حصاد الأبطال في حلبة الجيدو
27 ميدالية ومستقبل واعد

- 144

أغلق أبطال الجزائر صفحة الجيدو المدرسي بنهاية ذهبية، وأثبتوا أن التتويج ليس حدثا عابرا، بل نتيجة مسار مدروس، وتكوين وطني متين.
وأُسدل الستار على منافسات الجيدو، إحدى أقوى الرياضات القتالية ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية 2025 التي تحتضنها ولاية عنابة، لتتوّج الجزائر مشاركتها في هذا الاختصاص بـحصيلة تاريخية، بلغت 27 ميدالية في الفردي، موزعة على: 14 ذهبية، و8 فضيات، و5 برونزيات، وسط احتفاء جماهيري، وإشادة فنية واسعة.
وتميزت المشاركة الجزائرية بأداء متوازن على مدار أيام البطولة، حيث تألق الرياضيون والرياضيات في مختلف الفئات العمرية والأوزان، مقدمين عروضا قوية اتسمت بالثقة، والانضباط التكتيكي، ما خوّلهم لاعتلاء منصات التتويج عن جدارة. وجاءت المنافسات الجماعية لتؤكد هذا التفوق، حيث واصل المنتخب الوطني فرض هيمنته، محققا نتائج مشرفة أمام منتخبات قوية من تونس، والسنغال، ونيجيريا. وأثبتت عناصره روحا قتالية عالية، وقدرة على اللعب بروح المجموعة، وهو ما جعل الفوز يتجاوز الإنجاز الفردي نحو المجد الجماعي.
وأشاد المشرفون على الوفد الجزائري بالمستوى الفني للتظاهرة، وبالروح الرياضية التي سادت النزالات. وقالوا إن هذه الدورة شكلت محطة هامة لاكتشاف أبطال المستقبل، وفرصة لقياس ثمار العمل القاعدي في المدارس الرياضية، ومراكز التكوين عبر الوطن. ومن جهته، رأى الطاقم الفني الوطني أن هذه النتائج هي ثمرة تحضيرات طويلة، وبرامج تدريبية خاصة، رافقت الرياضيين منذ بداية الموسم، مؤكدين أن الاحتراف يبدأ من هنا، وأن هذا الجيل قادر على حمل الراية في المحافل الدولية المقبلة.
وفي ختام البطولة نُظمت مراسم تتويج احتفالية مفعمة بالألوان والأهازيج الوطنية، رُفعت فيها الراية الجزائرية مرارا على أنغام النشيد الوطني، في لحظات مؤثرة، حبست دموع الفخر في عيون اللاعبين وأسرهم. الجيدو الجزائري في هذه الدورة المدرسية الأولى، لم يكتفِ بالتألق… بل صنع صفحة مشرقة تُضاف إلى سجل الإنجازات الوطنية. ورسّخ نفسه كأحد أعمدة الرياضة المدرسية الجزائرية في القارة الإفريقية.
تألق المبارزة الجزائرية في الموعد الإفريقي
حسم للميداليات اليوم وكتابة تاريخ جديد
تتابعت ضربات السيوف بثقة واحترافية، وشهدت قاعة سعيد براهيمي بعنابة، لحظات حاسمة في طريق التتويج الإفريقي.
ولليوم الثاني على التوالي، احتضنت مدينة عنابة مجريات منافسات المبارزة بالسيف ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية، حيث تميزت اللقاءات بحدة الأداء الفني، وتنوع المدارس التكتيكية، وسط حضور جماهيري نخبوي، شجع بحرارة، وأضفى طابعا راقيا على الأجواء التنافسية.
وشهدت الأدوار التصفوية مواجهات نارية بين مشاركين من أكثر من 12 دولة، أظهروا خلالها تركيزا عاليا، وسرعة بديهة، في رياضة تُعرف بدقتها الشديدة، وحساسيتها للزمن ورد الفعل. وقدّم المشاركون مستوى تقنيا لافتا، تجاوز التوقعات في بعض النزالات، ما يعكس عمق التحضير عند العديد من الفرق رغم أن الدورة موجهة للفئات المدرسية.
