فنّد التقارير حول اعتزام واشنطن إقامة قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية.. شينكر:

الجزائر تلعب دورا مهما بالمنطقة والسياسة الأمريكية تجاهها ثابتة

الجزائر تلعب دورا مهما بالمنطقة والسياسة الأمريكية تجاهها ثابتة
  • القراءات: 735
م . ب - وأ م . ب - وأ

أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أن سياسة الإدارة الأمريكية “ثابتة” فيما يخص منطقة شمال إفريقيا، لا سيما بالنسبة للجزائر التي تلعب دورا “مهما ومثمرا” في القارة، مفندا من جانب آخر التقارير الإعلامية المغربية التي زعمت بوجود نية لدى الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية.

وأوضح شينكر في ندوة صحفية نشطها، أول أمس، بمقر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الزيارة التي قام بها إلى الجزائر، أنه بالرغم من أن كل إدارة أمريكية لها صلاحيات تختلف من واحدة إلى أخرى، غير أنها “ثابتة ومستقرة” فيما يخص المقاربات التي تتعلق بشمال إفريقيا خاصة بالنسبة للجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية أسهمت كلها في تعزيز العلاقات مع الجزائر”. وذكر بالشراكة والتعاون الاستراتيجي مع الجزائر خاصة في المجال الاقتصادي” مبرزا “عمق العلاقات التاريخية الأمريكية الجزائرية” التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حين أعلن جون كيندي في خطاب له عام 1957 بمجلس الشيوخ الأمريكي عن دعم استقلال الجزائر.

كما ذكر شينكر بالتعاون الدبلوماسي بين البلدين حيث “ساهمت الدبلوماسية الجزائرية في إطلاق سراح 52 دبلوماسيا أمريكيا بعد 444 يوم من احتجازهم كرهائن لدى إيران، منذ نحو 40 عاما”. وأضاف أن واشنطن عملت مع الجزائر للمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب الإثيوبية - الإريتيرية عام 2000. كما “دعمت الدور الريادي للجزائر في إبرام اتفاق” السلم والمصالحة بمالي المنبثق عن مسار الجزائر في 2015.

ووصف المسؤول الأمريكي، العلاقات الجزائرية الأمريكية في المجال الاقتصادي بـالمثمرة للجانبين، متوقعا أن تواصل الإدارة الجديدة المنتخبة بقيادة جو بايدن على “نفس النهج”.

كما أكد أن التغيرات التي طرأت على مستوى القوانين الاقتصادية في الجزائر تجعلها أكثر استقطابا وجاذبية للاستثمار الأجنبي، مضيفا “نحن نسعى اليوم للعمل أكثر  من أجل تعزيز الاستثمار الأمريكي المباشر في الجزائر”.

وعليه أكد شينكر، أن الجزائر لها إمكانيات للعب “دور مهم” في المجال التجاري سواء في إفريقيا أو حتى على المستوى الأوروبي، وهو ما اعتبره “معيارا مهما” تأخذه الولايات المتحدة بعين الاعتبار.

وجدّد في نفس السياق، التزام واشنطن بتعزيز وترقية التعاون الأمني “الممتاز” بين البلدين، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب.

ويرى المسؤول الأمريكي أن الزيارات المتعاقبة التي قام بها مسؤولون أمريكيون إلى الجزائر على غرار وزير الدفاع الأمريكي السابق، مارك اسبر، في أكتوبر وتلك التي أعقبتها زيارة قائد القوات الأمريكية في إفريقيا “افريكوم” الجنرال ستيفان تونساند في سبتمبر والتي دعمتها الزيارة الحالية للوفد الأمريكي، “تؤكد التزامات الولايات المتحدة مع الجزائر”. 

كما تحدث مساعد كاتب الدولة الأمريكي، عن أهمية المركز الذي تحتله الجزائر في إفريقيا باعتبارها “عضوا مهما وقياديا في الاتحاد الإفريقي ولدورها المثمر في المنطقة ووزنها على المستوى القاري” بحكم موقعها ومساحتها الجغرافية وبنيتها الاجتماعية المبنية أساسا على فئة الشباب. وشدّد على أن الشراكة الأمريكية الجزائرية “أعمق بكثير من التعاون السياسي والأمني” كاشفا عن مشاركة بلاده كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي الذي من المقرر تنظيمه هذا العام، حيث ستستكشف الشركات الأمريكية شراكات رابح-رابح مع نظيراتها الجزائرية”. وأشار إلى أنه “توجد العديد من الشركات الأمريكية في الجزائر وهي تخلق فرص عمل ونموا اقتصاديا في عدة قطاعات على غرار الصناعة الصيدلانية وقطاع الطاقة”، مؤكدا أن بلاده “تقوم كل يوم ببناء العلاقات بين الشعبين في مجالات التعليم والثقافة والفنون إلى جانب عديد المجالات الأخرى، حيث قال في هذا الصدد “لدينا العديد من القواسم المشتركة واحترام عميق ودائم للحكومة والشعب الجزائريين ونتطلع إلى مواصلة شراكتنا القيمة في السنوات القادمة”.

من جانب آخر، فنّد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التقارير التي تزعم بأن واشنطن تنوي إقامة قاعدة عسكرية بالصحراء الغربية، حيث قال في هذا الصدد “أود أن أكون في تمام الوضوح، الولايات المتحدة الأمريكية ليست بصدد إنشاء قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية” مبرزا أن “قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” لم تتحدث عن نقل مقرها إلى الصحراء الغربية”.

وتابع شينكر أن هذه المسألة “غير الصحيحة” أثارت الكثير من التساؤلات مؤخرا بعد ما تناقلته عديد وسائل الإعلام لا سيما المغربية. أما عن المقاربة الأمريكية لحل الأزمة الليبية، قال المتحدث إن “واشنطن والجزائر لديهما العديد من المصالح المشتركة لضمان منطقة أكثر أمانا”، وأن الطرفين يدعمان الحل السياسي في ليبيا ويدعمان المسار الأممي لحلحلة الأزمة في هذا البلد.

وشدّد في ذات السياق على أن أحسن سبيل لحلّ الأزمة يبقى المسار الأممي، لا سيما الحوار العسكري ضمن اللجنة العسكرية (5+5). وأضاف أن الجزائر “دولة رائدة على الساحة الدولية ولبلدينا مصلحة مشتركة في ضمان منطقة أكثر أمانا واستقرارا وازدهارا”.