمعن عمدا في قتل العشرات منهم يوميا في سياسة دموية ممنهجة تهدف إلى إبقاء هذا المشهد الوحشي قائما ومتصاعدا، مشددة على أن "قتل الأطفال والنّساء والأبرياء هو هدف يومي ثابت لجيش الاحتلال وعنوان رئيسي لحربه الإجرامية ضد شعبنا". وطالبت الحركة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمّل مسؤولياتها وتوثيق هذه المجازر والانتهاكات المروّعة بحق الفلسطينيين، والعمل على رفع ومتابعة الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية والوطنية، ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
كما جددت نداءها للشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم لتصعيد الضغط على الاحتلال وداعميه في كل المحافل والعمل لعزل ومقاطعة الكيان الفاشي وكسر الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني ودعم صموده في معركته من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير.
ومع استمرار العدوان الصهيوني وحصاره المطبق على قطاع غزّة، حذّرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أولغا تشيريفكو، أن مدينة غزّة "على بعد ساعات من تدهور كارثي وإغلاق المزيد من المرافق" إذا لم يتم تأمين الوقود على الفور.
وجاء تصريح المتحدثة الأممية، في ختام زيارة للمدينة استمرت بضعة أيام، حيث شاهدت الوضع "المروّع للغاية" في الملاجئ المكتظة بالنّازحين داخليا، فيما يستمر تدفق المواطنين الفلسطينيين الفارين من القصف الصهيوني على مناطق أبعد شمالا. وذكرت تشيريفكو، في بيان لها، إن "نقص الوقود لا يزال حرجا للغاية ويؤثر على المرافق المنقذة للحياة بما في ذلك المعدات في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي".
وأشارت إلى أن "مضخات المياه توقفت في أحد المواقع التي زارتها الأربعاء الماضي، بسبب نفاد الوقود"، مضيفة أنه "ما لم يتغير الوضع بحيث يسمح بدخول المزيد من الوقود إلى القطاع وللمنظمات الإنسانية باستعادة الوقود من مخازنها فإن المزيد من المرافق ستغلق حتما".
كما أوضحت المتحدثة باسم مكتب "أوتشا" أن المواطنين في غزّة يخاطرون بحياتهم باستمرار "في محاولة للعثور على شيء يأكلونه أو يتركون مع خيار الموت جوعا، "حيث لا تزال المساعدات التي يسمح الاحتلال الصهيوني بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية. وقالت تشيريفكو "الحوادث التي يقتل ويصاب فيها النّاس وهم ينتظرون الطعام فقط أملا في إيجاد ما يسد جوع أطفالهم.. هي حوادث مروّعة وغير مقبولة على الإطلاق".
يمنع دخول المصلين للأسبوع الثاني على التوالي
الاحتلال الصهيوني يغلق كافة أبواب المسجد الأقصى المبارك
أغلقت قوات الاحتلال الصهيوني أمس، أبواب المسجد الأقصى المبارك كافة ومنعت دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة للأسبوع الثاني على التوالي.
أفادت محافظة القدس، في بيان أمس، بأن قوات الاحتلال أغلقت أبواب المسجد الأقصى كافة وتمركزت أمامها، كما أغلقت "البوابات" في باب حطة وباب السلسلة بعد أن سمحت لأعداد قليلة من المصلين من المرور عبرها بذريعة اكتمال العدد المسموح به بدخول المسجد، وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أوقفت المصلين عند باب الساهرة وعرقلت دخولهم إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى قبيل صلاة الجمعة.
ومنذ 13 جوان الجاري، تفرض سلطات الاحتلال قيودا مشددة على المسجد الأقصى المبارك وتغلق المسجد بالكامل لمدة ستة أيام متواصلة قبل أن تبدأ مساء الأربعاء الأخير، بتطبيق سياسة "المصلين بالعدد".
وأوضحت أن قوات الاحتلال سمحت بدخول 450 مصل فقط لأداء صلاة الظهر الخميس، عبر باب حطة ثم أغلقت الباب مباشرة لمنع الدخول والخروج، فيما تم السماح لموظفي الأوقاف بالدخول عبر بابي السلسلة وحطة تحت رقابة مشددة، وفي المقابل فتحت قوات الاحتلال باب المغاربة للمستوطنين ليقتحموا المسجد الأقصى. ورأت محافظة القدس، أن هذه الإجراءات تشكل تصعيدا خطيرا يهدف إلى فرض أمر واقع جديد يمهد لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.
كما بيّنت أن سياسة الإغلاق والتحكّم العددي في المصلين أدت إلى شلل شبه كامل في الحياة داخل البلدة القديمة، حيث منع من لا يحمل هوية البلدة من الدخول في الوقت الذي ظلت فيه الكنس اليهودية والأسواق مفتوحة بشكل اعتيادي. وأكدت محافظة القدس، إدانتها "هذا التغول غير المسبوق على حقوق الفلسطينيين الدينية والإنسانية" وأن سياسة "المصلين بالعدد" تمثل سابقة خطيرة في استهداف حرية العبادة.
ودعت المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وإلزام سلطات الاحتلال احترام الوضع القائم التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى ورفع جميع القيود المفروضة على البلدة القديمة وسكانها.
وفي في السياق، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني أمس، إغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية المحتلّة أمام المصلين لليوم الثامن على التوالي. وقالت مديرية أوقاف محافظة الخليل، في بيان إن "سلطات الاحتلال الصهيوني ولليوم الثامن على التوالي، تواصل إغلاق المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل وتمنع إقامة الصلاة فيه"، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تمنع دخول الموظفين والسدنة والأهالي للمسجد بحجة الوضع الأمني.
وخلال شهر ماي الماضي، منعت قوات الاحتلال الصهيوني رفع الأذان 57 مرة في الحرم الإبراهيمي وقامت بإغلاقه في وجه المصلين والزائرين لأيام عدة. ويغلق الاحتلال الصهيوني الحرم الإبراهيمي 10 أيام سنويا بشكل كامل، إلى جانب إغلاقه في العديد من المرات طوال السنة أمام المصلين الفلسطينيين في إطار استمرار مسعى تقسيمه زمانيا ومكانيا.