بعد أن وصف مسؤول صحراوي الخطوة بـ"الأمر الخطير"

الناتو يسحب خريطة للمغرب تضم أجزاء من الصحراء الغربية

الناتو يسحب خريطة للمغرب تضم أجزاء من الصحراء الغربية
  • القراءات: 919
ق. د ق. د

سحب حلف شمال الأطلسي، أمس، من مقال حول برنامج تعزيز تعليم الدفاع، خريطة جغرافية للمغرب تدرج إقليم الصحراء الغربية المحتلة ضمن حدوده الدولية وسارع إلى استبدالها بالخريطة القديمة التي تحدّد بشكل واضح الحدود المعترف بها دوليًا بين الصحراء الغربية والمغرب.

وشكل هذا الاستدراك صفعة موجعة لوسائل الإعلام المغربية التي سارعت إلى وصف هذا الحيف في حق الشعب الصحراوي بـ "الإنجاز " واعتبرت تلك الخريطة بمثابة "اعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية (...) باعتماد الخريطة الكاملة للمغرب".

وراح المنتفعون من ريوع المخزن من أشباه الصحفيين في المغرب إلى الزعم، أنه بعد البيت الأبيض جاء دور الحلف الأطلسي للاعتراف بـ"سيادة" المغرب على هذه الأراضي المحتلة رغم حلف "الناتو" لم ينشر أي بيان حول "سيادة المغرب على الصحراء الغربية" أو حول "المصادقة على خريطة المغرب".

وتعمدت مختلف وسائل الإعلام المغربية تجاهل عن قصد الخريطة التي نشرها الحلف الأطلسي على موقعه الرسمي والخريطة المنشورة في التقرير السنوي للأمين العام لهذه الهيئة العسكرية سنة 2019، في الصفحة 20، حيث تظهر الصحراء الغربية منفصلة تمامًا عن الأراضي المغربية.

وجاء هذا التدارك بعد أن وصف، البشير مصطفى السيد، مستشار الرئاسة الصحراوية المكلف بالشؤون السياسية، إقدام حلف شمال الأطلسي على نشر الخريطة بـ"الأمر الخطير". وقال في تصريح  لوكالة الأنباء الجزائرية، إنه لم يصدر أي بيان رسمي للحلف يعلن من خلاله  "انحرافه عن الإجماع الدولي بشأن الوضع الشرعي والقانوني لإقليم الصحراء الغربية" الذي يحتل المغرب 80 في المئة منه بشكل غير قانوني.

وأكد أن السلطات الصحراوية "ستتواصل مع الحلف الأطلسي من أجل الاستفسار وطلب الشروحات حول هذا الموقف الذي يهدّد بتأجيج النزاعات وزعزعة الاستقرار في المنطقة".

وأبرز المسؤول الصحراوي أن ما أقدم عليه حلف "الناتو " يحوّل إقليم مرشح لتصفية الاستعمار عبر مخطط مفصل وواضح للتسوية صادق عليه مجلس الأمن الدولي وأنشأ من أجل تطبيقه بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" إلى ميدان حرب باردة بين ديناصور الاحلاف العسكرية وشعب صغير يكافح من أجل تحقيق تعهد التزم به المجتمع الدولي".

وأضاف أن "توجها ارتجاليا كهذا وسلوكا عشوائيا من هذا النوع لا يليق بحلف بوزن "الناتو" الذي عليه أن يحترم أعضاؤه ومؤسساته ولا يمرر مواقف ضد الشرعية والقانون الدوليين من فوق رؤوس الشركاء ويدوس بالسرية والخلسة على كل قيم الحرية والديمقراطية التي ينادي بها".

ونشر حلف الناتو مؤخرا على موقعه الرسمي في برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع للحلف، خريطة جغرافية جديدة للمغرب تضم أجزاء من الصحراء الغربية المحتلة. وجاء ذلك بعد اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية مقابل إقامة الرباط علاقات دبلوماسية مع الكيان الاسرائيلي.

ويأتي هذا التغيير في تناقض واضح للخرائط السابقة التي كان يعتمدها الحلف في وقت سابق والتي تظهر المغرب داخل الحدود المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، مع فصل الصحراء الغربية عنها بخط والتي تصنفها الأمم المتحدة في قائمة الاقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

ووفقا لخطة التسوية الأممية فقد تم إنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" بموجب قرار مجلس الأمن رقم "690" الصادر سنة 1991 بناء على مقترحات للتسوية وافق عليها طرفا النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب في 30 أوت 1988، والتي حددت خطة قائمة على التحضير لاستفتاء تقرير المصير لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال وتقرير المصير.