بعد تصاعد رفض تسقيف أجور لاعبي المولودية

‘’سوناطراك" أمام خيار دعم الإدارة أو تغييرها

‘’سوناطراك" أمام خيار دعم الإدارة أو تغييرها
مولودية الجزائر
  • القراءات: 697
 ع.اسماعيل   ع.اسماعيل  

لا زالت مولودية الجزائر النادي الوحيد الذي لم يقع في أزمة مالية، كونه ممول من طرف أغنى شركة في الجزائر، وهي "سوناطراك". لكن الوضع في هذا الجانب تغير، وبدأت هذه الأخيرة ترى بعين متصبرة، ملفات التسيير المالي لكل الفروع الرياضية التابعة للمولودية، لاسيما فرع كرة القدم الذي يستهلك أكبر حصة مالية من الميزانية الموجهة للعميد.

لا شك أن التأخر المسجل لتسليم مستحقات لاعبي فريق كرة القدم، ليس له علاقة بوجود أزمة مالية، بقدر ما هو متعلق بسياسة ترشيد النفقات المالية، التي أمرت "سوناطراك" بتطبيقها. فلم يعد بمقدور الإدارة أن تحدد بمفردها سياسة أجور اللاعبين، ولا حتى تحديد قيمة المنح المالية. رئيس النادي ألماس، كان قد صرح مرارا، بأن أعلى حد في مجال الراتب الشهري للاعب لن يتجاوز مائتي مليون سنتيم، انطلاقا من البطولة القادمة، وذهب إلى القول بأن النادي لن يوافق من الآن فصاعدا، على منح تسبيقات مالية في العقود التي تربط اللاعبين بالنادي. 

هل ستتوصل إدارة النادي إلى فرض هذا المنطق على اللاعبين الحاليين، واللاعبين الذين سيتم استقدامهم تحسبا للموسم القادم؟ تساؤل أصبح محل حديث الأوساط الرياضية للعميد، بعد أن استقبلت بكل ارتياح تطبيق هذه الخطوة، لسبب واحد وهو أن مستوى لاعبي الفريق لا يستحقون راتبهم الحالي، نظرا لتواضع مستواهم، فضلا عن أنهم لم يسمحوا لفريقهم بالسيطرة على البطولة. لكن ما يهم لاعبي الفريق في هذه الفترة، هو استلام رواتبهم ومنحهم المالية المتأخرة، التي احتجوا عليها بقوة في نهاية الأسبوع الفارط، على خلفية الأخبار التي تتحدث عن توصل إدارة النادي مع مدافع شبيبة سكيكدة حداد إلى اتفاق، يقضي بتلقي هذا الأخير مائتي وأربعين مليون سنتيم في الشهر.

لا شك في أن اللاعبين مصممين على تشديد الضغط على إدارتهم، لكي تستجيب لمطالبهم في أسرع وقت، وإدراكهم التام بأن التأخر في الحصول على مستحقاتهم المالية لن يكون في صالحهم. إدارة النادي وجدت نفسها في موقف حرج، ما دام أنها لم تتلق إلى حد الآن، الأموال التي تنتظر استلامها من "سوناطراك" من أجل التخلص من بعض الديون، منها رواتب ومنح اللاعبين. قالت مصادر قريبة من فريق العميد، إن الرئيس ناصر الماس مضطر إلى التدخل لدى اللاعبين، من أجل طمأنتهم حول مستحقاتهم المالية، بعدما هدد البعض منهم باللجوء إلى لجنة القانون والنزاعات التابعة للرابطة الوطنية الاحترافية، التي تحولت إلى الجهة الأكثر إنصافا للاعبين في مثل هذه الحالات. فيما قالت نفس المصادر "إن الوضع الذي يعيشه النادي في هذه الفترة لا يبعث على الارتياح، وقد يؤدي إلى وقوع رد فعل من مديرية الرياضة لـسوناطراك"، يقتضي إدخال تغييرات على رأس النادي".

في حين تضاربت الأخبار في الأوساط الرياضية للنادي حول مستقبل ناصر ألماس، إذ يقول البعض، إن هذا الرجل مازال يحظى بثقة "سوناطراك"، فيما يتحدث البعض الآخر عن احتمال استخلافه بمسير آخر.

مما شك فيه، أن سياسة تسقيف الأجور التي يحاول ناصر ألماس تطبيقها، أغضبت كثيرا اللاعبين ومن يدور في فلكهم، وكان من المتوقع أن تجلب له الخطوات التي اتخذها في هذا الشأن معارضة شديدة، لا زالت إلى حد الآن غير معلنة، وتنتظر فقط الوقت المناسب للتنديد بسياسته واقتراح استبداله بمسير آخر. غير أن هذه الفرضية تبدو مستبعدة، لأن ناصر ألماس جلب هو الآخر مساندة قوية من بعض مسيري "سوناطراك"، ومن مناصري الفريق الذين رحبوا بقرار تسقيف الأجور، وشجعوه على السير قدما فيه، لاعتقادهم بأن فريق مولودية الجزائر لا يمكن أن يكون دوما مصدر رزق للاعبين ضعيفي المستوى من الناحيتين الفنية والبدنية، ولم يمكنوا الفريق من الحصول على لقب وطني أو قاري. ويتوقع الملاحظون حدوث، في الأسابيع القليلة القادمة، تصريحات ونداءات متضاربة حول مستقبل رئاسة النادي.

مما لا شك فيه، أن اهتمام النادي وأوساطه الرياضية منصبة أيضا في الوقت الراهن، على ما سيصدر عن المكتب الفيدرالي يوم الأربعاء القادم، حيث سيدرس مستقبل ما تبقى من عمر البطولة الاحترافية التي توقفت أطوارها في الجولة الثانية والعشرين، بسبب انتشار فيروس "كورونا" في بلدنا. وأغلب الظن أن المكتب الفيدرالي سيقرر إلغاء المنافسة من أجل وضع حد لكل التأويلات، لاسيما بعد القرارات الهامة التي اتخذتها الدولة في الآونة الأخير، والتي من شأنها أن تحد من أضرار هذا الوباء على مجتمعنا. قرار إلغاء المنافسة سيفتح المجال للعميد ولغيره من الأندية الاحترافية، للتفكير والتركيز فقط على تحضيرات الموسم الرياضي القادم، وما يتطلبه من اتخاذ إجراءات وتدابير هامة، منها تنفيذ عمليات تسريح واستقدام اللاعبين، وتحديد تواريخ الانطلاق في التحضيرات، تحسبا للبطولة القادمة.