فنّدت بشدة أخبارا مزيّفة "لفرانس 24" نسبت للرئيس رامافوزا

بريتوريا تصفع الرباط وتؤكد دعمها المطلق للقضية الصحراوية

بريتوريا تصفع الرباط وتؤكد دعمها المطلق للقضية الصحراوية
  • 719
ص. م ص. م

وجهت بريتوريا صفعة إلى المغرب الذي حاول تشويه مواقفها المبدئية بشأن دعمها للقضية الصحراوية، بعد أن فندت بشدة أخبار مزيفة نسبت إلى الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا نشرها موقع "فرانس 24 نيوز" نقلا عن وكالة الأنباء المغربية.

ولم تخف الحكومة الجنوب إفريقية في بيان شديد اللهجة أصدرته، أمس، وزارة العلاقات الدولية والتعاون، امتعاضها الشديد ورفضها القاطع للأخبار المغلوطة والمزيفة التي نشرها الموقع الفرنسي وزعم فيها أن الرئيس الجنوب إفريقي "تبرأ" في كلمته في القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي الـ14 حول "إسكات صوت البنادق" من جبهة البوليزاريو. وأكد البيان أن "حكومة جنوب إفريقيا تعارض بشدة هذه الأخبار الكاذبة" وتؤكد أن المعلومات التي نشرتها" فرانس 24 نيوز" خاطئة تماما وتشوّه بشكل أساسي القرار الذي تم اتخاذه في القمة الاستثنائية الـ14 الاتحاد الافريقي حول موضوع "إسكات البنادق" التي عقدت الأحد الأخير بمدينة جوهانسبورغ عبر نظام التحاضر عن بعد.

ووصفت خارجية جمهورية جنوب إفريقيا "هذا الفعل المشين بالمنافي لمعايير الصحافة"، مؤكدة في هذا السياق أن موقفها بشأن الصحراء الغربية لا يتزعزع، وتدعم بشكل كامل حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية. كما ترى بأن إفريقيا لن تكون حرة ما دامت إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي تخضع للقهر والاستعمار. وبينما جدّد التأكيد على تأييد جنوب أفريقيا لجميع مبادرات السلام التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة بهدف حلّ نزاع الصحراء الغربية، ذكر المحتل المغربي بأن القمة الاستثنائية الأخيرة حول "إسكات البنادق" عبرت عن قلق عميق إزاء تصاعد التوترات العسكرية بين المملكة المغربية والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تطوّرت في الكركرات.

وأضاف أنها دعت إلى "تنشيط  آلية الترويكا وطالبت مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي العمل بما يتماشى مع الأحكام ذات الصلة من بروتوكوله على إشراك البلدين العضوين في الاتحاد الإفريقي لمعالجة الوضع من أجل تهيئة الظروف لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية بما يتماشى مع قرارات وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ذات الصلة وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة تعيين مبعوث خاص للصحراء الغربية"واختتمت وزارة الخارجية الجنوب إفريقيا بيانها بالتأكيد على أن قرار القمة هو إعادة تأكيد لمواقف الاتحاد الإفريقي وجنوب إفريقيا السابقة، والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في معالجة هذا النزاع الطويل الأمد.

وشكل بيان الخارجية الجنوب إفريقية صفعة في وجه الدبلوماسية المغربية التي وجدت نفسها محاصرة خلال القمة الإفريقية بدعوات ومطالب الأفارقة بإنهاء الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية والتشديد على ضرورة تمكين شعبها من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره. وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها الإعلام المغربي لمثل هذه الأكاذيب والمغالطات التي تطال مسؤولين دوليين ضمن محاولة يائسة منه لإيهام الرأي العام المغربي ومعه العالمي بأطروحات المغرب الكاذبة في الصحراء الغربية. والكل يتذكر حادثة التقرير المفبرك الذي نسبته وكالة الأنباء المغربية للأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس شهر سبتمبر الماضي  بشان ثغرة الكركرات وتلقت الرد من المنظمة الدولية عن أكاذيبها.

وغالبا ما تختار وسائل الاعلام التابعة للنظام المغربي وبعناية توقيت حملتها المسعورة ضد القضية الصحراوية مع اقتراب مواعيد هامة وحاسمة للقضية كمناقشتها على طاولة مجلس الأمن الدولي خشية من أي إجراءات أو قرارات قد تسقط الوهم الذي يعيش فيه المغرب بأراضي ليست ملكه. وهو ما حدث خلال القمة الاستثنائية الافريقية التي أنصفت الشعب الصحراوي على الأقل بموافقتها على مشروع قرار بشأن قضية الصحراء الغربية كان بمثابة رد وتصد لمحاولات الاحتلال المغربي لتحييد هذه القضية عن موضوع "إسكات البنادق".

وخرج المغرب من هذه القمة خالي الوفاض بل ويجر أذيال الهزيمة بعد أن ورد ذكر القضية الصحراوية في أربعة تقارير مختلفة للقمة أعرب على إثرها عديد القادة الأفارقة عن دعمهم لحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير والاستقلال. وطالبوا الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤوليتهما إزاء تصفية الاستعمار من القارة الأفريقية.

ص. م