مصدر دبلوماسي يكشف لـ "المساء”:

الأسترالية إزابيل بيشوب مبعوثة أممية إلى الصحراء الغربية

الأسترالية إزابيل بيشوب مبعوثة أممية إلى الصحراء الغربية
  • القراءات: 855
م. مرشدي م. مرشدي

علمت ”المساء” من مصادر دبلوماسية على دراية بملف النزاع في الصحراء الغربية أمس، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وقع اختياره على وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة، جولي إزابيل بيشوب، للاضطلاع بمهمة مبعوثة شخصية عنه إلى الصحراء الغربية، خلفا للمبعوث المستقيل الرئيس الالماني السابق، هورست كوهلر.

وقال المصدر إن قرار تعيين الوزيرة بيشوب، اتخذ دون تشاور مع طرفي النزاع في الصحراء كما جرت عليه العادة في المرات السابقة، وبشكل خاص عدم أخذ رأي المملكة المغربية، التي كثيرا ما حاولت رفض أسماء شخصيات محايدة لعلمها المسبق بضعف حججها الرامية إلى ضم الصحراء الغربية.

وجاء الكشف عن اسم الوزيرة الاسترالية بعد دعوات دولية ملحة باتجاه الأمم المتحدة، من أجل الإسراع في تعيين مبعوث أممي خاص جديد إلى الصحراء الغربية وهو المطلب الذي كرسه اجتماع مجلس الأمن نهاية شهر أكتوبر الماضي، والذي مدد مهمة بعثة ”مينورسو” لمدة عام إضافي.

وأضاف المصدر أن الأمين العام الأممي عرض المنصب على عدة شخصيات أوروبية مرموقة ولكنها رفضت هذا التكليف، قبل أن يستقر رأيه على الوزيرة الأسترالية السابقة.

وكان من بين الشخصيات التي عرض عليها انطونيو غوتيريس، هذا المنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق، الدبلوماسي البرتغالي، جواو مانويل باروسو، وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي السابقة، الإيطالية فديريكا موغريني، بالإضافة إلى وزير الخارجية الهولندي السابق، بيرت كوندرس بحكم تجربته في مثل هذه المهام حيث سبق له  شغل منصب ممثل خاص للأمم المتحدة في ساحل العاج وممثلا للأمم المتحدة  في المفاوضات المالية ـ المالية، لكنه اعتذر هو الآخر عن تولي هذه المهمة.

وفي حال تم ترسيم تعيين الوزيرة الأسترالية فإنها ستكون سابع مبعوث خاص إلى الصحراء الغربية وستنحصر مهمتها بشكل إساسي على إعادة بعث الديناميكية التي خلفها المبعوث المستقيل، هورست كوهلر، الذي تمكن من اقناع طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات الثنائية في السادس ديسمبر من العام الماضي، وأخرى شهر أفريل من السنة الجارية، ولكنه اضطر إلى تقديم استقالته الصيف الماضي بداعي تدهور وضعه الصحي.

وتتولى بيشوب، هذه المهمة الشائكة التي عرفت فشل ستة مبعوثين خاصين في حلحلة الوضع في الصحراء الغربية منذ توقيع طرفي النزاع على اتفاق وقف اطلاق النار سنة 1991 وانطلاق مسار التسوية السياسية برعاية أممية على أساس تجسيد مبدأ تقرير المصير، قبل أن تصطدم هذه المساعي بعراقيل دولة الاحتلال بدعم من فرنسا التي عملت المستحيل لإفشال كل مسعى لا يخدم المقاربة المغربية لتكريس الاحتلال في آخر مستعمرة في إفريقيا.

وتولى هذه المهمة منذ أفريل 1990 إلى غاية شهر جويلية 2019، السويسري جوهانس مانس، والباكستاني يعقوب خان زادة، والهولندي اريك جينسن، والامريكي جيمس بيكر، والهولندي بيتر فان فالسوم، والأمريكي كريستوفر روس، ثم الالماني هورست كوهلر، ولكنهم فشلوا جميعا في مهمتهم ضمن حقيقة تدفع إلى التساؤل ما إذا كانت أول سيدة تتولى هذا المنصب ستنجح حيث فشل نظراؤها من الرجال، أم أنها ستصطدم هي الأخرى بواقع استعماري فرضه المحتل المغربي على الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود، وسط تخاذل دولي في تجسيد كل القرارات الدولية التي تؤكد على حق هذا الشعب في الحرية والاستقلال؟