استمرار القصف المتعمّد للمستشفيات ومستودعات الأدوية
الاحتلال يقتل 98 فلسطينيا يوميا في غزّة

- 361

يرتكب الاحتلال الصهيوني مجازر يومية تؤدي إلى قتل مئات المدنيين، حيث يتعمّد قصف المستشفيات ومستودعات الأدوية ضمن سياسة ممنهجة لإبادة جماعية يصاحبها حصار مشدد رمى بما لا يقل عن مليوني و400 ألف في متاهة مجاعة خطيرة.
في ظل استمرار الإبادة الجماعية والعدوان الهمجي على غزّة، يُواصل الاحتلال ارتكاب جرائم مروعة بشكل يومي، تتجلى في تعمد قتل عشرات الشهداء وإصابة عشرات الجرحى من المدنيين العُزَّل في مشهد دموي يؤكد إصرار الاحتلال على تنفيذ سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد المدنيين.
وتُمعن آلة الحرب الصهيونية في إطلاق مئات القذائف والصواريخ والقنابل شديدة التدمير يوميا، مستهدفة الأحياء السّكنية والمربعات المدنية الآهلة دون تمييز أو اعتبار لأدنى القيم الإنسانية أو القوانين الدولية في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والمعاهدات التي تحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
وفي جريمة مزدوجة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود، يُمعن الاحتلال في استهداف وقصف المستشفيات ومستودعات الأدوية وتدمير المنشآت الطبية بهدف إخراجها عن الخدمة بشكل ممنهج ومقصود، بما في ذلك غرف الطوارئ والعناية المركزة وأقسام الجراحة، بهدف مضاعفة أعداد الضحايا ومنع إسعاف المصابين، في سلوك وحشي لا يترك مجالاً للشك في نية الاحتلال الواضحة بارتكاب إبادة ممنهجة. كما يمارس ضغوطا مباشرة ومقصودة على الطواقم الطبية والإنسانية ويعيق وصولها إلى أماكن الكارثة، مما يُعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني ويعكس استخفافاً مروعاً بكل الأعراف التي تحمي العمل الإنساني والطبي زمن الحرب.
وحسب المرصد الأوروـ متوسطي لحقوق الإنسان، فان قوات الاحتلال الصهيوني تقتل منذ 12 ماي الجاري، ما معدله حوالي 98 فلسطينيا يوميا منهم 81 بالقصف المباشر و17 آخرين نتيجة التجويع والحرمان من الرعاية الطبية والاحتياجات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة والحصار الذي تحول إلى أداة استراتيجية تستخدم فعليا في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
وذكر المرصد في بيان صحفي أمس، أن هذا التوسع في القتل يأتي ضمن تصعيد واسع من الاحتلال الصهيوني واعتماده سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقى من الأحياء والبنية التحتية في قطاع غزّة، في إطار نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهرا يتسم بالقتل الجماعي والتجويع والتدمير المنهجي لمقومات الحياة بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني في غزّة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.
وأشار إلى أنه خلال المدة من 12 ماي الجاري وحتى ظهر أول أمس، قصفت قوات الاحتلال 564 فلسطيني بشكل مباشر في حين يعاني 122 آخرون التجويع المتعمّد والحرمان من العلاج بمعدل يومي يبلغ 98 شهيدا، إلى جانب إصابة 1386 مدني بمعدل يقارب 233 إصابة يوميا.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال أصدر خلال الفترة ذاتها ما لا يقل عن عشرة أوامر بالتهجير القسري تركزت معظمها في شمالي قطاع غزّة وغرب مدينة غزّة وشرق دير البلح والقرارة، وهو ما أدى إلى نزوح حوالي 300 ألف شخص قسرا معظمهم من العائلات التي سبق أن نزحت مرات متكررة منذ بدء العدوان.
وأضاف أن هذه الأوامر صدرت دون توفير أي ممرات آمنة أو وجهات بديلة في ظل انعدام المأوى ونفاذ مواد الإغاثة ودمار مراكز الإيواء والمرافق الحيوية واستمرار القصف العنيف على مناطق النزوح الجديدة والقديمة على حد سواء. وهو ما حوّل عملية النزوح إلى أداة للموت البطيء وليس للنّجاة ووسيلة لتفريغ المناطق وتقويض الوجود السكاني الفلسطيني تمهيدا لإزالته بالكامل.
وحذّر المرصد الحقوقي، من أن الحصار والإغلاق التام للمعابر المفروض منذ الثاني مارس الماضي، يخلّف آثارا مدمرة وطويلة الأمد تطال بالدرجة الأولى الفئات الأكثر هشاشة في قطاع غزّة في سياق سياسة صهيونية منهجية تهدف إلى تدمير مقومات الحياة والقضاء على أي بدائل ممكنة للبقاء، مؤكدا أن هذا الحصار تحوّل إلى أداة استراتيجية تستخدم فعليا في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
وذكر المجتمع الدولي، بأن وقف جريمة الإبادة الجماعية بكافة أفعالها بما في ذلك إنهاء التجويع وضمان دخول المساعدات الإنسانية، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين هي التزامات قانونية مطلقة لا يجوز إخضاعها لأي مفاوضات أو ترتيبات سياسية أو أمنية.