نفذت عملية نوعية في خان يونس وكمينا ضخما في رفح
المقاومة تضرب بقوة وتلحق خسائر فادحة بقوات الاحتلال

- 200

ضربت المقاومة الفلسطينية بقوة أمس، بتنفيذها عملية نوعية في خان يونس جنوب قطاع غزّة ضد جيش الاحتلال الصهيوني، وكمين ضخم في رفح إلى الجنوب، ألحقت خسائر فادحة بقواته التي تجد نفسها في كل مرة غارقة في وحل غزّة.
بعد 22 شهرا كاملة من القصف والإبادة والحصار والتجويع فوجئت قوات جيش الاحتلال وكل الكيان الصهيوني بصمود وكفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته المستمرة بالروح والدم، والتي نفذت أمس، عملا بطوليا وقد خرج مقاوموها من تحت الأنقاض والركام واشتبكوا مع جنود الاحتلال ما بين المباني المنهارة والمدمرة في مشهد أقل ما يقال عنه إنه "بطولي".
وفي عملية نوعية وصفتها الصحافة العبرية بـ"الحدث الأمني غير المسبوق" و"الاستثنائي" تمكنت ثلّة من عناصر المقاومة الفلسطينية صباح أمس، من الإغارة على موقع مستحدث لقوات جيش الاحتلال الصهيونية جنوب شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة بقوة من كتائب "القسام" قوامها فصيل مشاة.
واقتحم مقاتلو القسام الموقع واستهدفوا عددا من دبابات الحراسة من نوع "ميركفاه4" بعدد من عبوات "الشواظ" وعبوات العمل الفدائي وقذائف "الياسين105". كما استهدفوا عددا من المنازل التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال لتثبيتها بـ6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرشاشة.
واقتحم عدد من عناصر المقاومة المنازل وأجهزوا بداخلها على عدد من جنود الاحتلال من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكن القسام أيضا من قنص قائد دبابة "ميركفاه 4" وإصابته إصابة قاتلة. ودكوا المواقع المحيطة لمكان العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدة، وتم دك موقع العملية بعدد من قذائف الهاون لتأمين انسحاب المقاومين من المكان.
وفور وصول قوة الإنقاذ الصهيونية قام أحد الاستشهاديين بتفجير نفسه في الجنود وأوقعهم بين قتيل وجريح واستمر الهجوم لعدة ساعات ورصد خلاله عناصر المقاومة هبوط الطيران المروحي الصهيوني للإخلاء.
ووصفت الصحافة العبرية عملية القسام بأنها "حدث غير مسبوق" وقالت إنها "جاءت بعد عامين من الحرب وقد خرجت خلية من ما لا يقل عن 14 مسلّحا وعلى الأرجح قرابة 20 من فتحة نفق قرب موقع للجيش في جنوب قطاع غزّة، وبدأوا بإطلاق قذائف مضادة للدروع ونيران رشاشات باتجاه قوات الجيش داخل الموقع". ودار الحديث في الكيان الصهيوني عن هجوم منظم، حيث قدر جيش الاحتلال أن الخلية خططت للتسلل إلى الموقع وحتى أسر جنود.
وبالموازاة مع عملية خان يونس، نصبت المقاومة الفلسطينية كمينا ضخما في رفح جنوب القطاع، اقتحمت على إثره موقعا لجنود الاحتلال الصهيوني وقتلت كل من فيه، حيث تحدث جيش الاحتلال عن مقتل وإصابة 11 جنديا صهيونيا في رفح.
وتأتي مثل هذه العمليات النوعية التي لا تزال المقاومة قادرة على تنفيذها، رغم استمرار العدوان الصهيوني وسعيه بكل السبل والوسائل القذرة والمحرمة دوليا للقضاء عليها، لتؤكد صمودها واستمرارها في المقاومة إلى غاية آخر نفس فيها.
وسبق لأبي عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام" الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن توعد قوات الاحتلال بأن عمليتها العسكرية في غزّة لن تكون "نزهة" وإنما ستكون بمثابة مقبرة لجنودها وحتى إمكانية أسرهم.
وقد شهد العالم أجمع كيف تواجه المقاومة العدوان الصهيوني وكيف يصب جيش الاحتلال غضبه، في ظل عجزه عن القضاء عليها، على المدنيين العزّل الذين يتعامل مهم كدروع بشرية ويقصفهم بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، ويحرمهم من أدنى متطلبات العيش ويمارس في حقّهم سياسة التجويع وكل ذلك من أجل إركاع الشعب الفلسطيني في غزّة ومن ورائه المقاومة.
وفاة181 عامل في الإغاثة الإنسانية بغزة في 2024
وزير الخارجية الإيطالي يدعو إلى وقف إطلاق النار
دعا نائب رئيس الوزراء الإيطالي، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أنطونيو تاياني، إلى وقف إطلاق النار ووقف ارتكاب المذابح في قطاع غزة، الذي يعيش إبادة جماعية صهيونية منذ أكثر من 22 شهرا.
قال الوزير تاياني في تصريحات صحفية إن بلاده "ضد غزو قطاع غزة واحتلال أجزاء من الضفة الغربية المحتلة بالمستوطنات وكذلك هجمات قوات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين". وشدّد على أن من يسمى بـ"رئيس حكومة" الاحتلال الصهيوني، المدعو نتنياهو، يتجاهل مطالب نصف العالم بهذا الصدد، موضحا أن هدف بلاده هو "إقامة دولة فلسطينية".
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن عددا كبيرا من العاملين بمجال الإغاثة الإنسانية توفوا في قطاع غزة. وقال متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إنّ ما لا يقل عن 390 عامل في مجال الإغاثة الإنسانية فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم في جميع أنحاء العالم عام 2024 بينهم 181 قُتلوا في غزة. وأضاف أنه "لا يمكن للعالم أن يتغاضى عن هذا الوضع في وقت أصبحت فيه الاعتداءات على عمال الإغاثة والأشخاص الذين يحاولون تقديم المساعدة أمرا روتينيا". وذكر أن اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يحييه العالم في 19 أوت من كل عام يتزامن هذا العام مع تسجيل وفاة عديد العاملين بمجال الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها القوات الصهيونية بحق الفلسطينيين منذ أكثر من 22 شهرا. وشدّد على أن عمال الإغاثة في غزة يخاطرون بأنفسهم بشجاعة من أجل بقاء الآخرين كما يكافحون من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.
وتستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة في التفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها قوات الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023. وتغلق سلطات الاحتلال منذ الثاني مارس الماضي جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة بغزة.