استنكرت "استسلام" الحكومة الاسبانية "للضغط والابتزاز" المغربي
البوليزاريو تحذّر من تداعيات الموقف الإسباني
- 728
ق. د
حذرت جبهة البوليزاريو، أمس، من تداعيات موقف إسبانيا المنحرف والمنحاز للطرح المغربي، على حساب حقوق الشعب الصحراوي، في تعميق أسباب التوتر بما يرهن إمكانية التسوية السياسية لآخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وأكد، آبي بشراي البشير، ممثل جبهة البوليزاريو بأوروبا، أن الموقف المفاجئ الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسباني يعد "انزلاقا خطيرا من شأنه تعميق حدة التوتر ويرهن إمكانية التسوية السياسية" ولكنه "لن يؤثر على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال". وأضاف، آبي بشراي البشير، في تصريح لـ "واج "أن إسبانيا التي ما زالت في نظر القانون الدولي إلى اليوم، القوة المديرة لمستعمرتها السابقة لا يمكنها أن تتنصل بشكل أحادي من مسؤولياتها وواجباتها المترتبة عن علاقتها الفريدة بالإقليم وشعبه".
وهو ما يفسر "حملات التنديد والرفض والاستنكار المعبر عنها بإجماع من طرف الغالبية العظمى للأحزاب والقوى السياسية في إسبانيا"، مشيرا إلى أن "أكثر من 11 حزبا سياسيا طالب بمثول رئيس الحكومة أمام البرلمان في أقرب فرصة لمساءلته عن سبب هذا الانقلاب غير المبرر". وقال الدبلوماسي الصحراوي، إن "موقف مدريد الجديد يحمل انقلابا حقيقيا على الخطوط العريضة لمواقف الحكومات الإسبانية المتعاقبة من خلال الخروج بشكل معلن عن أدنى شروط الحياد وتبني الطرح المغربي المتعلق بما يسمى ”الحكم الذاتي” الذي ليس في النهاية سوى تكريس للواقع الاستعماري المغربي وإعطاء السيادة التي هي جوهر النزاع للمغرب بشكل مخالف لرأي وحق الشعب الصحراوي في تحديد الوضع النهائي للإقليم".
وهو ما جعله يبدي أسفه لكون "الإعلان عن موقف مدريد الجديد تم في سياق إعادة العلاقات بين إسبانيا والمملكة المغربية بعد أكثر من ثلاث سنوات من التوتر، بما يؤكد أنها عملية مقايضة وثمنا طلبته الرباط وهو التضحية بحق الشعب الصحراوي مرة أخرى"، مشددا على أن "هذا النوع من المواقف هو ما شجع المغرب على التمرد على الشرعية الدولية ودفع إلى العودة للحرب وحالة التوتر والاحتقان في منطقة حساسة على أبواب أوروبا الجنوبية”. وأكد عبد الله عرابي، ممثل جبهة البوليزاريو في مدريد، أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز "استسلم للضغط والابتزاز" المغربي بهدف استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية المتضررة بين البلدين. وقال لوكالة "أوروبا بريس" إن "الحكومة الإسبانية عملت طيلة سنوات على إرضاء المغرب وتمارس بنوع من الغموض في ملف الصحراء الغربية"، مضيفا أن "اعتراف إسبانيا بخطة الحكم الذاتي المغربية كأفضل خيار لحل النزاع، يؤكد نفاق الحكومة عندما تتحدث عن الدفاع عن الشرعية الدولية”، مذكرا أن إسبانيا "لديها مسؤولية سياسية وقانونية محددة" وأن ما قامت به "يتناقض بشكل كبير مع مسؤوليتها".
وتتواصل موجة التنديد بالموقف الإسباني غير مسبوق في الأوساط الصحراوية، حيث أكدت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي "إيساكوم" بأنه يشكل انتهاكا صارخا للشرعية الدولية وانحياز لدولة الاحتلال المغربي. ودعت جميع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والهيئات النقابية الإسبانية، الوقوف بحزم في وجه هذه "الخيانة الجديدة" للشعب الصحراوي. وأكدت الهيئة في بيان، أن الحكومة الإسبانية باتخاذها لهذا الموقف المنحاز للطرف المغربي المحتل "فإنها تعتبر شريكا وحاميا للاحتلال المغربي ومنتهكة بشكل صريح لقرارات الشرعية الدولية المتعاقبة، الخاصة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية"، منددة بشدة بهذا القرار الذي "يساهم في تقويض إمكانية بعث مسار مخطط السلام الأممي-الإفريقي المتوقف منذ مدة طويلة". كما حذرت من أنه "يحمل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار منطقة شمال غرب إفريقيا ويوفر للاحتلال المغربي الغطاء السياسي الدولي لمواصلة عدوانه على الشعب الصحراوي".
في سياق آخر اعتبرت وزارة الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة الصحراوية، الزيارة التضامنية التي قام بها وفد حقوقي أمريكي لمنزل عائلة المناضلة والناشطة الحقوقية سلطانة خيا بمثابة "اعتراف بقوة الحق وحتمية النصر". وقالت في بيان "إن زيارة الوفد الأمريكي الذي يضم عددا من المتطوعين الدوليين "دليل واضح على أن سلطات الاحتلال المغربية لا يمكنها مهما فعلت أن تسكت أصوات الشعب الصحراوي المكافح من أجل الحرية والاستقلال". ونجح وفد حقوقي أمريكي، الأربعاء الماضي في كسر الحصار المفروض على عائلة سلطانة خيا بمدينة بوجدور المحتلة.