أراد من خلالها توجيه رسائل قوية باتجاه الإدارة الأمريكية

الرئيس الصيني في أول زيارة إلى بيونغ يونغ

الرئيس الصيني في أول زيارة إلى بيونغ يونغ
  • القراءات: 890
م. م م. م

  يقوم الرئيس الصيني كسي جنبينغ، بعد غد بزيارة دولة الى كوريا الشمالية تدوم يومين هي الأولى من نوعها لرئيس صيني الى بيونغ يونغ منذ أكثر من 14 عاما، ضمن خطوة جديدة لتعزيز التقارب بين البلدين ومحاولة التخفيف من الضغوط الأمريكية عليهما. 

ويتلقي الرئيسان في سياق تباعد المواقف بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، عام بعد القمة التاريخية التي ضمت الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ وان، ونظيره الامريكي دونالد ترامب، بالعاصمة السنغافورية والتي شكلت في حينها أول خطوة لنزع فتيل القبضة بينهما على خلفية البرنامج النووي الكوري الشمالي.

كما أن قمتهما تأتي في سياق العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الامريكي على الصين، ضمن خطة استباقية للحد من جموحها الاقتصادي وسياسة الإغراق التي تنتهجها ومكنتها من القفز الى المرتبة الثانية في ترتيب القوى الاقتصادية في العالم.

كما أن زيارة الرئيس كسي جينبنغ، الى بيونغ يونغ تأتي أياما فقط قبل قمة منتظرة بينه وبين الرئيس الامريكي على هامش قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري بمدينة اوزاكا، اليابانية والتي ستكون قضية النووي الكوري ـ الشمالي من بين أهم نقاطها وخاصة وأن الصين قامت بدور مسهل لعقد قمة سنغافورة، وإقناع الرئيس الكوري الشمالي بالجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

وكان الرئيسان جينبنغ وكيم ونغ وأن التقيا شهر فيفري الماضي، لدى عودة الرئيس الكوري الشمالي من ثاني قمة بينه وبين الرئيس الامريكي بالعاصمة الفيتنامية هانوي، والتي انتهت الى فشل ذريع بعد رفض بيونغ يونغ تفكيك برنامجها النّووي ما لم تقم الولايات المتحدة بمبادرة حسن نية ورفع عقوباتها المفروضة على كوريا الشمالية.

والمفارقة أن الإعلان عن موعد هذه الزيارة تزامن وتسجيل هزّة أرضية على الحدود الصينية ـ الكورية الشمالية أرجعها متتبعون الى احتمال قيام بيونغ يونغ بتفجير نووي أرضي جديد شعر سكان مقاطعة هانشون الصينية  بارتداداته.

يذكر أن التفجيرات النووية والتجارب الصاروخية المتلاحقة التي نفذتها كوريا الشمالية خلال السنوات الأخيرة، شكلت سببا مباشرا في خلافات حادة بين بكين وبيونغ يونغ، وهو ما يفسر تأخر عقد قمة ثنائية بين رئيسي البلدين الى غاية سنة 2018، ست سنوات كاملة بعد وصولهما الى سدتي الحكم في بلديهما.

وحسب متتبعين فإن السلطات الصينية أرادت من خلال هذه الزيارة أن تبعث برسالة قوية باتجاه الادارة الأمريكية بأنها تبقى طرفا فاعلا في مسألة النووي الكوري الشمالي، وأنه يتعين على الرئيس الامريكي أن يدرك أنه ليس بإمكانه القفز عليها في مثل هذه القضية الحساسة.

وهي ورقة يمكن للرئيس الصيني أن يستعملها لمنع الرئيس الامريكي المضي في سياسة العقوبات التي فرضها على الاقتصاد الصيني، والتعامل بحذر كبير كلما تعلق بعلاقات بلاده بالصين.