استرجعتها قوات حكومة الوفاق الوطني نهاية شهر ماي الماضي

استهداف قاعدة "الوطية" الجوية.. هل يغيّر معالم الحرب في ليبيا؟

استهداف قاعدة "الوطية" الجوية.. هل يغيّر معالم الحرب في ليبيا؟
  • القراءات: 1234
م. مرشدي     م. مرشدي

شكل ضرب قاعدة "الوطية " الجوية في غرب ليبيا، من طرف طائرات مجهولة الراية أسابيع فقط بعد دحر قوات اللواء خليفة حفتر، منها أول رد فعل عملي على هذه الانتكاسة الميدانية ضمن حلقات الحرب المدمرة المتواصلة في هذا البلد منذ سنة 2011.

وترك عدم توجيه، نائب وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني صالح النمروش، الاتهامات باتجاه أية جهة أو دولة، الباب مفتوحا حول سيل من التخمينات والقراءات  لسيناريوهات محتملة بعد أن اكتفى بالقول "إن الغارات جاءت ضمن محاولة يائسة لتحقيق نصر معنوي، متعهدا بـ«رد رادع في المكان والوقت المناسبين ".

ولم تشأ مصادر حكومة الوفاق الوطني بقيادة  الوزير الاول فايز السراج، توجيه أصابع الاتهام باتجاه أي طرف بما فيها قوات اللواء خليفة حفتر واكتفت بالقول إن طائرات حربية "أجنبية" داعمة لهذا الأخير قامت بقصف قواعدها في غرب البلاد.

وأكدت وسائل إعلامية ليبية نقلا عن "مصادر عسكرية "أن الغارات شنتها "طائرات مجهولة" و استهدفت "منظومة دفاع مضادة للطيران" تم نصبها في القاعدة العسكرية المستهدفة مباشرة بعد استعادة السيطرة عليها نهاية شهر ماي الماضي ودحر قوات خليفة حفتر منها.

وهو ما أشارت إليه مصادر إعلامية موالية لقوات اللواء خليفة حفتر، التي أكدت من جهتها أن "طائرات مجهولة" ضربت أنظمة دفاعات جوية مضاد للطائرات نصبتها القوات التركية في قاعدة " الوطية"، مما أدى إلى تدميرها ومقتل عدد من العسكريين الأتراك، وهو الخبر الذي نفته السلطات الليبية ومسؤول تركي، أكد وقوع الغارات ولكنه لم يشر إلى سقوط أرواح بشرية.

وتحمل الغارات الجوية دلالات سياسية وعسكرية قوية في سياق تواتر أحداث المشهد الليبي،  على اعتبار أنها المرة الأولى التي يتم فيها ضرب هذه القاعدة التي شكل استرجاع السيطرة عليها مكسبا عسكريا استراتيجيا في معادلة الحرب في هذا البلد، مكن قوات حكومة الوفاق من استعادة روح المبادرة العسكرية التي كانت لصالح قوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر.

كما أنها تأتي أسبوعا منذ زيارة وزير الدفاع التركي أكار خلوصي، وقائد هيئة أركان جيشه إلى طرابلس وقبلهما زيارة وزير الخارجية مولود تشاويش اوغلو، وعقدهم لقاءات على أعلى مستوى مع الوزير الأول الليبي، فايز السراج وأقرب مساعديه السياسيين والعسكريين  تناولت مستقبل العلاقة بين طرابلس وأنقرة، وهو ما يجعل الضربات الجوية ضد قاعدة "الوطية" رسالة تحذير قوية باتجاه تركيا التي عززت تواجدها العسكري في ليبيا منذ نوفمبر من العام الماضي، وتم تسريب معلومات عن نية تركية ملحة لجعل هذه القاعدة الاستراتيجية مركز قيادة رئيسي لخبرائها العسكريين الذين سيعملون على تدريب عناصر "النواة الأولى لجيش ليبي محترف " والعمل قبل ذلك على دعم القوات الحكومية في إفشال كل خطة لقوات، خليفة حفتر للإطاحة بحكومة الوفاق.

وهي حقيقة جاءت لتدفع إلى التساؤل حول قدرة الدفاعات الجوية التركية في ليبيا، ومنظوماتها الاستباقية في كشف أية غارات من هذا النوع  والتصدي لكل طائرات تخترق الأجواء الليبية؟

كما أن الغارات جاءت في ظل قبضة حديدية قوية بين أنقرة وباريس ضمن صراع استراتيجي بين هذين البلدين، غذته اتهامات وتصريحات متبادلة، عكست قوة الصراع الدولي في ليبيا.

ويجهل إلى حد الآن ما إذا كانت هذه الغارات تندرج ضمن خطة وضعها " أعداء" حكومة الوفاق الوطني لاستعادة المبادرة العسكرية ستتلوها غارات أخرى قادمة أم أنها مجرد عملية لتأكيد درجة اليأس في استعادة موقع استراتيجي بأهمية قاعدة "الوطية" التي كانت إلى غاية شهر رمضان الماضي، تحت سيطرة قوات اللواء، خليفة حفتر قبل أن تأخذ دائرة رحى الحرب منحى آخر أنهت معه زخما حربيا فرضته قواته على المشهد العسكري الليبي منذ بدء هجمات الرابع أفريل من العام الماضي، وكادت أن تطيح بحكومة الوفاق لولا إلقاء تركيا بكل ثقلها العسكري والدبلوماسي الذي مكنها من إمالة كفة الحرب لصالح حكومة فايز السراج.