منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. "حماس":
جريمة صهيونية استكمالا لحرب الإبادة الجماعية

- 1440

تواصل حكومة الاحتلال حرب التجويع وفرض حصار مطبق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تمنع دخول شاحنات المساعدات الغذائية لليوم الـ64 على التوالي. كما تقوم قطعان المستوطنين بعمليات حرق ممنهجة للمساعدات على معبر كرم أبو سالم.
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "سلوك حكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين يعد ممارسة لأبشع صور حرب التجويع ضد المدنيين العزّل، الذين يواجهون حرب إبادة شاملة منذ أكثر من تسعة أشهر".
وقالت في بيان لها أمس إن "الكارثة الإنسانية والمجاعة التي تتسع وتشتَدّ خصوصا في محافظتي غزة والشمال، هي نتاج قرار صهيوني إجرامي متواصل مدعوم من الإدارة الأمريكية المتواطئة بمنع سبل الحياة عن أبناء شعبنا في القطاع رغم القرارات الأممية وأوامر محكمة العدل الدولية، التي شددت على ضرورة إدخال المساعدات اللازمة إلى جميع مناطق قطاع غزة"، مؤكدة أن ذلك "يعد استخفافا كاملا بالمنظومة الدولية وقراراتها".
وحذرت من أن استمرار حرب التجويع ينذر بكارثة إنسانية وبسقوط المزيد من الأطفال والمدنيين الأبرياء، بما يتوجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لإرغام الاحتلال على إدخال المساعدات والإغاثة دون عوائق، وردع هذا العدو المجرم وإخضاعه للقوانين الدولية وجلب قادته المجرمين إلى المحاكم الدولية ومحاسبتهم على جرائمهم الوحشية بحق المدنيين.
"الأونروا" تطالب بفتح المعابر لإدخال المساعدات
دعت القائم بأعمال مدير المكتب الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقطاع غزة، إيناس حمدان، إلى فتح المعابر لإدخال المساعدات وإنهاء حالة المجاعة في غزة، محذرة من خطورة الأوضاع الإنسانية مع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة ونقص المستلزمات والمعدات الطبية والادوية.
وقالت حمدان، في تصريحات اعلامية، أمس، إن "الأونروا" ملتزمة بتقديم الخدمات المنقذة للحياة على رغم الظروف المحيطة والتحديات الراهنة التي تقف عائقا أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق في القطاع، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الوكالة لإعادة تأهيل المراكز الصحية التي دمرت بشكل كامل منذ بدء العدوان على غزة.
وأوضحت أن الوكالة أعادت تشغيل أحد المراكز الصحية التي دمرت بشكل كامل أثناء اجتياح مدينة خان يونس الواقعة جنوب القطاع، محذرة في الوقت نفسه من عواقب تفاقم الاوضاع الصحية في غزة جراء انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، مما يضع حياة المدنيين في خطر شديد.
ونبهت المسؤولة الأممية الى "الظروف المعقدة والأمنية التي لا تسمح بوصول طواقم الوكالة لجميع المحافظات مع وضع العراقيل واستمرار القصف الذي دمر المراكز والمنشآت الصحية بشكل كامل"، واصفة الأوضاع في غزة بـ”الكارثية".
ودعت إلى ضرورة العمل على فتح جميع المعابر في غزة لإدخال المستلزمات وما يكفي من مساعدات لإنهاء حالة المجاعة في شمال القطاع الذي يعاني ظروف إنسانية صعبة جراء استمرار العدوان والحصار.
يذكر أن برنامج الغذاء العالمي كان حذر اول امس من ان نصف مليون فلسطيني بغزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع الذي تؤكد كل التقارير الاعلامية والصادرة عن المنظمات الانسانية الناشطة في قطاع غزة انه اصبح ينتشر بشكل مرعب فاقم واحدة من اسوء الماسي والكوارث الانسانية التي يشهدها العصر الحديث.
أكدت أنه يراهن على الضغط العسكري ضد المدنيين.. الفصائل الفلسطينية تحذّر من مواصلة نتنياهو إفشال المفاوضات
حذّرت الفصائل الفلسطينية، أمس، من فرض قوات الاحتلال الصهيوني التهجير القسري على سكان مدينة غزة في إطار مواصلتها الضغط العسكري ضد المدنيين عبر اقتراف المزيد من المجازر المروعة التي تكشف سوء نوايا بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة لإفشال جهود التوصل، إلى اتفاق وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب والإبادة الجماعية المستمرة فصولها منذ تسعة أشهر.
حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أن بنيامين نتنياهو يتعمد زيادة وتيرة التصعيد وفرض التهجير المتجدد على الشعب الفلسطيني وتكثيف استهداف المدنيين وإخراج ما بقي من القطاع الصحي عن الخدمة ليفشل مشاورات اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت بأن "السلوك الصهـيو نازي يضع الوسطاء وإدارة الرئيس الامريكي، جو بايدن، أمام مسؤولياتهم للجم الاحتلال قبل انهيار هذا المسار وتضييع الفرصة المتاحة للوصول لاتفاق".
ورأت "حماس" بأن طلب فرنسا عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بسبب استهداف مستشفى في أوكرانيا "يؤكد سياسية ازدواجية المعايير وتعامي المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الذي لم تترك جريمة موصوفة بالقانون الدولي إلا واقترفها عشرات المرات".
ونفس الموقف عبرت عنه لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في دمشق، التي حذّرت من التهاون في إدراك مدى خطورة تصعيد حكومة نتنياهو الفاشية لحرب الإبادة الجماعية خاصة في أحياء مدينة غزة كالشجاعية والتفاح والدرج والبلدة القديمة، مؤكدة أنه يهدف إلى إخلائها من كافة السكان وتهجيرهم إلى الجنوب تمهيدا لطردهم خارج الوطن بقوة السلاح في حملة تطهير عرقي هي الأكبر في التاريخ.
وطالب تحالف قوى المقاومة الفلسطينية الوسطاء بالتدخل السريع لوضع حدّ لمناورات رئيس حكومة الاحتلال ووقف جرائمه، كما دعا الهيئات الدولية في المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة، لتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والضغط لوقف حرب الإبادة المستمرة.
من جهتها، نبّهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشعب الفلسطيني إلى ضرورة تجنب التعاطي مع حرب الاحتلال النفسية التي تهدف إلى تشديد الضغط على الحاضنة الشعبية لضرب المقاومة وإضعافها، مشدّدة على أن هذه المخططات ستفشل ستتحطم على صخرة صمود ومقاومة شعبنا، ولن تحقق أهدافها في زعزعة صفوفنا أو تغيير مواقفنا.
وبينما أكدت الجبهة الديمقراطية ضرورة بلورة موقف وطني موحد في مواجهة الحرب العدوانية الإسرائيلية وتوفير الدعم العربي والدولي للشعب الفلسطيني في صموده الأسطوري، قالت المبادرة الوطنية الفلسطينية إن هذه الجريمة تقف عقبة أمام الوصول إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الهمجي على شعبنا الصامد ببسالة في قطاع غزة. وأوضحت أن نتنياهو يكرّر عمليات التخريب التي اعتاد ممارستها لأنه يعرف أن وقف العدوان على غزة يعني نهايته السياسية.
وشدّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة على أن نتنياهو يستغل وسطاء هذه المفاوضات والدعم الأمريكي المتواصل لعدوانه، لاستكمال أهدافه التي فشل في تحقيقها، مؤكدة ثقتها المطلقة بقدرة المقاومة على إحباط مخططاته.