في صفعة أخرى للدبلوماسية المغربية

الغذاء العالمي يبدّد "أوهام" الرباط حول المساعدات الموجهة للاجئين الصحراويين

الغذاء العالمي يبدّد "أوهام" الرباط حول المساعدات الموجهة للاجئين الصحراويين
  • القراءات: 854
ق. د ق. د

كذّب برنامج الغذاء العالمي المزاعم المغربية بوجود "تحويل" للمساعدات الإنسانية الموجهة  للاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف إلى غير وجهتها.

 

قال حسين بلعيد، المختص في القضايا الإفريقية إن المغرب حاول إعادة التشهير لهذه القضية من خلال نبش مضمون تقرير مزيف أعده المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، ومحاولة إخراجه عن سياقه الحقيقي يعود تاريخ إصداره إلى 13 سنة خلت وأثار حينها استنكارا شديدا في أعلى دوائر صناعة القرار في الاتحاد الأوروبي.

وأكد برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة والموجود مقره بالعاصمة الإيطالية "وتبديدا لأوهام المخزن" حول هذه المساعدات والعدد الحقيقي للاجئين الصحراويين، التزامه بمخرجات اجتماع مجلس إدارته شهر جوان من العام الماضي، وكذا المذكرة الشفوية التي أصدرها في 14 ماي الأخير، والتي أكدت مواصلة إيصال المساعدات الإنسانية لفائدة المستضعفين من اللاجئين الصحراويين والمعرضين لانعدام الأمن الغذائي طبقا للمبادئ الإنسانية والتزام الاستقلالية والحياد".

وأكد برنامج الغذاء العالمي " بام" من جهة ثانية أن مسألة إحصاء اللاجئين تقع على مسؤولية الحكومة المستضيفة ووكالة الأمم المتحدة للاجئين"، وأن دوره ينحصر فقط في تقدير عدد اللاجئين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية على أساس منهجي يعتمد عل تقييم موضوعي بالتعاون مع وكالات إنسانية دولية أخرى.

كما نفى برنامج الغذاء العالمي بشكل قطعي ما ادّعته الوشاية المغربية التي قالت بإخضاع السلطات الجزائرية هذه المساعدات لرسوم جمركية، وأكد أن الجزائر قامت اكثر من ذلك بإلغاء حتى الرسم على القيمة المضافة على عكس البلدان الأخرى التي تنشط فيها".

وأكدت الوكالة الأممية، أن التسهيلات الجزائرية  الخاصة بالمساعدات الموجهة لمخيمات اللاجئين تشمل أيضا الإعفاء من إجراءات التخليص الجمركي، والإجراءات المينائية وضمانها نقل المساعدات على عاتقها إلى غاية مستحقيها في مخيمات اللاجئين تنفيذا للتشريع الضريبي الجزائري الذي يعفي من الرسوم الجمركية والرسم على القيمة المضافة، جميع المساعدات التي تصل الجمعيات ذات الطابع الإنساني والخيري التي تعمل في الجزائر.

وأكد برنامج الغذاء العالمي، من جهة أخرى بخصوص التدقيق في الإحصائيات الخاصة بهذه المساعدات أنها عملية تتم بشكل دوري ومنتظم، وأن آخر تدقيق أجراه المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية، حول المساعدات الغذائية في الجزائر تم في خلال العام الماضي.

وقال حسين بلعيد، إن الدبلوماسية المغربية أعطت أوامرها إلى جميع قنصلياتها في أوروبا للقيام بحملة واسعة لتشويه سمعة جبهة البوليزاريو ومعها الجزائر عبر إقامة "تحالف" مع اليمين الأوروبي المتطرف، معتمدة هذه المرة على كذبة تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين.

واعتمدت في ذلك على حملة تضليل واسعة جندت لها نوابا أوروبيين متطرفين من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وجمهورية التشيك، ضمن محاولة للضغط على مختلف الهيئات الإنسانية الأممية مثل برنامج الغذاء العالمي، لحملها على إعادة النظر في أعمالها الإنسانية اتجاه اللاجئين الصحراويين.

ثناء على دور الجزائر "الكبير"

وفي نفس السياق أشاد برنامج الغذاء العالمي، بدور الجزائر "الكبير" في توفير كل الظروف وكل التسهيلات لنقل وتوزيع المساعدات الإنسانية على مستحقيها من اللاجئين الصحراويين.

وجاء هذا الموقف تفنيدا لثلاث مذكرات أصدرها سفير المغرب لدى وكالات الأمم المتحدة بالعاصمة الإيطالية، وأكد "أن الحكومة الجزائرية البلد المضيف للاجئين الصحراويين تساهم بشكل كبير في هذا العمل الإنساني من خلال تسهيل عمليات التخليص الجمركي في الموانئ ونقل الإمدادات نحو المخيمات".

وأكدت المفوضية الأوروبية في تقرير سلمته إلى البرلمان الأوروبي، حول المساعدات الإنسانية الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي صدر الاثنين الماضي، أن المساعدات المقدمة للاجئين الصحراويين نفذت في "ظروف جيدة" وقد حققت نتائج مشجعة بخصوص توفير الأغذية ومعالجة سوء التغذية" المتزايد بين الأطفال والنساء بمخيمات اللاجئين الصحراويين وتوفير المياه الصالحة للشرب، كما وفرت حوالي 80 بالمائة من الأدوية الأساسية وغيرها من إعانات إعادة تهيئة البنى التحتية لعدد من المرافق الاجتماعية".