هدّد فيها باللجوء إلى استخدام السلاح النووي

تنديد في الغرب بتصريحات بوتين

تنديد في الغرب بتصريحات بوتين
  • القراءات: 641
ص. م ص. م

ألقت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول استعداده لاستعمال كامل ترسانته العسكرية ضد الغرب بما يعني لجوءه حتى للسلاح النووي، بضلالها على اليوم الثاني من أشغال الجمعية العامة الأممية المنعقدة دورتها 77 في نيويورك.

وأثارت تصريحات الرئيس الروسي موجة إدانة عارمة في الغرب الذي يصر على مواجهة روسيا ومواصلة الضغط عليها بسلاح العقوبات الاقتصادية القاسية التي تهدف لانهاك الاقتصاد الروسي، ولكن كان لها تداعيات وخيمة خاصة على الدول الأوروبية التي وجدت نفسها تتخبط في أزمة طاقة خانقة.

ففي خطابه، أمس، أمام الجمعية العامة الأممية، اتهم الرئيس الأمريكي، جو بادين، روسيا بأنها "انتهكت بلا خجل المبادئ التأسيسية من ميثاق الأمم المتحدة". وقال إن "هذه الحرب تقضي على حق أوكرانيا في الوجود بكل بساطة".

وقال جون كيبري، المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تأخذ على "محمل الجد" تهديد فلاديمير بوتين في اللجوء إلى السلاح النووي في الحرب الجارية في أوكرانيا، محذرة بدورها من "عواقب وخيمة" في حال انتقال الرئيس الروسي للفعل.

وأضاف إنه "خطاب غير مسؤول من قوة نووية، لكنه لا يتعارض مع الطريقة التي يتحدث بها منذ سبعة أشهر ونأخذ الأمر على محمل الجد"، مضيفا "نحن نراقب وضعهم الاستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر.. لا يوجد حاليا ما يشير إلى أن هذا ضروري".

وسارع أمس الأمين العام لحلف الناتو، جنس ستولتنبورغ، للتنديد بتصريحات الرئيس بوتين التي وصفها بأنها "خطاب نووي خطير"، وقال على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية إن "هذا الأمر ليس جديدا، حيث أنه قام بذلك في عدة مناسبات"، مضيفا "سنبقى هادئين ونواصل دعمنا لأوكرانيا".

وبينما حذر الأمين العام للمنظمة الأطلسية بأن رد هذه الأخيرة سيكون حسب الوضعية ونوعية السلاح الذي يمكن للروس استخدامه، فقد عبر عن قناعته بأن الرئيس الروسي "يعلم جيدا أنه لا ينبغي أبدا بدء حرب نووية ولا يمكن كسبها".

وعلى العكس، فإن الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، قال إنه "لا يعتقد" بإمكانية استخدام السلاح النووي لان العالم لن يتركه يفعل ذلك.

أما في أوروبا، فقد اعتبرت التعبئة الجزئية للجيش الروسي بمثابة "اعتراف بالضعف" من قبل موسكو التي تقول الدعاية الاعلامية الغربية أن جيشها تعرض خلال الأسابيع الأخيرة لانتكاسات أمام القوات الأوكرانية.

ويرى الأوروبيون في تصريحات بوتين بأنها تصعيد جديد في الصراع المسلح في أوكرانيا خاصة وأنها تأتي غداة اعلان سلطات اقليم دونباس الواقع شرق أوكرانيا عن تنظيم خلال الأيام المقبلة لاستفتاء الانضمام إلى روسيا.

وكان بوتين قد أعلن التعبئة الجزئية للجيش الروسي بما يشمل استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، في مرحلة أولى مع الاحتفاظ بإمكانية الدعوى الى التعبئة العامة، حيث قال في كلمة وجهها أمس إلى الشعب الروسي أنه في حال تعرضت وحدة أراضي بلاده للتهديد "فسنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا، هذا ليس خداعا" بما يعني ضمنيا السلاح النووي.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في وقت واصل فيه قادة ورؤساء حكومة الدول في الإدلاء بخطاباتهم من على منبر الجمعية العامة الأممية والتي أخذت الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على العالم أجمع بما فيها أزمة الامن الغذائي، حصة الأسد من اهتمامات المسؤولين الدوليين.