قالت إن الشباب الصحراوي فقد الامل في المجموعة الدولية

أميناتو حيدار تحذر من انفلات الوضع إلى حرب جديدة

أميناتو حيدار تحذر من انفلات الوضع إلى حرب جديدة
  • القراءات: 680
م. م م. م

طالبت الناشطة الحقوقية الصحراوية اميناتو حيدار أمس بتدخل دولي مستعجل لمنع النزاع القائم في الصحراء الغربية من التحول الى حرب مفتوحة.

ولم تخف غاندي الصحراء الغربية، في حديث صحفي قبل تسلمها لجائزة نوبل البديلة لحقوق الانسان اليوم، بالعاصمة السويدية، مخاوفها المتزايدة من عدم تحقيق تقرير مصير الشعب الصحراوي بالطرق السلمية في ظل فقدان الشباب الصحراوي صبره وكل أماله في المجموعة الدولية التي خذلته لأكثر من عشرين عاما منذ بعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأكدت حيدار أن المجموعة الدولية مطالبة بالقيام بتحرك ودون تأخير لتفادي مثل هذا الاحتمال لان الشباب الصحراوي لم يعد يطيق استمرار الوضع القائم وفقدانهم ثقتهم في المقاومة السلمية.

وأضافت حيدار، ان الامم المتحدة وأوروبا وفرنسا واسبانيا على  وجه خاص يتحملون مسؤولية مباشرة في تجنيب المنطقة حربا مفتوحة مع كل عواقبها الكارثية.

وقالت إن الشباب الصحراوي اقتنع بأن المجموعة الدولية لا تتحرك إلا في النزاعات التي تراق فيها الدماء والعنف وهو ما جعلهم يمارسون ضغطا كبيرا على جبهة البوليزاريو من اجل دفعها إلى تنبي خيار حمل السلاح مرة اخرى ضد المحتل المغربي.

وكانت الناشطة الحقوقية تتحدث بمرارة على المآل الذي وصل اليه الوضع في الصحراء الغربية في ظل فشل بعثة الامم المتحدة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية وأصبح معها تواجد 250 عضوا من موظفيها غير ذا معنى بسبب استمرار حالة الاحتقان القائمة منذ سنة 1991 تاريخ التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار بين طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب.

وحتى المفاوضات المباشرة التي تم استئنافها شهر ديسمبر من العام الماضي برعاية المبعوث الاممي الخاص الى الصحراء الغربية المستقيل ، هورست كوهلر توقفت دون مبررات مقنعة بسبب العراقيل المغربية والخطط الفرنسية الرامية الى افشال مهمات كل المبعوثين الأمميين  لمنع حلحلة الوضع واعادة بعث مسار سلام اصبح على فراش "الموت السريري".

وتأسفت حيدار لاستمرار مثل هذه الوضعية الشاذة بعد عدة سنوات من النضال السلمي الذي ينتهجه الشعب الصحراوي  من اجل استعادة حريته ضمن حلم بدأ يتبخر بسبب تجاهل المجموعة الدولية والمغرب لمطالبه المشروعة.

وحملت مسؤولية ذلك على تواطؤ بعض القوى الدولية في إشارة قوية إلى فرنسا واسبانيا وقالت انه بدون دعم اوروبي فان المغرب لا يمكنه نهب واستغلال الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي وليس بمقدوره ايضا مواصلة احتلاله ووقوفه في وجه تطبيق كل لوائح مجلس الامن الدولي الخاصة بتقرير مصير الشعب الصحراوي.

يذكر ان غاندي الصحراء الغربية والتي قالت إنها تعتز بمثل هذه التسمية لشخصية عالمية والبالغة من العمر 52 عاما اعتقلت في سن الثانية والعشرين ووضعت في زنزانة انفرادية في سجن سري لمدة أربع سنوات قبل ان يعاد اعتقالاها سنة 2005 بعد مشاركتها في مسيرة احتجاجية قمعتها قوات الامن المغربية ولم يتم اطلاق سراحها إلا بعد عام تحت ضغط الولايات المتحدة وتم السماح لها بعدها بمغادرة مدينة العيون المحتلة والتوجه الى اسبانيا استغلتها للقيام بجولات تحسيسية في مختلف عواصم العالم في اوروبا وامريكا اللاتينية والولايات المتحدة حيث حصلت على عدة جوائز دولية في مجال حقوق الانسان.

