بعد استقبال وزيرة الشؤون الاجتماعية الصحراوية في مدريد

البوليزاريو تفجر العلاقة بين إسبانيا والمغرب

البوليزاريو تفجر العلاقة بين إسبانيا والمغرب
  • القراءات: 1375
م. م م. م

فجر كاتب الدولة الإسباني للشؤون الاجتماعية ناتشو ألفاريز، لغما "شديد المفعول" في قلب حكومة بلاده بعد استقباله وزيرة الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة الصحراوية، سليمة أحمد سالم، في العاصمة مدريد، وأكد لها تضامنه مع كفاح الشعب الصحراوي ودعمه لاستقلال الصحراء الغربية، في أكبر عملية اختراق دبلوماسي تحققه القضية الصحراوية في أعلى هرم دولة الاحتلال السابقة.

ولم يكن لهذا الاستقبال أن يمر دون أن يحدث هزات ارتدادية في الرباط ومدريد، دفعت بوزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزليس، إلى إجراء اتصال مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة، لتبرير تصريحات ألفاريز، وتبرئة ذمتها من تصريحات هذا الأخير، مجددة التأكيد على موقف بلادها الداعم لجهود الأمين العام الأممي لإيجاد حل سلمي في إطار لوائح مجلس الأمن الدولي.

ومهما كانت تبريرات أرانشا غونزاليس، فإن كاتب الدولة الاسباني المنتمي إلى حزب بوديموس اليساري، وضع حكومة بابلو اغليسياس في حرج كبير، وأكد على الشرخ الواضح داخلها عندما راح يؤكد على موقف حزبه المؤيد لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ودفاعه عن إقامة علاقات دبلوماسية قوية مع الصحراء الغربية بمجرد تحقيقها استقلالها.

ولكن السؤال الذي طرح في مدريد كان حول عدم وجود انسجام بين أعضاء الحكومة الواحدة في قضية حساسة بأهمية القضية الصحراوية، واستقبال عضو فيها مسؤولة صحراوية قدمت إلى إسبانيا بصفتها وزيرة للجمهورية الصحراوية مكلفة بالشؤون الاجتماعية وترقية المرأة، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين إسبانيا وجبهة البوليزاريو.

وحتى وإن سارعت الحكومة الإسبانية، لتدارك الموقف لعدم اغضاب جارتها الجنوبية والقول إن ما تم نشره لا يمثل موقف الحكومة مدريد، وأن موقف إسبانيا لم يتغير باعتباره سياسة دولة، فإن القضية الصحراوية حققت مكسبا دبلوماسيا هاما في أعلى هرم الدولة الاستعمارية السابقة وفضحت من حيث لا تدري، مزاعم مدريد والرباط في هذا الإقليم المحتل والذي أكد الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس، قبل يومين أنه مدرج في قائمة الأقاليم التي تنتظر تقرير مصيرها.

واستشعرت الرباط وقع هذه الضربة الموجعة لنزعتها الاستعمارية في الصحراء الغربية، مما جعلها تحتج لدى نظيرتها الإسبانية وسارع ناصر بوريطة، إلى الاتصال بنظيرته لاستقصاء الموقف الذي كاد يفجر أزمة دبلوماسية بين بلديهما. يذكر أن جبهة البوليزاريو سبق وأكدت أن وفدها الوزاري التقى بوزير الشؤون الاجتماعية الإسباني، حيث تم بحث الموقف من نزاع الصحراء الغربية مع إسبانيا باعتبارها الدولة المستعمرة.