المرصد الأورو متوسطي يحذّر:
الاحتلال ينتهج سياسة "الأرض المحروقة" في غزّة

- 138

اتهم "المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان" جيش الاحتلال الصهيوني بانتهاج سياسة "الأرض المحروقة" لإجبار مئات آلاف السكان والنّازحين في مدينة غزّة، على إخلائها بالقوة والترهيب عبر مجازر القتل الجماعي والتدمير الواسع للبنية السكنية وتعطيل الاستجابة الإنسانية.
وحذّر المرصد الحقوقي، في بيان صدر أمس، من أن رفض التهجير القسري أصبح بمثابة "إعدام جماعي متعمّد ومنهجي"، مشيرا إلى أن أوامر إخلاء غير قانونية استهدفت سبع مقرات تابعة لهيئات صحية وإغاثية دولية ومحلية في مدينة غزّة، من بينها مركز "الرمال الصحي" والمكتب الرئيسي لمديرية صحة غزّة داخله وبرنامج الأغذية العالمي و«مركز توزيع الشيخ رضوان"، إلى جانب أفران "كامل عجور" في مخيم الشاطئ، و«مركز الشاطئ الصحي" و«مخزن النسان"، واعتبر المرصد، أن هذه الخطوة تكشف تعمّد تعطيل الاستجابة الإنسانية وشلّ قدرة المؤسسات الطبية والإغاثية على أداء مهامها.
وأوضح أن أوامر الإخلاء جاءت في سياق العدوان المتواصل منذ أكثر من شهر، والذي بدأ بتوسع عسكري من المحور الجنوبي لإحكام السيطرة على المدينة وتفريغها من سكانها، بما ينذر بتحويلها إلى "منطقة منكوبة خالية من أبسط مقومات الحياة".
وأشار إلى أن يوم صدور الأوامر شهد تصعيدا واسعا، حيث دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية 15 منزلا في مخيم الشاطئ خلال ساعات قليلة، بعد حملة مركزة استهدفت الأبراج السكنية في قلب المدينة، في محاولة واضحة لمضاعفة معاناة السكان وتجريدهم من المأوى، كما تزامنت الأوامر مع تصاعد "مجازر القتل الجماعي"، حيث يشكّل ضحايا مدينة غزّة ما بين 70 و80 بالمئة من إجمالي القتلى اليوميين في القطاع.
وأكد المرصد، أن هذه الانتهاكات تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي، حيث تهدف إلى ترهيب المدنيين ودفعهم للنّزوح قسرًا نحو جنوب القطاع، وفق أوامر التهجير غير القانونية الصادرة في 9 سبتمبر الجاري، ضمن سياسة تقوم على محو مدينة غزّة وتقليص فرص عودة سكانها.
ولفت إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال أمام الكنيست "نحن ندمّر المزيد من المنازل في غزّة حتى لا يبقى للفلسطينيين مكان يعودون إليه"، معتبرا ذلك دليلا صريحا على أن ما يجري ليس ضرورة عسكرية بل خطة معلنة لإفراغ غزّة من سكانها.
وهو ما جعله يحذّر من أن تعطيل الاستجابة الإنسانية سيترك مئات آلاف السكان والنّازحين الرافضين للتهجير أو العاجزين عن النّزوح بلا خدمات أساسية، بما يمثّل "قرار إعدام جماعي" في ظل تصاعد القتل والتجويع، وأكد أن ما يحدث يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي تدخل شهرها الرابع والعشرين وتهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية وتهجير السكان قسرًا.
وطالب المرصد الأورو متوسطي، جميع الدول بالتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة في غزّة، وضمان امتثال "إسرائيل" للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، ومحاسبتها على الجرائم المرتكبة، كما دعا إلى تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق، وإصدار المزيد من أوامر الاعتقال وتسليمهم للعدالة الدولية.
الاحتلال يمارس إرهاب دولة منظم في قطاع غزّة
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن القصف الصهيوني الهمجي المتواصل على مختلف مناطق قطاع غزّة، بما في ذلك الجريمة المروّعة التي استهدفت منزل عائلة السلطان شمال مدينة غزّة وأودت بحياة أكثر من 14 شهيداً من أفرادها، إلى جانب مواصلة سياسة هدم الأبراج السكنية؟، يشكل إرهاب دولة منظّماً وجرائم حرب سافرة تنفذها حكومة الاحتلال الصهيوني في تحد صارخ للمجتمع الدولي، ولكافة القوانين والمواثيق الإنسانية ودون أدنى اكتراث لعواقب هذه الجرائم البشعة.
واعتبرت الحركة، أن "استمرار العجز الدولي والأممي الفاضح، مقرونا بتوفير الغطاء والحماية من الإدارة الأمريكية، هو ما يدفع مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية إلى التمادي في ارتكاب المجازر والإبادة الممنهجة بحق شعبنا، في سابقة خطيرة تقوّض شرعية النظام الدولي، وتفقد القوانين الإنسانية قيمتها وجدواها".
وطالب الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في وقف جرائم الإبادة والتجويع والتهجير بحق شعبنا الفلسطيني، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال المجرمين وفي مقدمتهم الفاشي نتنياهو، على ما يقترفونه من فظائع وانتهاكات تجاوزت أبشع الجرائم في تاريخنا المعاصر.