وهو ما جعل سلطات الاحتلال المغربية ترفض سنة 2009 عودتها إلى بلدها المحتل وطردتها الى جزر لكناري الاسبانية بعد ان حجزت جواز سفرها مما جعلها تدخل في اضراب مفتوح عن الطعام لمدة شهر كامل ارغمت خلاله السلطات المغربية على ارجاع جواز سفرها والسماح لها بالعودة الى اسرتها في مدينة العيون المحتلة.

وقالت الناشطة الحقوقية الصحراوية ان حالتها ليست حالة منفردة  ولكنها حالة كل ابناء الشعب الصحراوي فنحن نعيش ـ كما قالت ـ في ارض ليس فيها سوى القمع والانتهاكات.

وتتسلم اميناتو حيدار اليوم جائزة "رايت لايفليهود" وهي جائزة دولية في مجال حقوق الانسان مثيلة لجائزة نوبل للسلام رفقة ثلاثة ناشطات حقوقيات اخريات من بينهن المناضلة السويدية في مجال البيئة، غريتا تنبورغ.

وقال ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار في سياق الحقائق التي كشفت عنها أميناتو حيدار أن منع المغرب، برلمانيين باسك من دخول مدينة العيون المحتلة محاولة لإخفاء جرائمه المستمرة في الصحراء الغربية المحتلة.

واطلع سيدي محمد عمار، رئيس مجلس الأمن الدولي، كيلي كرافت علما بخلفية قرار السلطات المغربية بعد ان علمت ان البرلمانيين الاربعة كانوا يعتزمون معاينة وضعية حقوق الإنسان في الإقليم بشكل مباشر من خلال عقد لقاءات مع ناشطين صحراويين في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني.

وأضاف الدبلوماسي الصحراوي إنه "من غير المقبول أن تواصل سلطات الاحتلال المغربية منع الوصول إلى إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار والذي يظل تحت مسؤولية الأمم المتحدة ريثما يتم التوصل إلى حل نهائي للنزاع".


سكولت تشدد على وقف الرباط عرقلة تقرير المصير

أكدت، سوزان سكولت، الناشطة الحقوقية ورئيسة المؤسسة الأمريكية من أجل دعم الصحراء الغربية على ضرورة كف المغرب عن عرقلة مسار إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق مخطط السلام الأممي وذلك عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المغرب.

وبعثت سكولت رسالة إلى بومبيو طالبته بحث المغرب على "إنهاء عرقلة الاستفتاء الذي طال انتظاره بشأن الصحراء الغربية في نفس الوقت الذي طالبت فيه بحجب أي مساعدة دولية تقدمها الولايات المتحدة إلى المغرب لغاية إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية والمحتجزين بشكل غير قانوني، والى غاية وقف المملكة استغلالها غير القانوني للموارد الطبيعية  للصحراء الغربية. 

وأعربت سكولت عن أسفها إزاء حالة الجمود المخيمة على مسار التسوية وأكدت أن "المغرب تمكن من تحقيق هذا الوضع من خلال إنفاق ملايين  الدولارات كل عام في محاولات الضغط على مختلف الدول وخاصة الافريقية.

وأشارت في ذلك الى المساهمات الكبيرة التي قدمها المغرب لمؤسسة  كلينتون خلال انتخابات الرئاسة لسنة 2016  وهي قضية يعلمها الرئيس دونالد ترامب نفسه وقال بشأنها في تغريدة "تفضيل هيلاري الرسمي للمغرب  نتج عنه 28 مليون دولار لمؤسسة كلينتون".

وخاطبت سوزان سكولت وزير الخارجية بومبيو ومن خلاله الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب بالقول "أنت رئيس أبدى اهتمامه بمكافحة الفساد الحكومي وان الوضع  في الصحراء الغربية  يعد مثالا صارخا لما يمكن أن يخلف هذا الفساد  من معاناة  فظيعة كما يجري للشعب الصحراوي الذي يعيش رجاله ونساءه تحت الاحتلال  المغربي الوحشي".