بعد ترسيم كبار الناخبين فوزه بكرسي البيت الأبيض

جو بادين يدعو الأمريكيين إلى طي صفحة دونالد ترامب

جو بادين يدعو الأمريكيين إلى طي صفحة دونالد ترامب
الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية جو بادين
  • القراءات: 809
ص. محمديوة ص. محمديوة

لم يعد هناك مجال للشك بأن الديمقراطي جو بادين سيكون يوم 20 جانفي القادم الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية بعد تثبيت كبار الناخبين فوزه على منافسه الجمهوري، دونالد ترامب الذي رفض الإقرار بهزيمته في انتخابات  3 نوفمبر الماضي.

وثبّت كبار الناخبين الذين اجتمعوا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء كل في ولايته، فوز جو بايدن النائب السابق للرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة التي أثارت جدلا كبيرا لم يسبق أن شهدته أمريكا على خلفية اتهام ترامب منافسه بالتزوير.

وحصل جو بايدن وفق عملية التصويت على 306 ناخب من إجمالي 538 كبير الناخبين مقابل 232 صوّتوا لصالح الرئيس المنهزم دونالد ترامب. وقطع كبار الناخبين الأمريكيين بذلك الشك باليقين عندما أكدوا فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ 81,28 مليون صوت ما يعادل 51,3% من الأصوات المعبر عنها مقابل 74,28 مليون أي لمنافسه دونالد ترامب بنسبة 46,8% من الأصوات. وكانت نتيجة هذا التصويت متوقعة حاسمة بذلك جدلا إلا أن دونالد ترامب المعروف عنه تهوره وخروجه عن المألوف أعطاها بعدا خاصا بعد أن رفض الاعتراف بنتيجة الاقتراع وإثارته مجددا فكرة المؤامرة أو حصول عمليات تزوير. وهو ما جعل بايدن في خطاب شديد اللهجة يدعو إلى طي الصفحة، مندّدا بإنكار ترامب لنتائج الانتخابات، واصفا ذلك "بالموقف المتطرف الذي لم يحترم إرادة الشعب ورفض احترام سيادة القانون ورفض احترام الدستور الأمريكي". وإذا كان الرئيس الأمريكي المنتخب امتنع منذ الثالث نوفمبر عن مهاجمة ترامب علنا بسبب رفضه الإقرار بهزيمته إلا أن موقفه تغير، أمس، بعد أن كرّس كبار الناخبين فوزه.

وأكد بايدن على نزاهة الانتخابات وقال إن الطعون القضائية العديدة التي رفعها ترامب أمام مختلف المحاكم المحلية والفيدرالية من أجل إبطال نتيجة الانتخابات، رفضت جميعها بما يؤكد خروجه عن مألوف العرف الأمريكي. وحاول الرئيس الأمريكي الجديد استعمال لغة مهادنة باتجاه عامة الأمريكيين في محاولة للمّ الشمل وطي صفحة الشرخ الذي خلفته الخرجات غير المتوقعة لمنافسه دونالد ترامب وقال بضرورة أن نتلاقى ونبقي شعلة الديمقراطية مضيئة في هذا البلد والتي لا يمكن لجائحة أو إساءة في استخدام السلطة  إطفاءها.

ويصر دونالد ترامب منذ نحو شهر ونصف شهر على الطعن في هذه النتائج  زاعما وقوع "أكبر عمليات تزوير في التاريخ الأمريكي" ولكنه لم يقدم دليلا واحدا يؤكد اتهاماته أمام المحاكم الأمريكية". وكانت آخر انتكاسة له رفض قضاة المحكمة العليا التسعة من بينهم ثلاثة عينهم ترامب نفسه لتعزيز غالبية الجمهوريين فيها الأسبوع الماضي، دعوتين قضائيتين قدمهما حزبه للطعن في فوز جو بايدن، ما جعله يقرر الاستغناء عن وزيره للعدل الذي لم يجد بدا الاعتراف بقرار الشعب الأمريكي. وهو ما جعل هامش المناورة  يضيق من حوله  وجعله يتصرف بكثير من الارتباك وبعيدا عن تقاليد الرؤساء الأمريكيين الذين تداولوا على كرسي البيت الأبيض ضمن تصرفات جعلت أقرب المقربين منه ينفضون من حوله معترفين بفوز بادين. وقال رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور، ميتش ماك كونيل وأحد أشرس المدافعين عنه إنه يعترف بفوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية وقال مادام كبار الناخبين قد اعترفوا له بذلك فأنا أهنئه على فوزه.

وقال روب بورتمان السناتور الجمهوري الآخر في نفس السياق "إنني دعمت الرئيس ترامب، ولكن بعد تصويت الهيئة الانتخابية فإن جو بايدن يبقى الرئيس المنتخب". وبنظر بعض المتتبعين للشأن الأمريكي فإن ترامب سيحاول الاستفادة من تعقيدات العملية المؤسساتية المعمول بها في الولايات المتحدة لإطالة حالة الترقب من خلال تصويت نواب حزبه خلال جلسة إقرار نتيجة الانتخابات يوم 6 جانفي القادم والاعتراف بفوز بايدن ضمن رهان مآله الفشل بعد قرار كبار الناخبين. وهو ما يفسر تريث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فضل انتظار نتيجة اقتراع كبار الناخبين الذين تؤول لهم كلمة الفصل في انتخاب الرئيس ليقدم تهانيه للديمقراطي جو بايدن. ويعد الرئيس الروسي من بين آخر أبرز قادة العالم الذين فضلوا الانتظار قبل تهنئة الرئيس الأمريكي الجديد بمبرر الوضع الذي أحاط بنتيجة انتخابات 3 نوفمبر الماضي نظرا لرفض دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته والطعون القضائية الكثيرة التي قدمها. وعبر عن رغبته في العمل مع بايدن رغم العلاقات المتوترة بين البلدين، حيث تمنى له النجاح وقال "من طرفي، أنا مستعد للتعاون والتواصل معك".