دعوات لوقف نشاط "مؤسسة غزّة الإنسانية" وبريطانيا تطالب بالتحقيق
استشهاد 76 فلسطينيا في غارات للاحتلال على قطاع غزّة

- 133

أعلنت مصادر في مستشفيات غزّة، عن استشهاد 76 فلسطينيا في غارات للاحتلال على القطاع منذ فجر أمس، بينهم 38 بمدينة غزّة، فيما جددت هيئات فلسطينية ودولية دعوتها إلى الوقف الفوري لنشاط ما يعرف بـ«مؤسسة غزّة الإنسانية" فورا لتورطها في مجازر ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة، وطالبت بريطانيا بتحقيق عاجل في استشهاد نساء وأطفال فلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزّة.
استشهد 10 فلسطينيين وأصيب العشرات أمس الأحد، بعد قصف طيران الاحتلال مناطق مختلفة في مدينة غزّة وفي خان يونس جنوب القطاع، حيث ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مصادر طبية، أن 5 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 20 آخرون جراء قصف مسيرة للاحتلال لمجموعة من المواطنين في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزّة.
وأوضح مصدر طبي في مستشفى الشفاء، بوصول 3 شهداء وعدد من المصابين بعد قصف طيران الاحتلال خيام نازحين بمنطقة الفيروز شمال غرب مدينة غزّة، واستشهد فلسطينيان بعد استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق بحي التفاح شمال شرق مدينة غزّة، كما أصيب 5 مواطنين بعد إطلاق دبابات الاحتلال النار عليهم جنوب منطقة المسلخ غرب خان يونس جنوب قطاع غزّة، بالتزامن مع إطلاق كثيف للقذائف والرصاص ونيران من الطيران المروحي.
كما استشهد 19 فلسطينيا بينهم طفلة وأصيب آخرون أمس، جراء سلسلة غارات نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزّة، استهدفت منازل سكنية وخياما للنّازحين، حيث أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية، إلى أن 10 فلسطينيين استشهدوا عقب قصف الاحتلال منزلا غرب مخيم النصيرات وسط القطاع. كما أسفر قصف آخر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين بعد استهداف منزل في شارع غربي مدينة غزّة شمالي القطاع، وفي حي الصبرة استشهدت طفلة وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف صهيوني استهدف منزلا في الحي، كما فجرت قوات الاحتلال عددا من المباني السكنية في حي التفاح ما أدى إلى دمار واسع في الممتلكات. وأعلنت مصادر طبية جنوب القطاع، عن استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف صهيوني استهدف خيمة للنّازحين غرب خان يونس.
مرصد حقوقي يطالب بوقف نشاط ما تسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية"
طالب المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بضرورة وقف نشاط ما تسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية" فورا لتورطها في مجازر ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة، مؤكدا أن هذه الجرائم تدخل ضمن نطاق الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
وحمّل المرصد، في بيان صحفي المجتمع الدولي والحكومات المتواطئة المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم المروّعة التي ترتكب أمام نقاط توزيع المساعدات في وسط وجنوب غزّة، والتي تديرها ما تسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية" الصهيونيةـ الأمريكية، داعيا إلى فتح تحقيق دولي مستقل يفضي إلى محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية والوطنية. وأوضح المرصد أن مجزرة مروّعة وقعت أول أمس، قرب نقطة توزيع في منطقة "الشاكوش" شمال رفح، أسفرت عن استشهاد 30 مدنيا وإصابة أكثر من 180 آخرين، بعد أيام فقط من إغلاق ثلاث نقاط توزيع مركزية ما تسبب في تكدس عشرات الآلاف من المدنيين الجوعى في نقطة واحدة بحثا عن الغذاء.
وحسب شهادات ميدانية وثّقها المرصد، أطلقت قوات الاحتلال وعناصر أمنية أمريكية خاصة تعمل لصالح ما تسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية" النار وقنابل الغاز بشكل مباشر على المدنيين، "ما يعد مشاركة فعلية في جريمة الإبادة الجماعية". كما عرض المرصد مقاطع مصوّرة تظهر عناصر من المؤسسة المذكورة وهم يلقون قنابل على المدنيين المتجمعين، "ما يدحض ادعاءات المؤسسة بأنها جهة إنسانية ويثبت تورطها المباشر في أعمال عنف منهجية".