أسماء جزائرية برزت بقوة، خاصة في صنف الإناث، حيث نجحت المبارزات في حسم عدة مواجهات أمام منافسات من كوت ديفوار، والكاميرون وتونس، مؤهَّلات بذلك إلى نصف النهائي عن جدارة. الأداء الجزائري اتسم بالثقة، وسلاسة الحركة على البساط، مع تنسيق واضح بين الجهاز الفني والرياضيين، ما ساعد على تحقيق أفضل النتائج بأقل مجهود ممكن، مع الحفاظ على تركيز مستقر في كل جولة.
الطاقم الفني الوطني أعرب عن ارتياحه للمستوى العام للمنتخب، معتبرا أن المبارزة تشق طريقها بثبات في المدارس الرياضية، وأن هذه النتائج ليست سوى بداية لمسار طويل، يُعوَّل عليه في التكوين القاعدي. وغداً تنطلق الأدوار النهائية؛ حيث يُنتظر أن تُحسم الميداليات، ويُكتب تاريخ جديد للمبارزة المدرسية الجزائرية، التي خطت خطوة واثقة في طريق التألق القاري.
المنتخب الوطني لكرة القدم
"الخضر" يتأهلون للنهائي ويقابلون كوت ديفوار
تأهل المنتخب المدرسي الوطني إلى اللقاء النهائي من منافسات كرة القدم للألعاب الإفريقية المدرسية التي تحتضنها عنابة، بعد مواجهة قوية أمام نظيره الأوغندي، بعد تفوقه بضربات الترجيح بنتيجة 3 مقابل 0. وحقق الخضر تأهلا ثمينا، لينشط المباراة النهائية أمام كوت ديفوار، الفائز على السودان برباعية كاملة.
ودخل "الخضر" المباراة بعزيمة واضحة، ورغبة في الوصول إلى المباراة النهائية، وسط أجواء جماهيرية حماسية، وأداء متوازن بين الخطوط. ورغم محاولات الفريقين لكسر التعادل خلال الوقت الرسمي، إلا أن الحسم تأجل إلى ركلات الترجيح، حيث برز الحارس الجزائري بأداء بطولي. ونجح في صد كل الركلات الأوغندية، مانحا منتخبه بطاقة العبور إلى المحطة الأخيرة.
وأظهر أشبال الجزائر شخصية قوية على أرضية الميدان. وتحلّوا بتركيز عالٍ وروح جماعية، كانت واضحة في كل لحظة من عمر اللقاء، وهو ما سمح لهم بالتفوق على منتخب أوغندي معروف باندفاعه، وقوته البدنية. الجماهير التي تابعت اللقاء سواء من مدرجات ملعب سرايدي أو عبر التغطيات الإعلامية، عبّرت عن فخرها واعتزازها بما قدمه هذا الجيل من التلاميذ الرياضيين، الذين أثبتوا أن الكرة الجزائرية المدرسية تسير في الاتجاه الصحيح، وتملك مواهب واعدة تستحق كل الدعم.
هذا التأهل لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة مجهود جماعي شارك فيه اللاعبون، والطاقم الفني، والإداريون، وكل من ساهم في إعداد المنتخب نفسياً وبدنياً لهذه المنافسات القارية. ويبقى التحدي الأهم الآن هو الحفاظ على نفس الروح القتالية في النهائي، والسعي للتتويج بلقب سيكون له طعم خاص، خاصة أنه يُلعب على أرض الجزائر، وبين جماهيرها. الأنظار تتجه الآن إلى اللقاء الختامي، حيث يسعى "الخضر" إلى اعتلاء منصة التتويج، ورفع راية الجزائر عاليا في سماء أول نسخة من هذه الألعاب الإفريقية المدرسية، في إنجاز سيُسجَّل بأحرف من فخر في الذاكرة الرياضية الوطنية.