بعد قرار ترامب المفاجئ بوقف مفاوضات السلام مع طالبان

انهيار اتفاق السلام قبل خروجه للنور

انهيار اتفاق السلام قبل خروجه للنور
  • القراءات: 1032
ص. محمديوة ص. محمديوة

في وقت كان ينتظر فيه الجميع الإعلان عن اتفاق وشيك وصف بـ«التاريخي” بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان لوضع حد لحرب مدمرة دامت 18 سنة في أفغانستان، خرج الرئيس الأمريكي بمفاجأة أقل ما يقال عنها أنها ”قنبلة مدوية” بإعلانه قطع مفاوضات السلام بعد عام من انطلاقها بين واشنطن والحركة المسلحة.

ففي قرار مفاجئ، لكنه ليس بالغريب عن رئيس أمريكي اعتاد الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل واتخاذ قرارات فجائية، قال دونالد ترامب في تغريدة على توتير، مساء أول أمس، إنه ألغى لقاء سريا كان مقررا مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني وأيضا مع ”القادة الرئيسيين لطالبان” كل على حدا بكامب ديفيد بالولايات المتحدة.

وبرر الرئيس الأمريكي موقفه بالإعراب عن أسفه كون طالبان تبنت التفجير الذي استهدف العاصمة الأفغانية كابول الخميس الماضي وتسبب في مقتل واحد من أكبر الجنود الأمريكيين إضافة إلى 11 شخصا آخر.

ويعد ذلك التفجير الثاني من نوعه في ظرف أيام قليلة يستهدف كابول والذي سارعت حركة طالبان إلى تبني مسؤوليتها عنهما رغم انخراطها منذ عام في مسار للسلام مع الولايات المتحدة كانت كل المعطيات تشير إلى أنه سينتهي باتفاق وشيك خلال الأيام القليلة القادمة ويضع حد للصراع الدائر في أفغانستان.

والمفارقة أن الرئيس الأمريكي الذي قضى في رمشة عين على مجهود عام بأكمله قاده مبعوثه خليل زلماي زاد، اتخذ مثل هذا القرار المثير للجدل رغم أن طالبان وطيلة فترة المفاوضات لم تتوقف عن تنفيذ عمليات تفجير مماثلة وواصلت هجماتها ضد القوات الأفغانية المدعومة بقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وهو ما يطرح التساؤل حول سبب إعلان الرئيس ترامب وضع نهاية لمفاوضات السلام مع طالبان وهي التي بلغت مراجل جد متقدمة. ويجد مثل هذا التساؤل مصداقيته خاصة وأن الإعلان يأتي عشية ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر 2001 التي اتخذتها واشنطن حينها ذريعة لغزو أفغانستان بدعوى القضاء على المنظمات الإرهابية التي قالت إنها تتخذ من هذا البلد ملجأ لها في إشارة إلى تنظيم ”القاعدة”. وتمكنت حينها وبدعم من حلف الناتو من الإطاحة بنظام طالبان التي دخلت في حرب عصابات استمرت إلى يومنا هذا.

وفي أول رد فعل لها على قرار الرئيس الأمريكي، حذرت طالبان الولايات المتحدة من أنها ستعاني أكثر، حيث قالت في بيان أصدرته أمس إن ”أمريكا ستعاني أكثر من الآخرين.. مصداقيتها ستكون على المحك.. ستزداد خسائرها البشرية والمالية”. وأضافت أنها ”لن ترضى بأي شيء سوى إنهاء الاحتلال.. وستواصل جهادها لبلوغ هذا الهدف الكبير”.

ولكن الحركة المسلحة عبرت عن قناعتها بأن واشنطن ستعود مجددا إلى طاولة التفاوض في موقف ذهب إليه حتى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الذي لم يستبعد، أمس، إمكانية استئناف المفاوضات مع طالبان.

وقال بومبيو إن الرئيس الأمريكي لم يقرر بعد ما إذا كان سيواصل نحو الأمام باتجاه سحب قواته من أفغانستان كما جاء في مضمون مشروع الاتفاق بين واشنطن وطالبان، معبرا عن أمله في أن ”تغير طالبان من طريقتها وتفي بالتزاماتها التي تعهدت بها” قبل أن يواصل أن ”كل هذا يجب أن يتم تسويته بالحوار”.

وأمام هذا الوضع المفاجئ، حيت الحكومة الأفغانية بحذر أمس ما وصفتها بـ«الجهود الصادقة” لواشنطن، في حين ذهب مكتب الرئيس الأفغاني إلى التأكيد على أنه ”ألح دائما على أن استتباب سلام دائم لن يتأتي إلا إذا أوقفت طالبان قتلها للأفغانيين والقبول بوقف إطلاق النار ومحادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية”.