أصبحت مصدر أرباح طائلة للسلطات الصينية

حرب الأقنعة الوقائية تستعر بين الدول المتضررة

حرب الأقنعة الوقائية تستعر بين الدول المتضررة
  • القراءات: 715
م. مرشدي م. مرشدي

اقتنعت الأسرة العلمية الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية أمس بحتمية ارتداء الكمامات من طرف كل المواطنين في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم المتضررة من وباء "كورونا" بعد تأكد انتقال عدواه عبر الهواء وحتى من خلال التحدث بين الاشخاص، فما بالك بالعطس أو السعال مما فتح حرب كمامات شرسة بين مختلف الدول الغربية في السوق الصينية.

وانتهى الخبراء الأمريكيون إلى هذه القناعة بعد تضاعف أعداد المصابين بالداء من المواطنين الامريكيين إلى عتبة 280 ألف مصاب وحوالي 7200 ضحية، ضمن أرقام مهولة جعلت الولايات المتحدة تتحول أول بؤرة للداء في كل العالم، بفارق شاسع عن إيطاليا وإسبانيا وحتى الصين  التي نظمت سلطاتها أمس مراسم ترحم على موتاها

الـ3300، الذين راحوا ضحية الداء وفي وقت لم يتم فيه تسجيل أية حالة إصابة جديدة خلال الاربع والعشرين ساعة الأخيرة.

وارتفع عدد الموبوئين بداء "كورونا" في كل العالم الى غاية أمس إلى 1,2 مليون شخص، بعد أن احصت الدول

الـ190 التي ضربها الداء وفاة 60 ألف شخص، 44 الف من بينهم في دول القارة الاوروبية وحدها، مقابل تماثل  212 ألف للشفاء وعادوا إلى منازلهم إما عبر طريقة الحجر الصحي في المستشفيات او عبر علاجات يتم تطوريها على البشر على امل استعمالها على نطاق واسع في كل بلدان العالم.

وفي تحول بـ180 درجة عن مواقفه السابقة تبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نداء الاسرة العلمية في بلاده، حاثا كل الأمريكيين على ارتداء الكمامات والأقنعة لتفادي الإصابة بهذا الفيروس القاتل وخاصة بعد تأكد إصابة 1500  أمريكي إضافي بالفيروس ضمن رقم قياسي لم تسجله الدول المصابة الاخرى سواء في الصين او الهند رغم تعداد سكانهما المقدر بـ 1,8 و1,3  مليار نسمة على التوالي.

وجعلت حصيلة عدد المصابين القياسية في الولايات المتحدة، حكام مختلف الولايات يسارعون إلى إقامة مستشفيات استعجالية تسع آلاف الاسرة الطبية تحسبا لطوارئ الأيام القادمة بعد توقعات كارثية بإصابة اكثر 240 الف بهذا الداء الفتاك.

وأرجع خبراء الصحة الامريكيين بما فيهم العاملين في مصالح البيت الابيض هذه الارقام الكارثية إلى غياب القيام بعمليات تشخيص استباقي لعامة الامريكيين بعد سريان توقعات باحتمال إصابة الآلاف من بينهم وهم لا يعلمون ويقومون بنقل العدوى إلى مواطنين آخرين سالمين  بما يفسر عدد المصابين ونطاق انتشار عدوى الداء.

وجاءت تأكيدات الخبراء الامريكيين بارتداء الكمامات والأقنعة الواقية في تصحيح لتوصيات سابقة لمنظمة الصحة العالمية التي أكدت أن ارتداء الكمامات ليس ضروريا بالنسبة لغير المصابين الا الذين يتعاملون مع اشخاص مرضى بالداء.

ومهما كانت الحقيقة العلمية بخصوص هذه الجزئية في محاربة داء كورونا فإن نصيحة الرئيس الامريكي باتجاه شعبه بارتداء هذه الأقنعة حتى وإن أكد أنه غير مقتنع بها اشعل حربا قوية في سوق الكمامات الدوائية في السوق الصينية التي تحولت الى اول ممون بها لزبائن اوروبيين وامريكيين ومن دول كل القارات التي  وجدت نفسها في مواجهة ازمة حادة للحصول على هذه الاقنعة الواقية سواء للأطقم الطبية أو لعامة مواطنيها الخائفين على حياتهم.

وحسب تقارير صحفية أن الازدحام على السوق الصينية للأقنعة الواقية أدى إلى حرب حقيقية بين هؤلاء الزبائن وصلت  الى حد المزايدة والسمسرة  وتحويل شحنات طبية بملايين الوحدات ضمن سوق مربحة في زمن كورونا.

وشهدت الصين انزالا غير مسبوق لممثلي دول غربية مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وجمهورية التشيك وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة الامريكية التي دخلت حربا تسوق حقيقية للتزود بملايين المعدات الطبية من أجهزة تنفس اصطناعية و لقاحات الكشف الفورية او الكمامات الطبية  بعد استفحال تفشي هذه الجائحة الكونية.

واستغلت الصين تجربة الثلاثة أشهر التي قضتها في مواجهة الوباء وقرار الحجر الصحي الذي فرضته على حوالي 60 مليون من سكان مقاطعة هوبي من اجل انتاج اكبر  الكميات من الكمامات وهي الان تقوم بتصديرها الى كل دول العالم المتضررة من الوباء.

وبعملية حسابية لمئات ملايين الاقنعة والكمامات والبدلات والاجهزة الطبية ولقاحات الكشف الفورية تكون الصين قد عوضت، ملايير الدولارات التي خسرتها بسبب فرض حجر على بعض مقاطعاتها وقد بدأت الآن تجني نتائجها الىنية.