بعدما تعرّض مجدّدا لهجوم بالمسيرات
إيطاليا ترسل سفينة حربية لمساعدة أسطول الصمود العالمي

- 156

أعلن وزير الدفاع الايطالي، جويدو كروزيتو، أمس، عن إرسال سفينة حربية لتقديم المساعدة اللازمة لأسطول الصمود العالمي الذي تعرض ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط إلى هجمات بمسيّرات، خلّفت أضرارا مادية دون التبليغ عن وقوع إصابات.
قال وزير الدفاع الايطالي في بيان له إنه تمّ التدخل الفوري للفرقاطة البحرية "فاسان"، التي كانت تبحر شمال جزيرة كريت وتتجه نحو المنطقة لضمان تقديم المساعدة للمواطنين الإيطاليين المتواجدين على متن الأسطول.
وأدان كروزيتو بشدة "هذا الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرة مجهولة المصدر"، والتي تشير كل المؤشرات إلى وقوف جيش الاحتلال الاسرائيلي وراءها وهو المعتاد على مثل هذه الخروقات والانتهاكات التي تدوس على الشرعية الدولية ولا تحترم لا القانون الدولي ولا الإنساني. ويشارك نحو 60 متضامنا ايطاليا من ضمنهم أربعة برلمانيين في أسطول الصمود العالمي الذي يواصل إبحاره باتجاه قطاع غزة رغم المخاطر المحدقة به، ضمن محاولة لكسر الحصار المطبق على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهو ما جعل الخارجية الايطالية تطالب إسرائيل بضمان أمن الأسطول، مذكرة بأنه يتواجد في المياه الإقليمية الدولية. والمؤكد أن التحرّك الرسمي الايطالي لم يأت من العدم فقد فرضه بالدرجة الاولى ضغط الشارع الايطالي الذي انتفض نصرة لغزة وضغط بقوة على حكومة بلاده لاتخاذ إجراءات ملموسة من أجل حماية الأسطول من الاعتداءات الصهيونية.
ووجدت الحكومة اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، نفسها في مأزق فهي من جهة صوّتت في مؤتمر نيويورك ضد قيام دولة فلسطين ومن جهة أخرى تواجه داخليا ايطاليا متضامنا مع غزة انطلقت شرارته من الموانئ وبلغ صداه قبة البرلمان.
وتعرض أسطول الصمود العالمي المكوّن من أكثر من 44 سفينة على متنها آلاف المتضامنين والنشطاء من فنانين وممثلين وبرلمانين وصحافيين وأساتذة جامعيين .. قادمين من أكثر من 40 دولة من أوروبا وإفريقيا وآسيا وحتى أمريكا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء لهجمات متكررة من طائرات مسيّرة في عرض البحر المتوسط، استهدفت 10 سفن على الأقل وسط سماع دوي انفجارات وتشويش واسع في الاتصالات على متن القوارب دون أن يعلن عن وقوع إصابات بشرية حتى الآن.
وقالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، إنّ "سبع هجمات بمسيّرات استهدفت السفن بعد تحليق نحو 15 طائرة فوق الأسطول"، مشدّدة على ضرورة توفير حماية فورية له".
من جانبها، أوضحت اللجنة المشرفة على الأسطول أن "أجساما مجهولة ألقيت على عشرة قوارب بما أدى إلى أضرار مادية، فيما رصد 13 انفجارا في محيطها". وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني "يمارس حملة تضليل إعلامي لتبرير أي هجوم عسكري محتمل على القافلة الإنسانية"، مؤكدة أن استهدافها يعد "جريمة حرب" و«انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وأدانت الأمم المتحدة هذه الهجمات وطالبت بوقفها وعدم استهداف الأسطول الذي يقوم بمهمة إنسانية بعد أن عجزت أو بالأحرى تغاضت الحكومات والقوى الكبرى عن القيام بها وتركت غزة وسكانها بين مخالب آلة الدمار والتقتيل الصهيونية تقترف في حقها أبشع وافظع الجرائم والمذابح. وقال المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، إنه "يجب إجراء تحقيق مستقل ونزيه وشامل" و«يجب أن تتوقف هذه الهجمات".
ونفس موقف الإدانة عبرت عنه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي أكدت أنّ طائرات مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال استهداف عدة سفن من أسطول الصمود العالمي في عرض البحر وفي المياه الدولية. ووصفت ذلك بأنه "إرهاب وسلوك خطير يمهد لارتكاب اعتداءات أشد على سفن الأسطول والناشطين المرافقين له، في محاولة صهيونية مكشوفة لثنيهم عن أداء رسالتهم الإنسانية بإيصال المساعدات إلى شعبنا الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، والذي يتعرّض لحملات إبادة وتجويع ممنهجة".
ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول المعنية والمنظمات الإنسانية والهيئات الأممية لإدانة هذه الجريمة واتخاذ إجراءاتٍ فورية فاعلة لحماية الأسطول الإنساني وطاقمه وتأمين وصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في غزة ومحاسبة الاحتلال الفاشي وقادته، على جرائمهم ضد الشعب وضد قوافل العمل الإنساني.