بوعود وردية لإعادة أمريكا إلى الواجهة

ترامب يعلن ترشحه رسميا لرئاسيات 2024

ترامب يعلن ترشحه رسميا لرئاسيات 2024
الملياردير الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب
  • القراءات: 584
ص. محمديوة ص. محمديوة

بعبارة تضمنت وعودا وردية بإعادة أمريكا إلى الواجهة، أعلن الملياردير الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمس، ترشحه لخوض سباق الرئاسيات الأمريكية لعام 2024، بما يعطي إشارة انطلاق حملة انتخابية "شرسة"، خاصة وسط الحزب الجمهوري المجرور بخيبة أمل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وقال ترامب أمام أنصاره الذين جاؤوا إلى مقر إقامته بولاية فلوريدا، إنه لن يطمئن له بال حتى يرى الرئيس الحالي وغريمه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة جو بايدن، بعيدا عن البيت الأبيض، في تأكيد واضح على قناعته بأنه سيكون الرئيس الأمريكي القادم.

 وقدّم ترامب، أمس، رسميا ملف ترشحه للمرة الثالثة للرئاسيات ضمن أول مرحلة عملية، لخوض غمار الرئاسيات في واحدة من أعتى الديمقراطيات في العالم. ويتوقع أن تمهّد أوراق ترشحه أمام هيئة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية، لمعركة قاسية داخل الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للرئاسة. وبعد أن رسم صورة وردية لفترة حكمه الأولى، بعد أن استحضر ما وصفه ببلد ينعم بالسلام والازدهار والاحترام على الساحة الدولية، اتهم ترامب خليفته، بأنه "يجسّد إخفاقات اليسار وفساد واشنطن" من دون أن يستعمل هذه المرة مفردات قاسية للتنديد بسجل بادين، خلال العامين الأولين من ولايته الرئاسية.

وعبّر عن سخطه لبلد غارق في العنف والجريمة، حيث تخنق الأسعار المرتفعة العائلات الأمريكية ويعبر "ملايين" المهاجرين غير الشرعيين الحدود مع المكسيك. وحسبه، فإن فترة عامين من حكم بايدن، دمرت الاقتصاد الأمريكي. وقال بأن الرئيس الأمريكي الديمقراطي "قادنا إلى مشارف الحرب النّووية"، في إشارة إلى الدعم الأمريكي لأوكرانيا في حربها مع روسيا المستمرة منذ قرابة التسعة أشهر دون أدنى مؤشرات لإخمادها، على الأقل في المستقبل القريب.

ولكن الرئيس بايدن، الموجود بجزيرة بالي الإندونيسية، التي احتضنت، على مدار اليومين الأخيرين، أشغال قمة العشرين، ردّ في تغريدة على موقع "تويتر" على تصريحات غريمه الجمهوري، إن "ترامب خذل أمريكا"، في ملاحظة قصيرة مصحوبة بمجموعة من مقاطع فيديو تدّعي أن سلفه عمل على "تزوير الاقتصاد للأثرياء"، أو "مهاجمة الرعاية الصحية" و"حقوق المرأة" أو "دلل المتطرّفين". وهي إشارة واضحة لانطلاق حملة انتخابية ستكون شرسة، وقد تعيد تكرار نفس سيناريو الانتخابات الأخيرة، عندما تواجه بايدن وترامب في المرحلة النهائية وفاز بايدن.

وبنفس لغة التحدّي، راح ترامب يتحدث أمام أنصاره واثقا بفوزه في انتخابات 2024، التي سبق ووعد بخوضها بعد فشله في افتكاك عهدة رئاسية ثانية متتالية في الرئاسيات السابقة، التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن. ولكن هل يملك ترامب أوراق تحقيق هدفه بنفس تلك القوة التي أهلته لذلك في الانتخابات الماضية؟ وهو سؤال يطرح انطلاقا مما عرفته عهدته من أحداث ختمها بالتحريض على اقتحام مبنى الكابيتول في السادس جانفي 2020، في سابقة لم تعرفها الولايات المتحدة في تاريخها، وأيضا بسبب الانقسام الذي يعرفه حزبه بدليل فوز مترشحين في انتخابات الثلاثاء الماضي لا لسبب إلا لكونهم من معارضي ترامب، بل إن بعضهم أعلن ترشحه لخوض انتخابات 2024، من أجل قطع الطريق أمام تأييد حزبه لتمثيله في الموعد الرئاسي القادم. كما أن الحزب الديمقراطي حقّق المهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بعد أن حافظ على تقدمه في مجلس الشيوخ الذي يبقى شوكة في حلق الحزب الجمهوري، الذي حتى وإن تمكن من افتكاك الأغلبية في مجلس النواب، إلا أن هامش تحركاته  يبقى محدودا في ظل عودة كلمة الفصل للخصم الديمقراطي في مجلس الشيوخ.