خمسة أيام بعد وقف المفاوضات معها

ترامب يتوعد بتصعيد عسكري غير مسبوق ضد حركة طالبان

ترامب يتوعد بتصعيد عسكري غير مسبوق ضد حركة طالبان
  • القراءات: 889
م .م م .م

جدد الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أمس، وعيده بتشديد الحرب ضد مقاتلي حركة طالبان الأفغانية المتمردة في سياق قراره وقف المفاوضات التي كان المبعوث الامريكي زلماي خليل زادة، يجريها مع وفد عنها بالعاصمة القطرية الدوحة، والتي أوشكت أن تكلل باتفاق نهائي لسحب قوات المارينز من هذا البلد الممزق بحرب مدمرة منذ نهاية سنة 2001. 

واستغل دونالد ترامب، في كلمة ألقاها أمام قيادات الجيش الامريكي بمقر البنتاغون، مناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتفجيرات الحادي عشر سبتمبر، للتأكيد على تشديد الخناق العسكري ضد حركة طالبان ضمن مقاربة عاكست تصريحاته السابقة بإمكانية طي صفحة العداء القائم بين بلاده وهذه الحركة التي استعصى على قوات ”المارينز” تحييدها والحد من خطرها على السلطة المركزية في كابول منذ التدخل العسكري الامريكي ضدها نهاية سنة 2001، عندما اتهمت بالوقوف وراء تفجيرات مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك.

ووجد الرئيس ترامب، في حادثة مقتل جندي أمريكي السبت الماضي، في العاصمة كابول ضمن عملية نفذها مقاتلو حركة طالبان، ذريعة لوقف مفاوضات العاصمة القطرية والتي شكلت نتائج آخر محطاتها اختراقا دبلوماسيا قويا، بعد أن أعلنت طالبان عن إمكانية التوقيع على اتفاق سلام مع الولايات المتحدة ضمن خطوة أولى للتوقيع على اتفاق مماثل مع الحكومة الأفغانية.

وقال الرئيس الامريكي بمناسبة مرور 18 عاما على تلك التفجيرات إننا كبّدنا عدونا خسائر غير مسبوقة قبل أربعة أيام وسنعمل على تكثيفها خلال الأيام القادمة. وأضاف في إشارته الى مقتل جندي أمريكي بداية الأسبوع بالعاصمة الأفغانية والتي دفعت به الى اتخاذ قراره بإلغاء مفاوضات سرية مع طالبان بقناعة أن هذه الأخيرة حاولت إظهار قوتها أمام بلاده ولكنها أكدت درجة ضعفها.

وتجمع آلاف الأمريكيين في حي مانهاتن حيث مقر البرجين التوأم ”وورد ترايد سانتر” رمز القوة الاقتصادية الأمريكية التي دمرته تفجيرات الحادي عشر سبتمبر 2001، لإحياء ذكرى مقتل 3 آلاف شخص ممن كانوا لحظتها في هذا المبنى التاريخي.

وقد استغل الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش، تلك التفجيرات كذريعة لشن أكبر حرب أمريكية في الخارج ضد حركة طالبان التي فازت بالانتخابات الرئاسية الأفغانية حينها، وكانت بذلك أول حركة اسلاموية تتولى إدارة مقاليد دولة بأهمية أفغانستان في حسابات الإستراتيجية الأمريكية في الخارج.

يذكر انه رغم قرار الرئيس ترامب، بتقليص تعداد قوات بلاده في أفغانستان الى أدنى مستوى له إلا أنها مازالت تحتفظ في الوقت الراهن بحوالي 13 ألف جندي من مختلف تشكيلات قوات الجيش الامريكي.

وكانت المفاوضات الجارية بين الجانبين الامريكي والطالباني برعاية قطرية تهدف الى تقليص هذا التعداد بشكل تدريجي في حال تم التوصل الى اتفاق سلام نهائي بينهما، ووضع حد لأعنف مستنقع وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه بعد ذلك الذي كابدته في فيتنام منتصف سبعينيات القرن الماضي.