أحيت عيدها الوطني السبعين بأكبر استعراض في بكين

الصين من كيان غير معترف به إلى أقوى دولة في العالم

الصين من كيان غير معترف به إلى أقوى دولة في العالم
  • 1151
م. م م. م

”لا شيء بإمكانه زعزعة الأمة الصينية ولا المساس بأسسها ولا الحيلولة دون تحقيق تقدمها”، بهذه العبارة التي حملت رسائل قوية باتجاه القوى المنافسة، أعطى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إشارة انطلاق أضخم استعراض عسكري في قلب العاصمة بيكين، إحياء للذكرى السبعين لميلاد جمهورية الصين الشعبية في الفاتح أكتوبر سنة 1949.

وعاد الصينيون بذاكرتهم الجماعية سبعة عقود إلى الوراء عندما وقف مؤسس الدولة الصينية الحديثة وموحدها، ماو تسي تونغ في ساحة، تيان آن مين ”ساحة الشعب” في ذلك اليوم التاريخي ليعلن ميلاد دولة أُسست على الأفكار الشيوعية ولكن بصبغة صينية، أهلتها لأن تتحول في أقصر مدة إلى أكبر قوة صناعية وعسكرية لها كلمتها في المحافل الدولية.

وحاول الرئيس الصيني الحالي من خلال ارتدائه بدلة اقترنت على مدى  عقود بشخصية الرئيس، ماو تسي تونغ خلال إلقاء خطابه الذي لم يدم سوى سبع دقائق، التأكيد على تشبعه بأفكار مؤسس الدولة الصينية الذي نجح في إحداث ثورة ثقافية داخل أحد أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم، ولكنه أضاف لمسته في دواليب دولة استطاعت الخروج من قوقعتها  الإقليمية لتتحول في بعض سنين إلى قوة فاقت في قوتها دولا أوروبية وأصبحت تنافس الولايات المتحدة وتصبح ثاني قوة عسكرية واقتصادية في العالم.

ولم يكن من الصدفة أن تضطر الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات تجارية عسيرة معها بعد أن استشعرت خطرها الزاحف ضمن محاولة للضغط عليها ولجمها عن بسط كامل سيطرتها على مختلف الأسواق العالمية بما فيها الأمريكية.

وقد تحولت الصين مع حلول الألفية الثالثة إلى ظاهرة في حد ذاتها تستدعي الدراسة، إذ لم يكن الكثير من الاستشرافيين لمستقبل العلاقات الدولية يتوقعون أن دولة لم تكن تحظى باعتراف العالم إلا في سنة 1971 وحصولها على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ستتحول من دولة  مدرجة في قائمة دول العالم الثالث المتخلفة إلى قوة عظمى يحسب لها حسابها.

ورغم أنها حققت منحنيات تنموية تصاعدية وأرقاما قياسية في مختلف المجالات، إلا أن الصينيين عمدوا إلى تحقيق ذلك بعيدا عن الأضواء وبكثير من السرية ووفق استراتجية انطبقت عليها تسمية صحوة العملاق النائم أو كبير التنينات الذي استفاق من رماده ليحقق قفزة نوعية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.

وهي القوة التي أراد الصينيون أمس، أن يعبروا عنها من خلال أضخم استعراض تشهده البلاد، شارك فيه أكثر من 100 ألف شخص حملوا جميعهم الراية الصينية الحمراء في نفس الوقت الذي تم فيه استعراض آخر ما أنتجته مصانع التسليح الصينية من صواريخ باليستية وطائرات مقنبلة وطائرات عسكرية بدون طيار قبل أن تدوي 70 طلقة مدفعية وترديد النشيد الوطني الصيني من طرف آلاف الجنود الذين أدوا استعراضا عسكريا لم يسبق أن عرفت الصين مثيلا له على مدى السبعين سنة الماضية.

وسار الاستعراض على طول شارع ”السلام الدائم” الذي يقسم مدينة بيكين من شرقها إلى غربها حيث شكر الرئيس جين بينغ القوات المسلحة على الجهد الذي بذلته، ليرد عليه 15 ألف جندي ممن شاركوا في الاستعراض بزي مختلف الجيوش وبكلمة موحدة ”نحن في خدمة الشعب”.   

واختتمت الاحتفالية الضخمة بإطلاق سبعين ألف حمامة ومثلها من البالونات المحلقة تخليدا لهذه الذكرى التي راهن الرئيس شين جين بينغ على إحيائها لتأكيد الصعود اللافت لبلاده من دولة متواضعة إلى ثاني أقوى الدول في العالم على أن تتحول إلى أقواها بحلول سنة 2049 التي ستؤرخ لمائة سنة من ميلاد دولة الصين الشعبية.