بعد فشل قوات بارخان الفرنسية في مهمة محاربة الإرهاب

باريس تقحم دول غرب إفريقيا في دعم دول الساحل

باريس تقحم دول غرب إفريقيا في دعم دول الساحل
  • القراءات: 608
م. م م. م

رافع الوزير الأول الفرنسي، إدوارد فليب أمس، بالعاصمة السينغالية، عن المقاربة الأمنية لبلاده في منطقة الساحل، داعيا دولها إلى شن حرب بدون هوادة ضد التنظيمات الإرهابية قبل أن يحث كل دول منطقة غرب إفريقيا إلى الانخراط في هذه المقاربة من أجل وضع حد لهذه التهديدات.

وقال الوزير الأول الفرنسي خلال منتدى دولي احتضنته العاصمة داكار تحت شعار "حول السلم والأمن" في إفريقيا إن التنظيمات الإرهابية استغلت ضعفنا وانعدام التنسيق فيما بيننا وضعف وسائلنا العسكرية والتكوينية لتوسيع نطاق عملياتها في مختلف دول منطقة الساحل.

وجاءت زيارة الوزير الأول الفرنسي أسبوعا فقط بعد إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن قرارات وشيكة لتحسين آليات محاربة الإرهاب مباشرة بعد استقباله لرؤساء دول النيجر والتشاد ومالي.

وهو ما يفسر خلفيات الدعوة التي وجهها وزيره الأول باتجاه دول غرب إفريقيا لإقحام قواتها في معادلة الحرب المفتوحة ضد الإرهاب ضمن خطة مقصودة لتخفيف الضغط عن قوة "بارخان" التي وجدت نفسها ومعها السلطات السياسية الفرنسية في مأزق حقيقي وسط انتقادات متزايدة لأحزاب اليمين الفرنسي كلما سقط جندي فرنسي في هذه المنطقة الساخنة.

وقال إدوارد فليب مبررا هذه الدعوة إن دول غرب إفريقيا، ورغم أنها لا تواجه خطر الإرهاب بشكل مباشر إلا أنها تبقى معنية بمحاربته وإفشال مخططاته عبر انخراطها في الجهد الإقليمي بدعم من الشركاء الدوليين.

وهو ما يتطلب ـ كما أضاف ـ من حكومات المنطقة وقواتها المسلحة عدم ترك أي مجال لتحرك عناصر التنظيمات الإرهابية، داعيا لأجل ذلك إلى مواجهة الوضع القائم كما هو في حقيقته الدموية، في إشارة إلى العمليات الإرهابية وعدد الضحايا الذين سقطوا في مختلف بلدان هذه المنطقة.

ولكن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني طالب خلال نفس الندوة بتفويض دولي أوسع لمحاربة التنظيمات الإرهابية ضمن مقاربة أيده فيها الرئيس السينغالي، ماكي سال وخاصة بالنسبة لقوة حفظ السلام الأممية  «مينوسما" التي تم نشرها قبل سنوات في دولة مالي.

وتساءل الرئيس السينغالي عن سر استفحال الخطر الإرهابي في منطقة الساحل رغم تواجد حوالي 30 ألف رجل وعدم قدرتنا على القضاء على حفنة إرهابيين؟ ليجيب بضرورة وضع تقييم لمهمة الأمم المتحدة التي يتعين عليها أن تعيد النظر في أهداف تواجدها في مالي وما جدوى ذلك في ظل استمرار سقوط قتلى في كل يوم.

وطالب لأجل ذلك الصين وروسيا ومجلس الأمن الدولي بتمكين قوة "مينوسما" من مهمة أوسع من مجرد حفظ السلام وهو ما رافع من أجله نظيره الموريتاني الذي أكد أن المهمة الحالية لبعثة الأمم المتحدة ليست متماشية مع راهن الوضع في مالي وكل منطقة الساحل بما يستدعي منها تكييف هذه المهمة للقضاء على الإرهاب.

يذكر أن قوة "5 ـ ساحل" التابعة لدول المنطقة الخمس والمقدر تعدادها بحوالي خمسة آلاف رجل لم تتمكن إلى حد الآن من الاضطلاع بمهمتها في غياب التمويل الكافي لعملياتها العسكرية وتخاذل الدول المانحة في تمويلها في نفس الوقت الذي بقيت فيه مهمة حفظ السلام الأممية في مالي المقدر عدد جنودها بحوالي 15 ألف رجل منحصرة في نطاق ضمان الأمن من دون القيام بعمليات عسكرية، بينما فشلت قوة "بارخان" الفرنسية المقدر تعداد عناصرها بـ 4500 عنصر في القضاء على الإرهاب في شمال مالي قبل أن توسع نطاق عملياتها إلى دول النيجر والتشاد.

ورغم ذلك، فإن إدوارد فليب لم يفوت المناسبة للإشادة بدور قوات بلاده في المستنقع الأمني في منطقة الساحل وقال إننا تمكنا من القضاء على الإرهاب في بعض معاقله أو على الأقل احتواء تحركات عناصره وإبطال تهديداته في مناطق أخرى.

وجاءت تصريحات المسؤول الفرنسي في سياق التدهور الكبير الذي عرفته مناطق في شمال مالي والنيجر وشمال بوركينا فاسو التي عرفت في الأشهر الأخيرة تصعيدا أمنيا خطيرا قابله فشل مختلف القوات المنتشرة فيه في احتواء المد الإرهابي فيها.