بومبيو ينهي أول جولة إفريقية بالعاصمة الإثيوبية

تحذيرات أمريكية من «الوعود الوهمية» الصينية

تحذيرات أمريكية من «الوعود الوهمية» الصينية
  • القراءات: 741
م. مرشدي م. مرشدي

أنهى كاتب الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أمس، جولته الإفريقية بمحطة العاصمة الإثيوبية التي استغلها لتحذير الدول الإفريقية من مخاطر الانسياق وراء «الوعود الوهمية»، وقدم الشركات الأمريكية بديلا عنها بدعوى نجاعتها الاقتصادية  وقدرتها على تمكين اإفريقيا من تحقيق إقلاعها.  وأعاد كاتب الخارجية الأمريكي، الترويج لنفس الخطاب الذي سوقه في محطتي العاصمة السنغالية دكار والأنغولية لواندا عندما راح يوجه رسائل قوية باتجاه الدول الإفريقية وواجب تحفظها مما أسماها بالأنظمة السلطوية ووعودها الوهمية الفارغة التي تشجع على تفشي الرشوة والتبعية، في إشارة إلى دولة الصين من دون أن يسميها.

وقال بومبيو الذي يعد أول شخصية أمريكية تزور إفريقيا منذ مارس 2018 في كلمة أمام سفراء الدول المعتمدة في العاصمة الإثيوبية وعدد من رجال الأعمال الأفارقة، إن الدول التي تنساق وراء هذه الوعود، ستتأكد بعد سنوات أنها لم تحقق الرفاهية الاقتصادية التي تسعى إليها وستفقد سيادتها  وستتيقن بعدها أنها لم ولن تحقق الأهداف التي كانت تتوخى الوصول إليها.

وجاء تحرك رئيس الدبلوماسية الأمريكي، في إفريقيا متأخرا بعدة سنوات، مقارنة بتلك التي تقوم بها الصين، التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة أكبر متعامل اقتصادي مع دول القارة عبر مشاريع استثمارية ضخمة عبر صفقات تفاضلية وخاصة في مجال مشاريع البنى التحتية. وكان قرار السلطات الصينية تخصيص 60 مليار دولار خلال قمة الصين ـ إفريقيا شهر مارس 2018 لتمويل مشاريع ضخمة في مختلف بلدان القارة، بمثابة ناقوس إنذار بالنسبة لكل القوى الكبرى الطامحة هي الأخرى في الظفر ولو بجزء من هذه المشاريع المدرة لأرباح طائلة.

كما أثار قرار بكين سنة 2013 بإعادة بعث طريق الحرير باتجاه إفريقيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط حفيظة هذه القوى التي رأت فيه طريقة سلسلة وذكية لفرض المنطق الاقتصادي الصيني على كل العالم، وبالتالي سحب البساط من تحت أقدام دول استعمارية وحتى من تحت أقدام الولايات المتحدة وحتى روسيا التي تريد كلها احتلال موطأ قدم لها في هذه القارة.

وإذا كانت الخلفية الاقتصادية طغت على جولة كاتب الخارجية الأمريكي إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أرادت أن تجعل منها فرصتها للتكفير عن زلات لسانه وقراراته الأخيرة بعد أن وجه الشتائم لعدد من دول جنوب الصحراء التي وصف أنظمتها بالمتعفنة، بدعوى حث رعاياها على الهجرة إلى الولايات المتحدة قبل أن يلجأ قبل أسابيع إلى فرض قيود صارمة على منح تأشيرة الدخول إلى بلاده لمواطني دول إفريقية من بينها، نيجيريا وتنزانيا والسودان وإرتيريا التي لم تتوان في وصفها بالعنصرية والمجحفة.