"اليونيسف".. العدوان الصهيوني على مدينة غزّة له عواقب مدمّرة
حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أمس، من أن العدوان المتصاعد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة غزّة له عواقب مدمرة على أكثر من 450 ألف طفل، وقالت في بيان لها إن ألفين و400 طفل يتلقون علاجا من سوء التغذية الحاد في مدينة غزّة ويواجهون خطر الموت جوعا، مؤكدة أن التصعيد العسكري يؤدي لانهيار شبه كامل لشريان الحياة المتبقي الذي يحتاجه الأطفال في قطاع غزّة للبقاء. وجددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، التحذير من كارثة وشيكة مع توسع العدوان الصهيوني السافر في مدينة غزّة وانعدام المأوى والخدمات.
الاحتلال يكثّف الضغط العسكري على القطاع لتهجير سكانه
أكد مدير الإغاثة الطبية في غزّة، عدي دبور، أن جيش الاحتلال الصهيوني يكثّف ضغطه العسكري على سكان مدينة غزّة برا وبحرا وجوا وبكل الوسائل المتاحة لتهجير السكان، وقال إنه تم إبلاغ جميع سكان مدينة غزّة بالتوجه إلى مناطق تقع جنوب القطاع التي يصنّفها الاحتلال الصهيوني بأنها مناطق آمنة، مضيفا أن هناك عنفا وضغطا عسكريا يحدث بشكل مكثّف الآن على مدينة غزّة سواء عن طريق البحر أو الجو أو البر، وبكل أدوات الأسلحة المتوفرة لدى الاحتلال، ويتم الضغط على المدينة لتهجير السكان إلى مناطق جنوب القطاع.
وأوضح المسؤول الفلسطيني، أنه طلب من السكان النّزوح إلى المناطق التي تسمى آمنة مع العلم أنها مكتظة أصلا بالسكان والنّازحين من مدينة رفح التي أخلت سابقا منذ بداية العدوان وهم 250 ألف مواطن يسكنون في هذه المناطق التي يطلب من سكان غزّة الآن التوجه إليها.
وأضاف أنه تم قصف مركزي صحة عيادة الشاطئ والشيخ رضوان وتضرر مركز الإغاثة الطبية مما أدى إلى إيقاف الخدمة في المراكز الطبية، علاوة عن عدم توفر الخيام والأدوية الأساسية، حيث أن هناك 350 ألف مريض مزمن في غزّة لا يتوفر لهم الدواء من مضادات حيوية ومسكنات أساسية غير متوفرة في المراكز الصحية.
بينما أشادت "حماس" بعملية الطّعن في القدس المحتلّة
الخارجية الفلسطينية تحذّر من سياسة الاحتلال الصهيوني
حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، من سياسة الاحتلال الصهيوني الممنهجة الرامية إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلّة، وخلق حالة من الفوضى لتمرير مشاريع الضم والتوسع والتهجير.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها إن التهاون الدولي يشجع الاحتلال الصهيوني المتطرّف على التمادي في إجراءاته أحادية الجانب غير القانونية، لافتة النظر إلى أنها تتابع مع الدول ومكونات المجتمع الدولي، ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تنكيل وعقوبات جماعية وإغلاقات واقتحام وهدم للمنازل وتعميق للاستيطان.
ودعت المجتمع الدولي إلى تدخل فاعل لحماية مدينة طولكرم ومواطنيها ومنازلهم وممتلكاتهم من بطش الاحتلال الصهيوني وعقوباته الجماعية التي فرضها على المدنيين العزّل، مؤكدة أن "المطلوب هو ترجمة الإجماع الدولي إلى خطوات عملية لوقف عدوان الاحتلال وجرائمه، وفرض مسار سياسي حقيقي لتطبيق إعلان نيويورك وغيره من قرارات الشرعية الدولية".
يذكر أن جيش الاحتلال الصهيوني يفرض منذ الخميس الأخير، حصارا على مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلّة، حيث شنّت قواته حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية شملت عشرات المواطنين الفلسطينيين، وهو ما يؤجّج مشاعر الغضب لدى الشارع الفلسطيني بدليل العمليات الاستشهادية في قلب الكيان المحتل.
وفي هذا السياق، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "عملية الطّعن البطولية التي نفّذها أحد أبطال فلسطين في مدينة القدس ظهر الجمعة، تأتي ردا طبيعيا على جرائم العدو الإرهابي وقطعان مستوطنيه، وتشكل ضربة جديدة لمنظومة الاحتلال الأمنية وأوهامه بوقف مد المقاومة المتجذّر في نفوس أبناء شعبنا". وقالت في بيان لها إن "العمليات المتواصلة التي ينفذها شباب فلسطين الثائر ضد جنود الاحتلال المجرمين، تأتي في ظل حرب الإبادة المتواصلة في غزّة والضفة الغربية وجرائم العدو الممتدة التي طالت دولنا العربية الشقيقة، وكان آخرها استهداف وفد الحركة المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة".
وأكدت الحركة، أن خيار المواجهة مع المحتل هو الرد الطبيعي على جرائمه ومجازره الوحشية في قطاع غزّة، واعتداءات المستوطنين الفاشيين في مدن وقرى الضفة والقدس، ومحاولاته المستميتة لفرض الضم والتهجير، مجددة الدعوة للفلسطينيين لمواصلة التصدّي والمقاومة بكل الوسائل "حتى دحر العدو عن أرضنا ومقدّساتنا".