خروج 18 مستشفى عن الخدمة جراء العدوان الصهيوني المتواصل.. وزيرة الصحة الفلسطينية:

جريمة مركبة بحقّ المستشفيات والطواقم الطبية

جريمة مركبة بحقّ المستشفيات والطواقم الطبية
  • 643
ق . د ق . د

مقتل أكثر من 100 موظف أممي والاحتلال الصهيوني يستهدف النازحين

قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، أمس، إن الكيان الصهيوني يدير ظهره للمجتمع الدولي وينفذ جريمة مركبة بحق المستشفيات والطواقم الطبية، والمراكز الصحية ومراكز الإيواء في قطاع غزة، مؤكدة خروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، الماضي.

أوضحت الوزيرة الكيلة، في بيان صحفي، أن الاحتلال الصهيوني ينفذ جريمة مركَّبة بحق المستشفيات والطواقم الطبية، بدأها بمنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية إليها، واليوم يختمها باستهداف المستشفيات بالنار والقصف بشكل مباشر، حيث استهدف فجر أمس، عددا من المستشفيات في قطاع غزة، في الوقت الذي حذرنا فيها من كارثة كبرى جراء هذه الجرائم. وأكدت الوزيرة خروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر، الماضي.

وقصفت قوات الاحتلال مبنى العيادات الخارجية في مجمّع الشفاء الطبي ومحيط المجمع، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الأشخاص، فيما استشهد رجل وأصيب طفل في قصف استهدف مستشفى الولادة في المجمّع. كما قصفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى "القدس"، في ظل تواجد الطواقم الطبية والمرضى وأكثر من 14 ألف نازح داخله، كما قصفت مستشفى "الرنتيسي" للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى لاندلاع حريق في مرافقه. وفي وقت سابق، استهدف الاحتلال بالقصف بوابة مستشفى النصر للأطفال، المجاور لمستشفى الرنتيسي، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة خرين.

وشنّ الاحتلال سلسلة غارات عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، الذي يؤوي عشرات آلاف المصابين والمرضى والنازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ما أدى إلى استشهاد عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. وتسبب القصف في إحداث أضرار جسيمة في بعض مرافق المستشفى، وكذلك حالات هلع بين المدنيين الذين هرعوا إليه، في محاولة للاحتماء من القصف. وأصيب مسعف بجروح في قصف لطيران الاحتلال على محيط مستشفى العودة شمال قطاع غزة.

تحذير من تفشي الأمراض المعدية بعد انتشارها بمستشفى "شهداء الأقصى"

في سياق متصل، حذّر المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى"، خليل الدقران، أمس الجمعة، من وقوع كارثة صحية ووبائية داخل المستشفى، في ظل نفاد المستلزمات الطبية والأدوية والوقود والاكتظاظ والنزوح الجماعي، جراء استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

وأبرز الدقران، في تصريح إعلامي، أن "هذا التحذير يأتي عقب انتشار الأمراض المعدية والأوبئة خاصة بين الأطفال داخل مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح، وارتفاع عدد الإصابات بالنزلات المعوية والالتهاب الرئوي بصورة كبيرة"، لافتا إلى عدم قدرة المستشفى على استقبال أعداد أخرى من المصابين، في ظل استمرار العدوان الوحشي والهمجي من قبل الكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، لليوم 35 على التوالي.

وتطرق المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، إلى استشهاد وإصابة أكثر من 340 شخص من العاملين في القطاع الصحي بقطاع غزة، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمصابين، مؤكدا على وجود أزمة حقيقية في غزة مع ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين في كل لحظة جراء تصاعد العمليات الحربية على القطاع.

وشدّد الدقران، على ضرورة إرسال المزيد من المساعدة الإنسانية والغذائية والطبية والوقود إلى القطاع ومستشفيات غزة، في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواطنين والبنية التحتية جراء العدوان الصهيوني الغاشم، مدينا بشدة عمليات الاستهداف التي تلحق بمستشفيات غزة والتي من شأنها أن تحدث إبادة جماعية وتحوّل كافة المصابين إلى شهداء.

ويشار إلى أن محيط مستشفى الشفاء الذي يعد من أكبر المستشفيات في غزة والمدن الواقعة شمالي القطاع، تم استهدافه من قبل الاحتلال الصهيوني، بعمليات قصف متتالية ومتصاعدة.

الأونروا: مقتل أكثر من 100 موظف أممي منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أمس الجمعة، أن أكثر من 100 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

وكتب لازاريني عبر حسابة على منصة "إكس" "تم تأكيد مقتل أكثر من 100 زميل في الأونروا خلال شهر. آباء ومعلمون وممرضات وأطباء وموظفو دعم". وأضاف أن "الأونروا والفلسطينيين في حداد"، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

وكان المفوض العام قد أكد في كلمته أول أمس، خلال المؤتمر الدولي حول غزة الذي عقد في باريس، أن "هناك حاجة إلى تدفق مجدي ومستمر للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود"، لافتا إلى أن حجم المساعدات القادمة عبر رفح "غير كاف على الإطلاق"، وينبغي أن تكون جميع المعابر مفتوحة.

