مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد الحاجة إلى المأوى والدفء

"الأونروا" تجدد دعوتها لإدخال المساعدات إلى غزّة

"الأونروا" تجدد دعوتها لإدخال المساعدات إلى غزّة
  • 322
ق. د ق. د

دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمس، مجددا إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي تزداد فيه حاجة الناس إلى المأوى والدفء.

وقالت “أونروا” في منشور على موقعها الرسمي إنه "مع اقتراب فصل الشتاء في غزّة، تزداد حاجة الناس إلى المأوى والدفء"، مضيفة أن "مواد الإيواء ولوازم الشتاء للعائلات الفلسطينية النازحة تتواجد في مستودعات الوكالة الأممية في الأردن ومصر ولكن يمنع دخولها". ومع مرور عامين على حرب الإبادة الصهيونية، يواجه النازحون مصيرا صعبا في خيامهم التي تفتقر لأبسط وسائل الحماية، وهم يبحثون عن مأوى يحميهم ودفء يقيهم، حيث ارتقى عدد منهم خاصة الأطفال نتيجة البرد القارس خلال موسمي الشتاء ماضيين.

وجددت الوكالة الأممية نداءها الاستعجالي غداة تأكيد مسؤولين أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على تسريع عمليات إيصال المساعدات المنقذة للحياة في جميع أنحاء غزّة، لكن جهود الإغاثة لا تزال مقيّدة بسبب قيود الوصول والاحتياجات الإنسانية الهائلة. وتعد احتياجات المأوى قصوى حيث تقدر الأمم المتحدة 90 بالمئة من السكان نازحون ويحتاج ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بشكل عاجل إلى مساعدة في المأوى في حالات الطوارئ.

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، تستمر التأخيرات الجمركية وانعدام الأمن والمعابر المحدودة في إعاقة إيصال المساعدات، وقد قامت المنظمة الدولية للهجرة بتخزين ملايين مواد الإغاثة مسبقا في الأردن القريب، بما في ذلك 28 ألف خيمة إضافية وأكثر من أربعة ملايين مادة إمدادات شتوية جاهزة للنشر السريع بمجرد تحسن الوصول. وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة وشركاءها يصعدون خدمات الغذاء والتغذية والمياه بموجب خطة الاستجابة للأمم المتحدة لمدة 60 يوما.

ويعمل حاليا أكثر من 150 موقع للتغذية في جميع أنحاء غزّة بدعم من 20 فريقا متنقلا للصحة والتغذية وهو ضعف العدد الذي كان قبل وقف إطلاق النار. كما يجري توسيع دعم المياه والصرف الصحي، حيث تم توزيع مئات الألاف من حفاضات الأطفال والأوعية ومجموعات النظافة وتم تركيب 140 خزان مياه جديد لتوسيع نقاط الوصول المجتمعية. وكانت محكمة العدل الدولية قضت مؤخرا بإلزام الكيان الصهيوني، بصفته قوة احتلال بتسهيل وتأمين إدخال المساعدات وجهود الإغاثة التي تنفذها الأمم المتحدة ووكالاتها ومن ضمنها "أونروا".

من جانبه حذّر المدير الإقليمي لمنطقة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوار بيغبيدير، من خطر ضياع جيل بكامله في غزّة المحاصرة والمدمرة، مشيرا إلى أن نظام التعليم يشهد حالة "انهيار" بعد عامين من الحرب الصهيونية على القطاع. وقال في تصريح صحفي إن “هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس"، مضيفا" إذا لم نبدأ انتقالا حقيقيا لجميع الأطفال في فبراير القادم، فسنصل إلى سنة رابعة وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع”.

ولفت إلى أنه “مع سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، تمكنت "يونيسف" وشركاؤها في قطاع التعليم من إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة"، مسجلا أن "85 بالمئة من المدارس دمرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام، فيما تستخدم كثير من المدارس المتبقية كملاجئ للنازحين". وأشار إلى أنه تأثر بـ"شدة" بما وصفه "إصرار المجتمع الغزّي" على إعادة تنظيم حياته وتنظيف الأنقاض وإعادة فتح المتاجر الصغيرة ومحاولة استعادة مظاهر الحياة، لكنه أعرب أيضا عن "صدمة" من حجم الدمار الهائل.