عين جون كاستكس خلفا لإدوارد فليب لقيادة الحكومة الفرنسية

ماكرون يلعب ورقة اليمين لإفشال وصول "الموجة الخضراء" إلى الإليزي

ماكرون يلعب ورقة اليمين لإفشال وصول "الموجة الخضراء" إلى الإليزي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
  • القراءات: 654
❊ م. م ❊ م. م

عين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، جون كاستكس،  وزيرا أول خلفا للوزير المستقيل إدوارد فليب، على خلفية نتائج الدور الثاني من الانتخابات البلدية الأحد الماضي، والتي عرفت اكتساح مرشحي الأحزاب الأيكولوجية للمجالس البلدية  في فرنسا.

ويشغل كاستكس، البالغ من العمر 55 عاما منصب رئيس بلدية برادس في جنوب ـ غرب البلاد وينتمي إلى حزب "الجمهوريون" الذي أسسه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، دون أن يمنع ذلك الرئيس ماكرون، من تعيينه شهر أفريل الماضي، منسقا للجنة الوزارية المكلفة  برفع إجراءات الحجر الصحي التي فرضها تفشي وباء "كورونا" في فرنسا وكل العالم.

واضطر الرئيس ماكرون، للانفصال عن وزيره الأول إدوارد فليب، رغم التناغم الذي ميز علاقاتهما منذ تعيينه في منصبه شهر ماي 2017، وذلك نزولا عند نداءات ملحة للأخذ بعين الاعتبار الاكتساح الذي حققته أحزاب الخضر في الانتخابات البلدية في دورها الأول أو الثاني.

وفضّل الرئيس ماكرون، التضحية بإدوارد فليب، في سياق تحقيق طفرة جديدة في عمل حكومته، رغم أن وزيره الأول، اكتسح انتخابات بلدية لوهافر بعد حصوله على 95 بالمئة من أصوات الناخبين فيها. والمؤكد أن الرئيس الفرنسي، لم يفعل ذلك حبا في التيار اليساري الذي احتوته الأحزاب "الخضراء"، ولكنه فعل ذلك بدافع التحرك قبل فوات الأوان، وضمن حسابات سياسية وضعت الانتخابات الرئاسة شهر ماي 2022، هدفا لها وتحقيقا لرغبة إيمانويل ماكرون، الملحة في خوضها والفوز بها.

وهو ما يفسر استغناءه عن وزيره اليميني إدوارد فليب، واستبداله بشخصية يمينية أخرى غير معروفة لدى عامة الفرنسيين على أمل ضخ دماء جديدة في عروق حكومة أنهكها حراك "السترات الصفراء"، واحتجاجات المتقاعدين وتردي وضع اقتصادي، جاءت جائحة "كورونا" لتزيده هشاشة وتوصله إلى حافة إفلاس محتوم.

والمؤكد أن الرئيس الفرنسي، سيلعب ضمن هذه الترتيبات على التيار الإيكولوجي في حزب "الجمهورية إلى الأمام"، وجعله وسيلة للعب في رقعة أحزاب المعارضة الخضراء التي أخلطت حسابات أحزاب تقليدية من التجمع الوطني اليميني "الجبهة الشعبية" المتطرف إلى حزب "الجمهوريون" مرورا بالجمهورية إلى الأمام ومعها الحزب الاشتراكي والشيوعي المتطرف الذي فقد وزنه السياسي الذي اكتسبه مع العودة القوية للجبهة الوطنية التي اكتسحت المشهد السياسي الفرنسي في انتخابات سنة 2012، ولكنه بدأ نجمه يأفل شيئا فشيئا لصالح أحزاب اجتماعية، ومنها المدافعة عن البيئة ضمن توجه كرس تراجع التصورات الليبرالية في المجتمعات الغربية والتي جاءت جائحة "كورونا" لتضربها في مقتل بعد أن فشلت أنظمة رأسمالية كبرى في العالم في مواجهتها.

ولكن هل ينجح كاستكس، في رفع هذا التحدي بالنظر إلى انتمائه السياسي، ولكونه وجه سياسي غير معروف بالقدر الذي يؤهله للاضطلاع بمهمة قيادة حكومة "الجمهورية إلى الأمام"، وتمكين الرئيس ماكرون، من ضمان فوزه بعهدة رئاسية ثانية؟.