شهـداء وجرحى في استهداف الاحتلال للنازحين وسط القطاع

استشهد عشرات الفلسطينيين، وجرح آخرون، أمس، في قصف استهدف النازحين على شارع "صلاح الدين" بمنطقة وادي غزة وسط القطاع، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن عشرات الشهداء وصلوا لمستشفى "شهداء الأقصى"، إثر استهدافهم بالقصف، مضيفة أن غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين. كما اعتقلت قوات الاحتلال، اثنين من سائقي الإسعاف، أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى شماله، رغم حصولهم على تنسيق بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أبلغتهم بإمكانية عودة سيارات الإسعاف التي كانت محتجزة جنوب القطاع منذ أول أمس، بعد نقلهم الجرحى إلى معبر رفح البري الحدودي مع مصر.

وواصل الاحتلال الصهيوني أمس لليوم 35 على التوالي عدوانه المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة بقصفها جوا وبحرا وبرا، مخلفا قرابة 11208 شهيد وأزيد من 29 ألف، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، حسبما حصيلة مؤقتة أعلنت عنها زارة الصحة الفلسطينية، أول أمس، فيما لا يزال المئات تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بسبب الأوضاع الميدانية الخطيرة. 


 

المفوض الأممي لحقوق الإنسان يشدد على تنفيذ وقف إطلاق النار دون تأخير.. المطالبة بالتحقيق في القصف المكثف بمتفجرات عالية التأثير على غزة

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس، إلى التحقيق في قصف الكيان الصهيوني المكثف بمتفجرات عالية التأثير على قطاع غزة، مشددا على ضرورة تنفيذ وقف لإطلاق النار في القطاع المحاصر "من دون أي تأخير".

كما أكد تورك خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية عمان، على وجوب "وضع حد لخطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين" من قبل الكيان الصهيوني، لافتا إلى أن "الوضع الحالي في قطاع غزة لا يمكن تحمله".

وأكد تورك أن "العقاب الجماعي الذي يفرضه (الكيان الصهيوني) على الفلسطينيين يعتبر جريمة حرب"، واصفا الإخلاء القسري للمدنيين بـ"جريمة حرب ثانية". وأضاف المسؤول الأممي أن "غزة كانت أكبر سجن مفتوح في العالم قبل 7 أكتوبر الماضي، الذي سبقته عقود من الاحتلال و16 عاما من الحصار"، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

كما أكد تورك، رفضه لقصف الاحتلال للمرافق الصحية في غزة، مشيرا إلى أن "الوضع الراهن في قطاع غزة هو الأخطر منذ عقود وأنه يجب كفالة حقوق الإنسان هناك وتأمين نقل الجرحى والمصابين من القطاع لتلقى العلاج".

 تدمير 50 بالمائة من المساكن بالقطاع في شهر واحد

من جانب آخر، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن 50 بالمائة من المساكن في قطاع غزة تدمرت في شهر واحد جراء العدوان الصهيوني الهمجي.

وعرض الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبد الله الدردري والأمينة العامة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) رولا دشتي، أول أمس في مؤتمر صحفي تقريرا حمل عنوان "حرب غزة: التداعيات الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين"، حيث أفاد الدردري أن 50 بالمائة من المساكن في غزة تدمرت خلال شهر واحد فقط جراء القصف الصهيوني المتواصل، مشيرا على سبيل المقارنة إلى أن "سوريا خسرت هذه النسبة من المساكن في عامها الرابع" من النزاع.

بدورها قالت دشتي إن "الدمار في غزة بلغ مستوى لم يسبق له مثيل"، ولفتت إلى أن 96 بالمائة من سكان غزة الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الأساسية، باتوا يعانون من فقر متعدد الأبعاد. وشددت دشتي على ضرورة أن يجتمع المجتمع الدولي لإرساء سلام دائم.

وأشار التقرير، إلى تعرّض النشاط الاقتصادي الفلسطيني لصدمة شديدة نتيجة للحصار الكامل على غزة، وتدمير رؤوس الأموال والنزوح القسري والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع في الضفة الغربية. ولفت إلى ضياع 390 ألف فرصة عمل تقريبا منذ بدء العدوان الصهيوني.

وتوقع التقرير أن يسجل معدل الفقر ارتفاعا حادا يراوح بين 20 و45 بالمئة، حسب مدة العدوان. كما توقع أن يسجل دليل التنمية البشرية انخفاضا حادا ما سيرجع بدولة فلسطين ما بين 11 و16 عاما إلى الوراء.وأوضح أن التداعيات الاقتصادية للعدوان ستكون لها آثار مباشرة وغير مباشرة على الوضع الإنساني.