مطالبا المجتمع الدولي بردع الكيان المحتل وكبح تصعيده الطائش.. بن جامع:
الهجوم الصهيوني على الدوحة إهانة للدبلوماسية

- 186

أكدت الجزائر، أول أمس، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أن العدوان الصهيوني الأخير على الدوحة، استهدف وسيطا مرموقا يعمل من أجل السلام، ما يثبت أن الاحتلال لا يسعى إلى السلام بل يعمل على إدامة الحرب، مطالبة المجتمع الدولي بردع الكيان الصهيوني وكبح تصعيده الطائش.
في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط تناولت العدوان الصهيوني الأخير على قطر، قال السيد بن جامع، "نلتقي اليوم مرة أخرى في أعقاب فعل خطير وغير قانوني ارتكبته إسرائيل"، معتبرا الهجوم الأخير على الدوحة "يتعدى كونه انتهاكا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة إلى إهانة للدبلوماسية".
كما أضاف أن "الهجوم استهدف وسيطا يستحق الثناء، يعمل بلا كلل أو ملل لإنهاء إراقة الدماء في غزّة، وهو ما يثبت بشكل قاطع أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى إلى التوصل إلى السلام ولا إلى إطلاق سراح الرهائن ولا إلى إنهاء الأعمال العدائية، بل يسعى إلى إدامة الحرب". وجدد بن جامع، إدانة الجزائر بأشد العبارات العدوان الصهيوني الجبان الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وإعرابها عن تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة وشعبها، مشيرا إلى أن "العالم يشاهد ما يحدث ويشعر بالعجز أمام صور مروّعة من الدمار واليأس الإنساني".
وبعد أن أوضح أنه "في غضون أيام ضربت إسرائيل كلا من سوريا ولبنان واليمن، والآن ضربت وسيطا مرموقا يعمل من أجل السلام و هي دولة قطر"، منبّها إلى أن الكيان الصهيوني "يتصرف وكأنه فوق القانون، وكأن القانون لم يكن وكأن الحدود غير موجودة وكأن السيادة هي مفهوم يمكن الاستغناء عنه، كما يتصرف وكأن ميثاق الأمم المتحدة يمثل نصّا واهيا، وفي تلك الأثناء يتم القضاء على أرواح الآلاف من الأبرياء في غزّة".
وفي السياق، أكد ممثل الجزائر أن "هذه ليست قوة، بل أعمال طائشة وفعل من أفعال الجنون من حكومة متطرّفة تدفع المنطقة والعالم بأكمله نحو الهاوية، وتعتقد أنها يمكن أن تفلت من العقاب".
وأمام ما تقترفه إسرائيل من انتهاكات قال بن جامع، إنها "تستمر في التعويل أساسا على الوحشية وتعتقد أن القمع هو قوة والإكراه هو الذي يجلب الأمن، لكن التاريخ علّمنا أن طريق الهيمنة لا يأتي لا بالسلام ولا بالاستقرار، فالعنف يولّد العنف والإفلات من العقاب يولّد الحرب"، محذّرا من أن "صمت المجتمع الدولي وصمت هذا المجلس يؤجّج الفوضى".
وبعد أن أشار إلى أن "المجلس غير قادر على التحرك ولا على تسمية المعتدي وتوصيف العدوان بأنه انتهاك للقانون الدولي"، تساءل السيّد بن جامع، قائلا "متى سيستيقظ المجتمع الدولي ويفي بمسؤولياته ويردع المحتل ويوقف الجرائم، ومتى سيكبح هذا التصعيد الطائش الذي يهدّد المنطقة بأكملها والعالم".
ودعا في هذا السياق إلى "ضرورة تحرك حقيقي وتدبير لإخضاع إسرائيل للمساءلة بما يكسر حلقة الإفلات من العقاب"، مؤكدا على "ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن الدولي، جميع الأدوات المتاحة بما في ذلك الجزاءات قبل فوات الأوان".