وكشف أن قوات الاحتلال الصهيوني والعناصر الأمنية الأمريكية المتورطة قتلت ما لا يقل عن 829 فلسطيني وأصابت نحو 5500 آخرين خلال أقل من شهرين، قرب مواقع توزيع المساعدات "التي تحولت إلى أدوات للقتل الجماعي وهندسة التجويع بدلا من كونها ملاذا للإنقاذ". ودعا المرصد إلى فتح تحقيقات دولية مستقلّة في الدور الذي تؤديه ما تسمى "مؤسسة غزّة الإنسانية" بما يشمل المسؤولية الفردية لجميع العاملين والمديرين والمتعاقدين الأمنيين المتورطين سواء من خلال التخطيط أو التنفيذ أو الامتناع المتعمّد عن منع الجرائم.
من جهته قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن استمرار استهداف الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني قرب نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزّة يكشف أن ألية التوزيع تحوّلت "لأداة لقتل وتجويع الشعب الفلسطيني لا لإنقاذه".
وأكد فتوح، في بيان أول أمس، أن المجازر بحق الشعب الفلسطيني تتصاعد بشكل وحشي، لافتا إلى سقوط أكثر من 100 شهيد بينهم أطفال ونساء منذ فجر السبت، في قصف استهدف منازل وخيام النّازحين وكان أخرها المجزرة المروّعة في مخيم الشاطئ وجباليا النزلة شمالي قطاع غزّة، وأشار إلى أن ما كشفته هذه المجازر هو انهيار شامل للقيم الأخلاقية والإنسانية، داعيا إلى موقف عربي ودولي فوري لوقف هذا الإجرام ومحاكمة المسؤولين عن إدارة هذا المسار الدموي، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر وسيواصل نضاله المشروع حتى نيل حقوقه كاملة..
بريطانيا تدعو إلى تحقيق عاجل في استشهاد نساء وأطفال
وطالبت بريطانيا بإجراء تحقيق عاجل في استشهاد نساء وأطفال فلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزّة، الذي يتعرض للحصار وإلى عدوان صهيوني وحشي، حسب ما أوردته مصادر إعلامية أمس، حيث أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فالكونر، عن أسفه العميق لاستشهاد عدد من النّساء والأطفال أثناء انتظارهم استلام مساعدات إنسانية في قطاع غزّة، مضيفا: "المدنيون في غزّة تجب حمايتهم من الاعتداء، وأن يتمكنوا من الحصول على مساعدات بلا خوف". ودعا فولكنر، إلى إجراء تحقيق فوري مستقل في هذه الحوادث، مؤكدا دعم بلاده للجهود الرامية إلى ضمان حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
في محاولة متجددة لكسر الحصار الصهيوني
سفينة جديدة في اتجاه غزّة لمحاولة كسر الحصار
انطلقت السفينة "حنظلة" التابعة لتحالف أسطول الحرية أمس الأحد، من ميناء سيراكوزا الإيطالي باتجاه قطاع غزّة، في محاولة لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على القطاع.
وأكد التحالف، عبر صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي، أن الاستهداف الممنهج لن يثنيه عن مواصلة جهوده في مواجهة الحصار، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني كارثي في غزّة، حيث يواجه السكان الموت إضافة إلى تهديدات متفاقمة بالمجاعة وتفشي الأمراض. ودعا الناشط الحقوقي ومالك السفينة، فرانك رومانو، في وقت سابق الدول التي ستعبر السفينة من مياهها الإقليمية إلى "عدم اعتراض طريقهم أو منعهم من الإبحار".
وكان تحالف أسطول الحرية أعلن الأسبوع الماضي، عن انطلاق سفينة جديدة تحمل اسم "حنظلة" يوم 13 جويلية من ميناء سيراكوزا في إيطاليا، ضمن مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزّة، وذلك رغم الهجوم الذي تعرضت له سفينة "مادلين" التابعة للتحالف من قبل قوات الاحتلال في وقت سابق.
ويعتبر أسطول الحرية مجموعة من السفن المدنية، تشكل في 2010، بهدف كسر الحصار المفروض على غزّة، وسفينة "حنظلة" من بين هذه السفن. وسميت هذه السفينة بهذه التسمية "تيمّنا بشخصية الكاريكاتير الفلسطيني حنظلة، الطفل اللاجئ الحافي الذي أدار ظهره للظلم، وتعهد ألا يستدير حتى تتحرر فلسطين، وتحمل هذه السفينة روحه وروح كل طفل في غزّة حرم من الأمان والكرامة والفرح".