خالف أعراف من سبقوه إلى البيت الأبيض
ترامب من الرياض إلى حائط المبكى

- 2013

وقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، خلال زيارته أمس، الى إسرائيل، أمام حائط البوراق في مدينة الأقصى الشريف مرتديا قلنسوة يهودية سوداء وراح يردد عبارات تلموذية قبل أن يضع قطعة ورق في إحدى زوايا حائط المبكى، التسمية الصهيونية لأحد أقدس الأماكن في الجزء الشرقي من أولى القبلتين.
كان يمكن لهذه الزيارة أن تمر دون أن تثير الانتباه لولا أن الرئيس ترامب، خالف كل الأعراف التي سار عليها من سبقوه من الرؤساء الأمريكيين الى البيت الأبيض، كونه أول رئيس يحكم أمريكا يزور هذا المكان في مدينة تبقى محل صراع بين المسلمين وإسرائيل.
ورغم أن ترامب زار الحائط لوحده ودون مرافقة أي من المسؤولين الإسرائيليين إلا أن وقوفه وهو رئيس منتخب دفع الى طرح التساؤلات حول موقف إدارته حول مسألة السيادة في القدس الشريف، وهو الذي أكد انه سيعمل على إعادة بعث مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ سنة 2014.
ومهما يكن فإن الزيارة الى هذا المكان بالذات تحمل بالنسبة للمسلمين والفلسطينيين خصوصا دلالات ذات مغزى من رئيس لم يخف نيته في نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى مدينة القدس في تصرف لم يجرؤ أي رئيس قبله على فعله.
يذكر أن زيارات الرؤساء الأمريكيين السابقين الى هذا المكان تمت إما قبل أن يتم انتخابهم أو في نهاية عهداتهم.
ولم يمنع مثل هذا الموقف المنحاز، الرئيس الامريكي التأكيد أن زيارته الى إسرائيل تعطي فرصة كبيرة من أجل تحقيق السلم في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز علاقاتنا الثنائية.
والمفارقة أن مثل هذا الموقف لم يدل به ترامب أمام 55 دولة إسلامية في قمة العاصمة السعودية الرياض والتي ركز فيها فقط على محاربة الإرهاب كأولوية في علاقات بلاده مع دول المنطقة دون سواها من القضايا الأخرى بما فيها القضية الفلسطينية.
وراح وزير الخارجية الامريكي ريكس تليرسون، يقلل من أهمية هذا التجاهل عندما أكد أن الإرهاب الذي يتهدد دول المنطقة سيكون القاسم المشترك بينها من أجل تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيعطي ديناميكية جديدة من أجل إيجاد حل له.
وكانت مصادر أمريكية أكدت أن المحادثات التي أجراها الرئيس ترامب، مع الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم القمة التي جمعته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ستكون مناسبة له من اجل الوقوف على حقيقة الخلافات بين الطرفين قبل التوصل إلى «اتفاق نهائي».
وهو الحلم الذي راود سابقه باراك اوباما، الذي تعهد بإيجاد أرضية لاتفاق نهائي ولكنه غادر البيت الأبيض بعد عهدتين تاركا النزاع وقد عرف تعقيدات اكبر أوصلته الى طريق مسدود، تماما كما حدث مع الرئيس الجمهوري جورج بوش.
ويبقى السؤال المطروح حول حقيقة الحل السحري الذي يحمله الرئيس ترامب، في حقيبته من اجل تسوية أحد أعقد وأطول النزاعات وأخطرها في العالم، في وقت تصر فيه إسرائيل على مواصلة الاستيطان وترفض الانسحاب من مدينة القدس وترفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة!