استهداف موسكو ومنطقة البحر الأسود بطائرات من دون طيار
حرب المسيّرات تشتد بين روسيا وأوكرانيا

- 775

تشهد حرب المسيّرات تصاعدا لافتا في الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا في ظل مواصلة كييف هجماتها بالمسيّرات التي بلغ مداها العمق الروسي باستهدافها المتكرر في الآونة الأخيرة للعاصمة موسكو وأهداف روسية أخرى في تطور يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى إمكانية انتقال الحرب إلى الأراضي الروسية.
أكدت موسكو أمس، أنها تمكنت من تحييد طائرات مسيّرة هجومية أوكرانية في موسكو والبحر الأسود إحداها ضربت مبنى في العاصمة كان قد تعرض لهجوم مماثل نهاية الأسبوع الماضي.
وبعد هجوم ليلي بطائرة من دون طيار، ندّدت وزارة الدفاع الروسية بما وصفته بعمل "إرهابي" وذلك بعد تحطيم بواسطة نظام للتشويش مسيرة أوكرانية فوق حي الاعمال بالعاصمة موسكو من دون أن تخلف الحادثة ضحايا في مشهد سبق وشهدته موسكو ليلة السبت إلى الأحد الماضي.
وأوضحت مصادر رسمية محلية أن الطائرة المسيّرة حاولت استهداف نفس البرج بحي الأعمال والذي سبق وكان محل محاولة استهداف مماثلة بما تسبب في إلحاق أضرار بواجهة الطابق 21 الممتد على مساحة 150 متر مربع.
ولم تتوقف الهجمات الاوكرانية عند هذا الحد، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحطيم دفاع الجو لمسيّرتين اثنتين فوق أراضي مقاطعات اودنتسوفو ونروفومينسك بمنطقة موسكو. وتم على إثر ذلك مثل ما حدث الاحد الماضي إغلاق مطار فنوكوفو الدولي بموسكو لفترة وجيزة.
كما أعلن الجيش الروسي أنه تمكن ليلة الاثنين إلى الثلاثاء من تحطيم ثلاث طائرة مسيّرة بحرية في البحر الأسود الذي تصاعد التوتر فيه بسبب احتدام القبضة بين موسكو وكييف بعد انسحاب الاولى من مبادرة تصدير الحبوب منتصف الشهر الماضي.
وأخذت المعارك بين روسيا وأوكرانيا في الآونة الأخيرة مرحلة جديدة بدخول المسيّرات الهجومية على خط الصراع المسلح المتفجر بين الطرفين منذ قرابة عام ونصف العام.
وانتقلت القوات الأوكرانية الحاصلة على الدعم العسكري الغربي من مرحلة الدفاع إلى الهجوم عبر استخدام الطائرات من دون طيار التي بلغ مداها العمق الروسي بما فتح المجال أمام طرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية انتقال ساحة المعارك إلى الأرض الروسية.
وتجد مثل هذه التساؤلات مصداقيتها خاصة وأن محافظ المنطقة الروسية بلغورود المجاورة لأوكرانيا، قال إن تلك المنطقة الحدودية شهدت مجددا محاولة لاستهدافها بالمدفعية.
وتندرج الهجمات الاوكرانية في سياق تبني الجيش الاوكراني المزوّد بقوة بالأسلحة الغربية لاستراتيجية الهجوم المضاد منذ بداية جوان الماضي ضمن مسعى لاسترجاع الأراضي والمقاطعات التي سقطت في أيدي القوات الروسية.
ورغم الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على روسيا، إلا أن فعاليته تبقى محدودة بالنظر إلى خطوط الدفاع المتماسكة للجيش الروسي بما جعل الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، يحكم بالفشل على مثل هذه الهجمات المضادة.
وفي ظل هذه التطورات الحاصلة على مسار الحرب الروسية ـ الاوكرانية، اتهم أمس رئيس نيكاراغوا، دنيال اوريغا، أحد أهم حلفاء موسكو، الولايات المتحدة وحلف الناتو بالسعي إلى "تدمير" روسيا، حيث قال إنها "لم تعد هذه حربا بين روسيا وأوكرانيا، إنها حرب إمبرياليي الأرض بقيادة الناتو والولايات المتحدة، الذين يحاولون تدمير روسيا من أجل فرض أنفسهم على أنهم سادة الكوكب". وأضاف "نحن عشاق السلام، لا نتطلع إلى أي مواجهة من أي نوع ولا نسعد بها، وخاصة مواجهة مثل هذه التي تعرض وجود الجنس البشري للخطر".