بامتيازات زائفة تحت سقف الاحتلال
الشعب الصحراوي يرفض مقايضة حقّه في تقرير المصير

- 191

أكد ممثل جبهة البوليساريو بأستراليا، محمد فاضل كمال، أن الشعب الصحراوي يرفض مقايضة حقه في تقرير المصير والاستقلال بامتيازات زائفة تحت سقف الاحتلال بقناعة أن "الكرامة لا تجزّأ والحرية لا تقايض".
وشدد محمد فاضل كمال، في مقال له تحت عنوان "الحكم الذاتي: استعمار بوجه جديد" على أن "الشعب الصحراوي يرفض رفضا قاطعا المقترح الاستعماري لدولة الاحتلال المغربية المدعومة بحلفاء غربيين، لأن هذا المخطط الذي ولد ميتا هو في الحقيقة قيد مطلي بلون التنازل وتغليف للاستعمار بورق لامع".
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي، أن "المغرب يحاول اليوم أن يجرب في الصحراء الغربية ما حاولت فرنسا أن تجربه في الجزائر قبل أكثر من ستين عاما، حين اشتعلت في أواخر الخمسينيات حرب التحرير الجزائرية واشتد عود جبهة التحرير الوطني وأدرك الاحتلال الفرنسي حينها أن القمع العسكري لن يطفئ جذوة الاستقلال"، وأضاف أن رفض جبهة التحرير الوطني الثابت لتلك المقترحات "مهد الطريق إلى مفاوضات إيفيان سنة 1962، لتستقل الجزائر رسميا ويسدل الستار على ما يسمى بمؤامرة "الحكم الذاتي".
ولفت إلى أن هذا المشهد "يتكرر اليوم في الصحراء الغربية ويحاول النظام المغربي مدعوما بحلفاء غربيين، الترويج لهذا المقترح الاستعماري لإنهاء النزاع"، مشيرا إلى أنه "مثلما رفض الجزائريون آنذاك محاولة الالتفاف على حقّهم في الاستقلال التام، يرفض الصحراويون اليوم مقايضة حقّهم في تقرير المصير والاستقلال بامتيازات زائفة تحت سقف الاحتلال".
وفي سياق آخر أطلقت "شبكة التضامن مع الشعب الصحراوي" بألمانيا بالتنسيق مع بعثة جبهة البوليساريو، حملة تحسيسية وإعلامية شاملة في مختلف الولايات الألمانية، هي الأكبر من نوعها لتسليط الضوء على نصف قرن من النّضال ضد الاحتلال والإصرار على تحقيق الحرية والاستقلال تحت شعار "50 سنة من الاحتلال.. 50 سنة من المقاومة والصمود".
وفي تصريح لـوكالة الأنباء، أكدت ممثلة جبهة البوليساريو في ألمانيا، نجاة حندي، أن هذه الحملة تم تصميم فعالياتها بطريقة تسمح بالوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع الألماني والأكاديميين ووسائل الإعلام. وتهدف هذه الحملة التحسيسية التي تستمر إلى غاية 20 نوفمبر القادم، إلى "كسر حاجز الصمت وإسماع صوت الشعب الصحراوي وحقّه غير القابل للتصرف في تقرير المصير لمواجهة التعتيم الإعلامي والرواية الأحادية التي يحاول الاحتلال الترويج لها".
ودعت الدبلوماسية الصحراوية، جميع أحرار العالم والإعلاميين والنّشطاء والحقوقيين والمهتمين بالشأن العام في ألمانيا، إلى المشاركة في هذه الفعاليات والانضمام إلى صوت الحقّ لأن الصمت في وجه الظلم هو تواطؤ، مشيرة إلى أن هذه الحملة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تحظى القضية الصحراوية باهتمام متزايد خلال الفترة الأخيرة، منبّهة إلى أن هذا الحضور المكثّف و النّشط على الساحة الألمانية يعطي زخما إضافيا للحملة ويرسي أساسا متينا لفعالياتها.
وتناولت عديد الصحف الألمانية مثل "نيس دوتشلاند" و«يونغ فيلت" القضية الصحراوية والاتفاق التجاري الأخير بين المغرب والاتحاد الأوروبي والذي يشمل الصحراء الغربية وردود الفعل الدولية والمحلية حوله، مبرزة تصاعد الانتقادات الإعلامية والقانونية تجاه المفوضية الأوروبية والتحذيرات القانونية والحقوقية بهذا الخصوص.
وأشارت هذه التقارير إلى السرعة في إعداد وإبرام هذا الاتفاق ومدى شرعيته بالنّظر إلى شموله الصحراء الغربية دون مشاركة ممثلين صحراويين معترف بهم، مبرزة قرارات محكمة العدل الأوروبية التي أبطلت اتفاقات سابقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تشمل الصحراء الغربية، بعد أن قضت أن هذا الاقليم ليست جزءا من أراضي المغرب، وأن استغلال ثرواته الطبيعية لا يجوز دون موافقة ممثلي الشعب الصحراوي.
وتبقى القضية الصحراوية حاضرة في مختلف المحافل وخاصة على مستوى الأمم المتحدة، حيث شهدت لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار "اللجنة الرابعة" مرافعات لعدة ممثلي عدة دول ومنظمات وخبراء تقاطعت جميعها على ضرورة تمكين شعب الصحراء الغربية من حقّه المشروع في تقرير المصير.