استشهاد الطاقم الصحفي التابع لقناة "الجزيرة" في قصف الاحتلال لغزة
الكيان الصهيوني يواصل اغتيال الحقيقة

- 150

وقع الخبر المفجع باغتيال الطاقم الصحفي الذي يعمل في قطاع غزة لحساب قناة "الجزيرة" القطرية كالصاعقة على مسامع كل من يتابعون أخبار غزة بصوت أنس الشريف ومحمد قريقع، على وقع مشاهد المذابح والجرائم التي تنقلها كاميرات باقي الصحافيين المصورين، وقد ارتفع عدد ضحايا هذا العدوان الجائر من الصحافيين إلى 238 صحفي استشهدوا جميعهم برصاص وقصف الاحتلال الغادر.
ويأتي اغتيال الصحافين الفلسطينيين أنس الشريف ومحمد قريقع إلى جانب أربعة إعلامين مصوّرين آخرين، وهم كل من محمد الخالدي وإبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل، في قصف صهيوني عنيف استهدف خيمتهم ليلة الأحد إلى الاثنين، بمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ليكرس وحشية هذا المحتل الغاصب الذي وجد في صمت العالم ذريعة لمواصلة مذبحته في غزة وقتل كل صوت يصدح من أجل كشف الحقيقة ونقلها للعالم.
وهو ما أثار موجة إدانة عارمة خرج صداها من أسوار منظمة الأمم المتحدة التي أدانت بشدة اغتيال الصحافيين الستة، واتهمت في بيان نشرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان، إسرائيل باستهداف الخيمة التي تأوي هذا الطاقم الصحفي في خرق خطير للقانون الإنساني الدولي، الذي لم يعد له أي وجود أو أثر بالنسبة لكيان صهيوني اعتاد الدوس على كل القوانين والأعراف الدولية مادام لا يجد لحد الساعة أي جهة قادرة على ردعه حتى وهو يقترف أبشع الجرائم في حق الإنسانية.
ونفس موقف الإدانة عبر عنه الوزير الأول القطري، محمد بن عبد الرحمان آل ثاني الذي قال إن "استهداف إسرائيل المتعمد للصحفيين في قطاع غزة يكشف مدى تجاوز هذه الجرائم للخيال"، كما أدانت منظمات غير حكومية على غرار "مراسلون بلاد حدود" ولجنة حماية الصحافيين هذا الإجرام الصهيوني البشع في حق العاملين في الإعلام بغزة.
مطالب متكررة لتمكين الصحافيين الأجانب من دخول غزة
وفي تصريح صحافي، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية بالجزائر "حماس"، يوسف حمدان، أن استهداف مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف وحمد قريقع والطواقم الصحفية هو إمعان في الإجرام الصهيوني الذي يأمن ردود الأفعال ويستمر في الدوس على كل المواثيق والأعراف الدولية.
وقال إنّ مرور الجرائم السابقة دون عقوبات رادعة جرّأ الاحتلال على هذا المستوى من الإجرام وقد غيب قتلة الصحافيين الصهاينة أكثر من 260 صحفي خلال هذا العدوان على غزة من أجل اغتيال الحقيقة وقتل السردية التي تفضح اجرام الاحتلال ينفرد بنشر التضليل والترويج لافتراءات تنكر وجود المقتلة والتجويع وجرائم الإبادة كما يفعل نتنياهو في كل مرة يخرج فيها للإعلام الغربي.
وجدّد حمدان مطالبة الحركة السابقة والمتكررة لإجبار الاحتلال على دخول الصحافيين الأجانب إلى غزة وتوثيق ما يجري ونقله للعالم والسماح بممارسة الصحافة الدولية لحقها في نقل الحقيقة والوصول إلى المعلومة بدون الرقابة المنع الصهيوني، مشدّدا على ضرورة إفشال مخططات الاحتلال بارتكاب جرائمه وفضح نواياه البشعة تجاه غزة تحت جنح التغييب والتضليل والتزييف والعبث بالرأي العام الدولي.
كما دعا الجهات الصحفية والمؤسّسات الحقوقية في الجزائر وخارجها إلى التنسيق المشترك والمرافعة القانونية ضد هذا الاحتلال الفاشي في كل المساحات الدولية للضغط عليه ومؤسساته ومصالحه وشركائه في كل مكان.
وكانت "حماس" أكدت أن اغتيال الاحتلال الصهيوني لصحفيي قناة الجزيرة "جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية"، وقد التحقوا بـ232 صحفي اغتالهم الاحتلال الصهيوني منذ بدء الحرب في أوسع استهداف للصحفيين يشهده العالم، مؤكدة أن العملية جاءت بعد تهديدات مباشرة للضحايا في محاولة لإسكات صوت الحقيقة.
وبينما أكدت أن "الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره, ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية"، اعتبر "حماس" أن "الصمت الدولي شجع الاحتلال الصهيوني على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة".
وهوما جعلها تحذّر من أن "اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقى منهم، يمهد لجريمة كبرى يخطط الاحتلال لارتكابها في مدينة غزة بعد إسكات صوتها الإعلامي ليستفرد بأهلها وينفذ مجازره بعيدا عن أعين العالم". وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة الجريمة ووقف الانتهاكات ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية.
ونفس المطالب رفعها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي دعا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة. وحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النَّكراء الوحشية.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة. كما طالبها إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.