المديرة التنفيذية للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية
تصوير فيلم بالداخلة يساهم في قمع المغرب للشعب الصحراوي

- 236
اعتبرت المديرة التنفيذية للمهرجان الدولي للسينما بالصحراء الغربية "في صحراء"، ماريا كاريون، أن تصوير فيلم سينمائي في مدينة الداخلة المحتلّة يساهم في تكريس المغرب لقمع الشعب الصحراوي وفي جهوده لتطبيع احتلاله للصحراء الغربية. (واج)
وقالت ماريا كاريون، في تصريح لوكالة الأنباء، إن طاقم تصوير الفيلم "يجهل دون أدنى شك واقع الاحتلال الموسوم بانتهاك المغرب لحقوق الإنسان في هذا الجزء المحتل من الصحراء الغربية"، مضيفة أنه "كان على المخرج وطاقمه التحرّي والوقوف على ما يحدث من قمع وممارسات تعسّفية يومية في حق المدنيين العزّل قبل القيام بمثل هذا العمل الفنّي الذي يساهم في جهود المغرب لتطبيع احتلاله للصحراء الغربية".
ولفتت السيّدة كاريون، إلى أن الصحراويين أنفسهم "غير قادرين على تصوير أفلام عن واقعهم الأليم تحت نير الاحتلال المغربي وبسبب الحصار المفروض على الإقليم المحتل، لمنع المراقبين الأجانب من الوقوف على الوضع والإلمام بالتطورات الخطيرة الجارية على أرض الواقع، وبالتالي فضح الوجه الحقيقي للمحتل الذي يروّج لدعايته المفضوحة التي تصور الصحراء الغربية كجزء من المغرب".
وفي سياق متصل، أكدت ذات المتحدثة، أن المغرب لا يسمح بدخول الصحراء الغربية المحتلة "إلا لمن يتجاوب مع استراتيجيته القائمة على تصدير سرديته للعالم الخارجي، ومن بين هؤلاء شركات أجنبية متواطئة في نهب ثروات الشعب الصحراوي وسياح يترددون على منتجعات رياضة ركوب الأمواج وغيرهم، بينما يطرد ويرحل المراقبون والصحفيون من الإقليم المحتل لثنيهم عن كشف الحقيقة".
ودعت المديرة التنفيذية للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية إلى "الوقف الفوري" لهذا النشاط السينمائي وكل الفعاليات الفنّية التي تقام على الأراضي الصحراوية المحتلّة والكف عن تقديم مدينة الداخلة كوجهة للاستقطاب بينما هي في الحقيقة -تقول- "مدينة مثل غيرها من المدن الصحراوية، تئن تحت وطأة الاحتلال المغربي والتضامن مع الشعب الصحراوي في مسيرته النضالية من أجل التحرّر".
وكان منظمو مهرجان "في صحراء" -الذي يقام بمخيمات اللاجئين الصحراويين- قد أصدروا بيان تنديد بتصوير فيلم في الداخلة المحتلّة، أكدوا فيه أن المدينة "ليست مجرد موقع جميل بكثبان رملية سينمائية، بل إنها في المقام الأول مدينة محتلّة ومعسكرة يتعرض سكانها الصحراويون الأصليون لقمع وحشي من قبل قوات الاحتلال المغربي".
وشددوا على أن المغرب "أقام مهرجانا سينمائيا في الداخلة المحتلّة لمواجهة مهرجاننا وأنتج أفلاما ذات ميزانية عالية، في مسعى لفرض صورة مغايرة تماما عن واقع الصحراويين المأساوي، في ظل استمرار كل أشكال الاضطهاد والتعذيب والاعتقالات التعسّفية والاختفاء القسري، علاوة على الاستهدافات التي تطال المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والإعلاميين ونشطاء البيئة".
وأعرب ذات البيان، عن انضمام المهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية إلى نشطاء حقوقيين صحراويين ودوليين وجهوا نداء عاجلا لطاقم تصوير الفيلم لإلغائه وعبّروا عن التضامن مع الشعب الصحراوي الذي يخضع للاحتلال المغربي منذ 50 عاما ويتعرض لكل أشكال الانتهاكات بشكل يومي بسبب نضاله السلمي من أجل تقرير المصير والاستقلال.