موجة إدانة عارمة لجرائم قوات الاحتلال

استشهاد 6 فلسطينيين في اعتداء صهيوني ممنهج على جنين

استشهاد 6 فلسطينيين في اعتداء صهيوني ممنهج على جنين
  • 813
ق. د ق. د

جريمة نكراء أخرى تلك التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيونية بكل برودة دم أول أمس. في حق سكان مخيم جنين المنكوب بالضفة الغربية المحتلة، والتي راح ضحيتها ستة فلسطينيين يضافون إلى قوائم الشهداء الذين يسقطون تباعا برصاص الاحتلال الذي يواصل العبث بأرواح الفلسطينيين أمام أنظار عالم لا يحرك ساكنا. وإذا تحرك يكتفي فقط بمجرد نداءات للتهدئة لا تلقى آذانا صاغية لدى الاحتلال وبيانات إدانة سرعان ما يجف حبرها.

وكعادتها بررت قوات الاحتلال جريمتها الجديدة بالبحث عن مطلوبين من بينهم منفذ عملية حوارة التي خلفت قبل أيام قليلة مقتل مستوطنين اثنين وما تلاها من هجوم عنيف للمستوطنين اليهود الذين وبحجة الانتقام أحرقوا البلدة وألحقوا خرابا ودمارا بمنازل وممتلكات الفلسطينيين من دون أن تتدخل قوات الاحتلال لوقف انتقام هؤلاء.

واعتدت قوات الاحتلال على جنين بالسلاح الثقيل، حيث جندت لتنفيذ عمليتها العسكرية ضد السكان العزل العربات المدرعة والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى جرافة واحدة على الأقل وطائرة هليكوبتر هجومية.

وحاصرت قوات الاحتلال بتلك الأسلحة الثقيلة مبنى بدعوى أنه يأوي مقاومين فلسطينيين من ضمنهم عبد الفتاح حسين خروشان، البالغ 49 عاما الذي اتهمته اسرائيل بتنفيذ عملية حوارة. وقصفت المبنى بالقذائف الصاروخية في مشاهد حرب حقيقية بما أدى الى استشهاد هذا الأخير رفقة خمسة فلسطينيين آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى 29 عاما وإصابة 26 آخرين من بينهم ثلاثة وضعيتهم خطيرة.

وأدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، ما وصفها بـ"حرب شاملة" باستخدام الصواريخ ضد السكان في المدن، محملا حكومة اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو، مسؤولية التصعيد الخطير الذي يهدد بتفجير الأوضاع وتقويض كل جهود إحلال الاستقرار.

من جانبه حث المبعوث الأممي للسلام في الشرق الأوسط، تور ونيسلاند، في بيان له أمس. اسرائيل والفلسطينيين إلى وضع نهاية فورية لتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة التي تحولت مدنها وبلداتها ومخيماتها إلى مسرح لجرائم دامية تتفنن قوات الاحتلال في ارتكابها في حق الفلسطينيين.

وقال المسؤول الأممي "نحن على علم بموجة جدية من العنف التي يجب أن تتوقف فورا"، مضيفا أن "مجلس الأمن الدولي تحدث بصوت واحد من أجل مطالبة كل الأطراف بالتهدئة والتعقل وتفادي كل فعل استفزازي ويحرض على العنف وكل تصريح تحريضي".

وأثار الاعتداء الصهيوني الجديد على جنين موجة إدانة عارمة في العالمين العربي والإسلامي، حيث أدانت كل من الجامعة العربية والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي بشدة مجزرة الاحتلال الصهيوني  في جنين.

ففي بيان استنكار، قالت الأمانة العامة للجامعة العربية أمس "إن المجزرة الدموية في جنين تأتي في سياق الحرب المفتوحة التي تنتهجها حكومة اليمين المتطرف وامتدادا لسلسلة المجازر والجرائم المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني في مدن جنين ونابلس وأريحا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية".

وحملت الجامعة العربية، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم "الممنهجة والخطيرة" وتداعياتها على الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالبت المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بـ"التدخل الفوري" لوقف تلك المجازر في المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية و"توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني من تلك الجرائم التي تستوجب مساءلة مرتكبيها طبقا لمبادئ القانون الدولي".

ونفس موقف الإدانة عبر عنه البرلمان العربي الذي حمل في بيان له أمس. حكومة اليمين المتطرفة الصهيونية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع الأمنية والإنسانية وتدمير كل الجهود الرامية لعملية السلام وإعادة الاستقرار في المنطقة في انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية.

وطالب البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكذا الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري والعاجل لوقف التصعيد الصهيوني الخطير باقتحام المدن والقرى وسياسة الإعدام الميداني اليومي والذي أصبح بصورة متكررة في الآونة الأخيرة.

كما أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين شمال الضفة الغربية واستمرار أعمال العنف والترهيب التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون في بلدة حوارة الفلسطينية، مطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

وتنديدا بهذه المجزرة عن إضراب شامل أمس. كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية، شمل المحال التجارية والأسواق والبنوك التي اغلقت جميعها ابوابها، في حين وخلت الشوارع من الحركة الاعتيادية.